حوارات ولقاءات

القيادي بالحزب الاتحادي الشيخ “حسن أبو سبيب”* الحوار الوطني ، يجب أن يكون تحت مظلة حكومة قومية أنتقالية ، تضم كل القوى السياسية.


برز اسم الشيخ “حسن أبو سبيب”، في أعقاب الأزمة التي شهدها الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، بقيادة مولانا “محمد عثمان الميرغني”، التي أدت إلى انشقاق الحزب حول الموقف من المشاركة في الحكومة مع المؤتمر الوطني. وقد تميز “أبو سبيب” بتزعمه للتيار الرافض للمشاركة. وتعمقت الهوة داخل الحزب عندما رجح رئيسه خيار المشاركة، وترتب على ذلك صعود قيادة جديدة، ممثلة في “الحسن الميرغني”، لقيادة خط المشاركة، مما زاد من مساحة الخلاف، فأصبح “الحسن الميرغني” وطريقته في قيادة الحزب أحد موضوعات الخلاف، وأصبحت قضية قيادة الحزب مطروحة بقوة، في وقت بدا أن السيد “محمد عثمان الميرغني” لا تمكنه ظروفه الصحية من ممارسة دوره القيادي. ومن ثم توالت الدعوة لقيام مؤتمر للحزب، لا يكتفي بتحديد موقف الحزب من المشاركة، وحسب، وإنما يعنى بانتخاب قيادة جديدة للحزب. وقد كان هذا الموضوع وراء الحراك الذي تبلور في مؤتمر “أم دوم”، ثم مؤتمر “أمبدة”، وسفر وفد من القيادات الاتحادية الناشطة في هذا الحراك لمقابلة “الميرغني” في لندن من أجل حسم تلك المسائل المعلقة الأستاذ “الهندي عز الدين” استضاف في برنامجه (على المنصة)، بفضائية “الخضراء” الشيخ “حسن أبو سبيب، أبرز قادة حراك “أم دوم”، وحاوره حول تلك القضايا.. فيما يلي نص الجزء الثاني من الحوار
{ مفاوضاتكم مع المؤتمر الوطني وأنهم رفضوا هذا العرض.. نائب رئيس ووزير خارجية ووزير صناعة ووزير زراعة ووزير عدل ومناصفة في المؤسسات الحكومية الرسمية الجامعات البنوك لمؤسسات الحكومية ماذا حدث بعد ذلك؟
ـ حدث بعد ذلك تقدموا لنا بعرض ثانٍ رفضناه، وهذا العرض يتكون من وزارة الشباب والرياضة ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة التجارة والإعلام وزير الدولة بالزراعة، ورفضنا هذا العرض ثم ذهبنا بعد ذلك إلى أن وصلنا إلى طريق مسدود، ذهبنا واجتمعنا كلجنة في مكتب الأخ “طه علي البشير” ببحري اجتمعنا من الساعة (12) لحد الساعة (5) لنكتب تقريراً، وكتبنا تقريرنا  من (5) صفحات، ثم جاء مولانا وقلنا له ما دار في الجلسات، وفي الجلسة الأولى قلنا كذا وكذا وأخيراً قدمنا لهم عرضنا للمشاركة في السلطة ورفضوه وقدموا لنا عرضاً ورفضناه.. وعليه ترى هذه اللجنة عدم المشاركة إلا بهذه الصيغة التي قدمناها، والتقرير من (5) صفحات ووقع عليه “طه علي البشير” ودكتور “بخاري الجعلي” و”أبو سبيب” و”عبد الرحمن مالك” ما عدا “أحمد سعد” الذي رفض رفضاً باتاً أن يوقع وقال أنتم متشددون، وهو رئيس اللجنة وأنا نائب رئيس اللجنة، وأخيراً بعد ضغوط من الساعة من (12) وحتى الخامسة بضغوط من “بخاري الجعلي” و”طه علي البشير” وآخرين أن يوقع “أحمد سعد عمر” على اللجنة.
{ ثم بقية اللجنة مشت وما جاءت وذهب أمر المشاركة إلى التنفيذ؟
ـ تم اجتماع، هذا الاجتماع غيبنا نحن عنه، لم نحضره، وحضره “أحمد سعد عمر” و”عثمان عمر” والخليفة “عبد المجيد عبد الرحيم” وآخرون.
{ شيخ “أبو سبيب” الخلاصة أن السيد “محمد عثمان” بارك المشاركة.. لا تستطيع أن تقول رفض المشاركة ووافق عليها السيد “أحمد سعد”؟
ـ والله عايز أقول ليك حاجة، إنو بقول ليك الشيء الحاصل الناس ديل قعدوا وتم اجتماع مع مولانا وجاءهم “عبد الرحمن الخضر” و”مصطفى عثمان إسماعيل” و”إبراهيم أحمد عمر” وآخرون لا أذكر أسماءهم.
{ المهم الآن أن الحزب يشارك بثلاث وزارات هذا الحزب الذي يشارك أليس جزءاً من الاتحادي الديمقراطي وزير مجلس الوزراء من الاتحادي الديمقراطي الأصل.. وزير الشباب والرياضة ووزير الإرشاد؟
ـ ديل نحن رفضناهم، قدموها لينا ونحن رفضناها كلجنة.
{ الآن السيد “الحسن الميرغني” هو مساعد أول رئيس الجمهورية.. وهو الآن يوصف بأنه الرئيس المكلف للحزب ألم يسع لمقابلتك؟
ـ والله حتى الآن لم يدع لمقابلتي، ولكني علمت اليوم أنهم ينوون يقابلوني سمعت من الإخوان.
{ ألم تفكر في جمع مجموعة من حكماء وكبار الحزب لمقابلته وجمع شتات هذا الحزب؟
ـ والله نحن “الحسن الميرغني” أخطا خطأ واحداً لو كان تجنبه لما حدث ما حدث الآن، أولاً السيد “الحسن” عندما جاء كان معارضاً لهذا النظام ويدعو لاقتلاع النظام من جذوره.. نعم.. ونحن تفاءلنا بدعواه ويمكن الناس المؤيدين ليهو ولكن عندما رجع الآن أنا عضو في هيئة القيادة المكونة من (40 نفر) اللي حلت محل المكتب السياسي اللي مات منذ أن عين بالمرجعيات ولم تعد له الحياة والمكتب المعين مكون من (114 نفر)، “الحسن الميرغني” عندما جاء ما نادنا ولا اجتمع بينا حتى هذه اللحظة، ولا شاورنا ولا سمع رأينا ولا سمعنا رأيه، وما اجتمع بينا على الإطلاق، ولكن الحصل إنو قام طوالي كون لجنة سماها لجنة قانونية لمحاسبة القيادات التي لم يجتمع بيها ولم تجتمع به ولم يسمع رأيها ولم تسمع رأيه، وكون لجنة لمحاسبة هذه القيادات، أنا جاءني جواب يحمله أولاد شايلين ظرف قالوا مطلوب حضورك الساعة 12 في دار الحزب للمثول أمام لجنة المحاسب،ة رفضت أن أذهب وكذلك رفض الآخرون.
{ لجنة برئاسة من؟
ـ اللجنة كونت من عدد من صغار الشبان أنا من مواليد 1932 ياخ والسيد “محمد عثمان” مولود 36 أنا أكبر من والده بأربع سنوات، أنا مولود 32، مولانا مولود 36، فاللجنة دي يرأسها “إبراهيم عبيد” وواحد اسمو “طارق إلياس” وأسامة حسون” وكلهم بالنسبة لي أصغر من أولادي، ما ممكن اجلس قدامهم ورفضت أن أذهب كما رفض الأخوة الآخرون مثل “بخاري الجعلي” و”علي السيد”.
{ وتنظيمياً أنت رئيس الحزب بالولاية كيف تكون اللجنة من صغار الكوادر بالحزب أو أمناء أمانات حتى؟
ـ أول شيء ياخ الدستور بتاع الحزب ما بفصل زول “الحسن” كون هذه اللجنة، واللجنة فصلتنا نحن السبعة.. تخيل إنو سبعة من قيادات اختارها رئيس الحزب أبوه ووالده عشان يفاوضوا المؤتمر الوطني لم يختر واحداً منهم ولا من الوزراء الجدد والشباب الموجودين.
{ شيخ “أبو سبيب” ضرورة عقد اجتماع طارئ للمكتب السياسي وأنت من كبار أعضائه؟
ـ أولاً ما هو المكتب السياسي، منهم من قضى نحبه ومنهم الناس اللي انضموا للمؤتمر الوطني.
{ عضويته.. هل (114)؟
ـ (114).
{ كم تبقى منهم.. ألم يتبق منهم (50) شخصاً؟
ـ في تقديري حسب معلوماتي في مؤتمر المرجعيات ما حصل انتخاب ديمقراطي على الإطلاق بس أمنوا على الحضور برئاسة السيد “محمد عثمان”، السيد “محمد عثمان” عين “سيد أحمد الحسين” أميناً عاماً وعين “علي محمود” نائباً له، والسيد “أحمد الميرغني” نائباً له، ونواب اتنين للرئيس، فقط حصل انتخاب ديمقراطي لأول مرة من مؤتمر المرجعيات لمن عايزين يختاروا مساعدين نواب للأمين العام إتقدم وإترشح (15 نفر) والـ(15) فيهم “جعفر أحمد عبد الله” و”عثمان وحسن عبد القادر هلال” و”مجذوب طلحة”.
{ الآن هنالك مجموعة أم دوم وأنت تعدّ الأب الروحي لهذه المجموعة، وكان هنالك حديث ومطالبات بأن يذهب مؤتمر أم دوم إلى إقالة رئيس الحزب السيد “محمد عثمان الميرغني” وأنت رفضت هذا الخيار هل صحيح ذلك؟
ـ أولاً هذا كلام غير صحيح لأنو نحن لم نسع لعزل السيد “محمد عثمان” على الإطلاق ولا يمكن أن نفعل هذا، والسيد “محمد عثمان” رجل له تاريخه ودوره ونعترف بأنه قاد هذا الحزب في أصعب الظروف، لذلك هذا حديث غير صحيح. نحن نسعى لقيام هذا المؤتمر ونمد أيدينا بيضاء لكل اتحادي يريد أن يقيم هذا المؤتمر، الآن الحزب ليست له مؤسسات سياسية.
{ المؤتمر العام سينتخب رئيساً جديداً للحزب أليس كذلك.. إذن أنت طريقك طريق المؤتمر العام لاختيار رئيس جديد بديلاً للسيد “محمد عثمان”؟
ـ السيد “محمد عثمان” جاب “الحسن”، جاب أي زول آخر في المؤتمر العام نحن لا نمانع بذلك، المؤتمر هو صاحب السلطة العليا وصاحب القرار ونحن جميعاً ننصاع لقيام هذا المؤتمر.
{ وإذا لم يأت المؤتمر العام بالسيد “محمد عثمان الميرغني”؟
ـ هذا شأن المؤتمر وليس شأننا نحن.
{ في فترة كم من الزمن تتوقع أن يقوم هذا المؤتمر العام؟
ـ خلال (4 أو 5) شهور إذا صدقت النيات وأغلب الناس يتصافوا ويتلقوا ويختوا يديهم في يد بعض وفي فترة يمكن أقل من كدا.
{ هل هذا المؤتمر العام سيشمل كل المجموعات أم مجموعة أم دوم فقط.. هل لديكم اتصالات مع “علي السيد” و”بخاري الجعلي” وغيرهما؟
ـ نحن لا نختلف مع “علي السيد” ولا “طه علي البشير” لأنو يجمعنا بهم شيء واحد، هم ينادون بقيام المؤتمر ونحن ننادي بقيام المؤتمر.
{ الأستاذ “علي السيد” المحامي هنا (على المنصة) يبدو أنه غير موافق على عقد مؤتمر عام من خارج الحزب الاتحادي الأصل أي أن تكون هنالك مجموعة في أم دوم وامبدة فهذا سيكون قانونياً حزباً آخر؟
ـ أولاً نحن نسعى لإصلاح وليس لقيام حزب آخر على الإطلاق، ولكننا نقول للسيد “علي السيد” ومجموعة الأسكلا ومجموعة أمبدة نحن معكم في قيام هذا المؤتمر، فليدع له “علي السيد” والسيد “الحسن” وأي شخص، نحن ما ممن يدعو لهذا المؤتمر.
{ شيخ “حسن أبو سبيب” كثير من الهواء الساخن أخرجه “محجوب” وحملكم المسؤولية؟
ـ المسؤولية يتحملها “علي السيد” الذي اعترف أنا سبب من أسباب تعديل هذا الدستور.. يتحمله هو.
{ هل المشكلة في تعديل الدستور بالحزب؟
ـ المشكلة في قيام المؤتمر وليس في تعديله، مؤتمر يراجع الدستور واللوائح، ولذلك نحن ندعو لقيام هذا المؤتمر لاعتقادنا بأنه يصلح ما أفسده الذين عدلوا التعديل اللي خلق هذه المشاكل.
{ شيخ “حسن” كل الأمور بيد السيد “محمد عثمان” بلندن؟
ـ نحن بنعتقد أن جماهير الحزب وقيادات الحزب، والسيد “أحمد”- رحمه الله- قال لينا بالحرف الواحد إنتو ما قاعدين تناقشوا مولانا دا ليه؟ مولانا دا ناقشوه ووروه رأيكم ونحن الآن نناقشو ونوريهو رأينا، ودا رأينا.
{ أنت تتوقع عقد المؤتمر العام في غضون (3 أو 4) أشهر.. من سيموله؟
ـ ستموله جماهير الحزب الاتحادي، ستموله الإدارة التي تنظر من أجل ذلك.
{ كيف تنظر إلى مستقبل الحزب الاتحادي الديمقراطي وكل الفصائل الاتحادية.. هل من أمل بالوحدة؟
ـ الفصائل الاتحادية قامت من بدري جداً لكنها لم تستطع أن تعمل الآن، لا بديل لعقد المؤتمر.
{ هل المؤتمر العام الذي أنت بصدد قيادته يمكن أن يشمل هذه الفصائل؟
ـ سنسعى ونتصل بكل اتحادي وبكل فصائل، ونضع يدنا في يد الجميع من أجل قيام هذا المؤتمر لأنو الحزب دا إذا ما قام مؤتمره لا وجود له على الإطلاق، وسيظل هكذا، ياخ حزب المؤتمر الوطني حزب جاء حديثاً وهو الآن حزب قوي جداً واستطاع أن يعقد أربعة مؤتمرات وأن ينتخب رئيساً وينتخب مؤسسات سياسية ومهما قيل عنها ومهما قيل عن انتخاباتهم، الآن الحزب الاتحادي الديمقراطي (49) سنة فشل في أن يعقد مؤتمره العام.
{ هل تتابع الحوار الوطني.. وما هي مآلات هذا الحوار الوطني؟
ـ مشاكل البلد لا يمكن أن تحل إلا عن طريق الحوار، ولكن هذا الحوار وبطريقة اللي قام بيها ومشى بيها بعتقد إنو لن يوصل إلى نتيجة، لأنو في تقديري الشخصي الحوار الوطني يجب أن يكون في مظلة حكومة قومية انتقالية تشمل كل القوى السياسية وتقرر كيف يدار هذا الحوار.

 

 

المجهر السياسي


تعليق واحد