محمد عبد الماجد

فرض (التبرعات) على (المحروقات)


(1) > بعد (رفع) الدعم عن المحروقات دخلنا في عهد ولاية محمد طاهر ايلا الى (فرض) التبرعات على المحروقات. > وهذا يحول الحكومة من (داعم) للمحروقات الى (مدعوم) بها. (2) > في انفراد صحيفة (الجريدة) امس (ايلا يفرض تبرعاً مالياً على اصحاب محطات الوقود والمستودعات بالجزيرة). > قبل ان ندخل في تفاصيل خبر مدني من (حسن وراق) في (الجريدة) امس نقول ان ولاية الجزيرة ولاية (زراعية) ومنتجة وتحتاج دون غيرها من الولايات الى دعم للمحروقات وتيسير للوقود والمياه والكهرباء ومواد الطاقة بصورة عامة، لأن ذلك امر ينعكس ايجاباً على السودان كله – فكيف هو الحال ان كانت ولاية الجزيرة هي الولاية الوحيدة في السودان التى يفرض فيها (تبرع) مالي على اصحاب محطات الوقود والمستودعات؟ > هذا اول (فرض) وإلزام نسمع به في فقه (التبرعات). > التبرع امر يحدث عن رضاء وبرغبة اكيدة من الشخص المتبرع، وعندما يفرض التبرع فإن التسمية الصحيحة لهذا (التبرع) المزعوم هو (الرسم). (3) > تفاصيل الخبر تقول : (فرض والي الجزيرة محمد طاهر إيلا مبلغ 3500 جنيه على كل صاحب محطة وقود من مجموع 213 محطة تعمل في الولاية، ومبلغ 10 آلاف جنيه على كل مستودع غاز من ضمن 30 مستودعاً بالولاية). > هذه سابقة جديدة تحدث في السودان ان يحدد قيمة المال المتبرع به ، وأن يكون ذلك (التبرع) دورياً، اذ تخرج تلك المحطات والمستودعات تلك (التبرعات) بصورة دورية. > اي بصورة ثابتة مثل رسوم الترخيص والجباية. > لا عليكم بتلك التعليقات انظروا الى ما جاء في متن الخبر : (برر الوالي في لقائه بأصحاب محطات ومستودعات الوقود بولاية الجزيرة أمس الاول، تلك الخطوة بحاجة الولاية للدعم العاجل للقيام بمشروعات التنمية التي توقفت بعد إحجام المركز عن تمويل التنمية. وحول أموال نفرة أبناء الولاية البالغة 41 مليار جنيه، أوضح الوالي أنه لم يتحصل عليها بعد، وأن رئاسة الجمهورية حتى الآن لم تدعم نفرة أبناء الجزيرة). > الوالي يبرر تلك الخطوة للقيام بمشروعات التنمية التى توقفت بعد إحجام المركز عن تمويل التنمية. > المركز توقف وامتنع او عجز – هل يستطيع المواطن العادي ان يدعم تنمية ولاية؟ > وهل في الاقتصاد كله (تنمية) تتم بهذه الطريقة – التنمية في الأصل تقوم لراحة المواطن ولدعمه، ولا تكون التنمية باضافة أعباء جديدة على المواطنين والمستثمرين. > الطامة الكبرى في ما ذكره محمد طاهر ايلا يتمثل في قوله ان نفرة ابناء الولاية البالغة 41 مليار جنيه لم يتحصل عليها بعد، وان رئاسة الجمهورية حتى الآن لم تدعم نفرة ابناء الجزيرة بما اعلنت عنه. > هذا يعني ان ابناء الولاية يعلنون في مهرجان اعلامي ضخم في قاعة الصداقة ونادي الشرطة بالخرطوم عن تبرعات تصل الى (41) مليار ..يهلل لهم ويصفق وتلتقط لهم الصور التذكارية وتذاع الاسماء وتنشر في الصحف، ويأتي من بعد أصحاب محطات الوقود والمستودعات بالجزيرة للقيام بسداد ما تبرع به أبناء الولاية في احتفالية ضخمة عن قناعة ورضاء ورغبة وهم في كامل وعيهم وبكل ارادتهم. > والي ولاية الجزيرة الذي فشل في أن يحصل على تلك التبرعات التى تبرع بها ابناء الولاية (اختياراً) ، يريد ان يجبر ويفرض على اصحاب محطات الوقود والمستودعات تبرعاً (إجبارياً). > فشل الوالي في أن يحصل على ذلك من رئاسة الجمهورية بكل ميزانيتها وسلطاتها وقدراتها والتزامتها الواجبة عليها، ويريد أن يفرضها على المواطنين في الجزيرة. > أخشى ان يذهب إيلا أبعد من ذلك فيفرض (تبرعاً) اخر على المركبات العامة والركشات لسداد تكفلة (المهرجان) الذي اقيم في قاعة الصداقة والمؤتمر الصحفي الباذخ الذي اقيم في نادي الشرطة ببري. (4) > خطة ايلا (التبرعية) او إلباس (الرسوم) ثوب (التبرع) لا تنتهي عند ذلك، فقد جاء في الخبر :(وفي ذات السياق أوضح إيلا أنه سيلتقي ببقية العاملين والتجمعات النقابية والمهنية لدعم الولاية مالياً). > عبقرية السلطة وشطارة إيلا في اخراج (المال) من جيب (المواطن) لو استعملتها في اخراجها من جوف الارض لتحققت (التنمية) الذريعة التى تفرض بها (التبرعات). > أصحاب تلك المحطات كانوا قد اكدوا في الخبر نفسه ان للولاية 40 قرشاً عن كل جالون بنزين و30 قرشاً عن كل جالون جاز، و 150 قرشاً عن كل أنبوب غاز، واعتبروا ذلك الدعم كافياً وثابتاً. > ربما لا يعلم أصحاب محطات الوقود والمستودعات أن هذا الذي يدفعونه للولاية (رسوم) مفروضة عليهم بالقانون ..ومحمد طاهر ايلا يتحدث عن (تبرعات). (5) > يبقى ان اقول اخيراً ــ هذه (التبرعات) لو خرجت من تلك المحطات اتمنى ان تذهب للتنمية فعلاً ولمشروع الجزيرة تحديداً.. وألا تذهب لمهرجان السياحة والثقافة القادم في ولاية الجزيرة.. فقد تبقى أقل من خمسة اشهر للمهرجان القادم. > ما رأيكم في اختراع (التبرع) الالكتروني على طريقة (التحصيل) الالكتروني… إيلا قد يصل بكم الى هذا الحد. (6) > اخيراً جداً – احد كبار اعيان ولاية الجزيرة قال لو انه كان يعرف ان تبرعات ابناء ولاية الجزيرة المعلنة في قاعة الصداقة (كلام جرايد ساكت) كان سوف يتبرع بـ (10) مليارات جنيه – طالما سيسدد تلك التبرعات المعلنة أصحاب محطات الوقود والمستودعات.