مقالات متنوعة

احمد المصطفى ابراهيم : قرار معيب ويشق


كانوا في أيام مايو أو حكم الرئيس نميري يعلقون الأزمات على معارضي حكمه من الشيوعيين وغيرهم وخصوصاً في الكهرباء والسكة حديد لتأليب الشعب عليه.

في زماننا هذا لا أدري على أكتاف من تعلق الأزمات، أزمة الماء والكهرباء والمواصلات وارتفاع الأسعار (أم هنا جديد هذا شعب غير قابل للتأليب)؟!.

لكن كل هذا يهون مقارنة بما يجري على طريق الخرطوم مدني على تعاسته وبؤسه وضيقه وحصده للأرواح، أصروا ان يزيدوا معاناة الناس عليه. لا أملك إحصاءات عالمية لكن يبدو لي أن هذا حقق الرقم القياسي في نقاط المرور السريع المنتشرة عليه (طبعاً الهدف وحيد.. السلامة.. السلامة.. السلامة.. هههههه)!!

كانت نقاط المرور السريع على كل 25 كلم نقطة وجدوا هذا عدد غير كافٍ وزادوها في المسافة من الخرطوم للكاملين تقف 5 مرات والمسافة 90 كم ليبحث شرطي المرور السريع عن مخالفة يبحث بحثاً فهو باحث وهذا ما لا يحدث إلا في هذه الجمهورية الفاضلة. لا يتأذى من هذه النقاط أصحاب السيارات الخاصة والجديدة على وجه الخصوص هذه النقاط منصوبة للمركبات المنتجة فصافرة الشرطي لا تنطلق ولا يؤذيها إلا منظر مركبات الإنتاج، لواري، شاحنات دفارات.. وهكذا.

كل هذا والناس تحاول أن تحتمل هذا الألم ولكن يبدو أن هناك من لم يعجبه هذا الاحتمال وهذه الانكسار فأراد أن يذل خلق الله أكثر وأكثر. منذ عدة أسابيع جاءت هذه النقاط بقرار غير مكتوب وهو “ممنوع مرور مركبات النقل على طريق الخرطوم مدني” (كده دون استثناء) وعلى هذه المركبات أن تمر بالطريق الشرقي.

لم نقف على القرار مكتوباً ولم يعرضوه على سائق.. ممنوع يعني ممنوع!!

هذا هو التطبيق إذا كانت هناك مركبة نقل في طريقها من النوبة إلى المسيد عليها أن تقف في النقطة التي بينهما ليقول لها الشرطي ممنوع امشي بالطريق الشرقي ولكن لا أدري كيف يمشي بالطريق الشرقي يعني يرجع الخرطوم ويقطع بكبري المنشية ويذهب حتى رفاعة يقطع الكبري ويعود؟! برضو نقاط أبوعشر وما بعدها ستوقفه وتقول له نفس الكلام ممنوع.. ربما قصدوا أن تكون هذه المركبات برمائية تقطع النهر أينما تريد وتعود من الطريق الشرقي لمحطتها النهائية.

لن ترجع مركبة نقل.. هناك عدة حلول منها دفع مخالفة مرورية أو.. أو.. وتواصل سيرها.

نسأل صاحب القرار، إن كان هناك قرار أصلاً، هل حقق القرار هدفه تخفيف الحركة على طريق مدني؟ طبعاً لا. كما قلنا ما رأينا مركبة أعيدت.

هل سأل متخذ هذا القرار نفسه عن الآثار السالبة لقراره الاقتصادي منها والأخلاقي والاجتماعي؟ أما الأثر السياسي فنتجاوزه لموت الهمة.

الضيق الذي يعيشه أصحاب وسائل النقل هذه هو حديث المجالس وتلاحقه دعوات في شهرٍ الدعاء فيه مستجاب فما بالك إذا اجتمعت دعوة مظلوم صائم.

هذا قرار معيب وغير مدروس ولا يحل المشكلة ولكنه يضاعف المعاناة.

يقول صلى الله عليه وسلم: (اللهم من شق على أمتي فاشقق عليه).