محمود الدنعو

الذهن في الشباب


من الأمثال المثبطة لهمم الشباب خصوصاً في مجال السياسة المثل القائل (الدهن في العتاقي)، ولكن زيادة (الدهن) في الدم تؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول يتسبب مباشرة في تصلب الشرايين، وقد تفضي إلى ذبحة صدرية أو جلطة في القلب، ولهذا السبب نجد الحياة السياسية في بلداننا العربية والأفريقية مصابة بتصلب في الشرايين وحالة شلل كاملة لأن الدماء لا تتجدد، نفس الملاح والشبه والوجوه هي نفسها لا تتغير نعم الموافق تتبدل وتتلون حسب مقتضى الحاجة، ولكن الوجوه هي نفسها لأنها (الدهن في العتاقى) ونسي هؤلاء أن (الذهن) المنفتح على (الآخر) وعلى الجديد في الشباب، وبينما نحن متشبثون بالمثل أعلاه، نجد الغرب يتجه بخطى حثيثه إلى ثورة شبابية في المناصب السياسية العليا وبتنا نسمع كل يوم في وسائل انتخاب أصغر عمدة وأصغر رئيس وزراء وتعيين أصغر وزير، فالغرب ماض في عملية التجديد وبات هناك غزو شبابي للمناصب المهمة في الغرب وفي موقع اليوم السابع الأخباري المصري رصدت فاطمة شوقي عدداً من السياسيين الشباب الذين تبوأوا مواقعهم المستحقة في الحكومات الغربية وكانت فيرجينيا راجي القيادية في (حركة 5 نجوم) آخر رموز الشباب الذين استطاعوا الوصول إلى مناصب قيادية في أوروبا، وذلك بعد فوزها برئاسة بلدية روما لتصبح بذلك أول امرأة في التاريخ تتولى رئاسة بلدية العاصمة الإيطالية، والأصغر سنا حيث تبلغ 37 عاما.
وأصبح جاستين بيير جيمس ترودو وهو رئيس وزراء كندا العام الماضي، وهو لا يزال في الثانية والأربعين من العمر والقائمة تطول. أما في البلاد العربية، فيكفي مطالعة نتائج استطلاع أصداء بيرسون – مارستيلر لرأي الشباب العربي 2016 التي تشير إلى اسنداد الآفاق أمام الشباب العربي، فحتى الربيع العربي انقلب إلى خريف وذهبت الآمال أدراج الرياح في غد أفضل. فالاستطلاع يؤكد أن في العام 2016، قالت نسبة 36% من الشباب فقط بأن العالم العربي يبدو أحسن حالاً بعد الربيع العربي؛ فانخفضت النسبة بذلك عنها في عام 2012 حين كانت 72%
إذن هذه هي الصورة لدينا شباب محبط سياسيا مقابل شباب يجد فرصته أوروبيا في تولي المناصب السياسية والمشاركة في صنع القرار، وترى ما هو الحال في إحدى توصيات دراسة مشتركة بين مؤسسة آنا ليندا والمجلس الثقافي البريطاني بهذا الشأن نقرأ على الحكومات الوطنية أن تعطي الأولوية لتطوير المهارات بين الشباب لتمكينهم من المشاركة الاجتماعية والسياسية البناءة والمطلعة.