أبشر الماحي الصائم

تحالف النفط والنيل والتأريخ


لي أحلام قديمة جديدة، بأنه ليس بالإمكان كتابة تأريخ جديد لهذه الأمة إلا يوم أن يتحالف النفط الخليجي مع النيل والأرض، يوم أن يكتب كتاب هذه الأمة القومي، على أن يضع وكيلنا يده على يد وكيل النفط قائلا.. رضيت أن أستزرعكم أرضنا البكر على كتاب الله وسنة رسوله.. ومن ثم يشتعل في الخرطوم اللقاء التاريخي الثلاثي.. (النفط والنيل والسواعد المصرية).. وذلك لصناعة (الأمن الغذائي العربي) الذي يجعل اتفاقية مثل اتفاقية كامب ديفيد المحمية بالقمح الأمريكي مجرد (كرتونة) ووثيقة فاقدة الدعم.. إذ أن اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية في جوهرها ونسختها العملية، لم تكن سوى مد الحكومة المصرية بحصة استهلاكها السنوي من القمح الأمريكي، مقابل خروج مصر كأكبر قوة عربية من دائرة القضية العرببة الفلسطينية.. كما هو الحال الآن الذي يتم التنسيق فيه بين الجيشين المصري الإسرائيلي لملاحقة (الإسلاميين) في ذات الوقت الذي يساق فيه الإخوان إلى المشانق بجريرة (التخابر مع حماس) وقطر.. والله أعلم إن كان هناك بند سري يحرم على مصر تعاونها مع السودان والجيران لتحقيق الأمن الغذائي، فعلى الأقل نحفظ للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك قوله، لما دعي من قبل السودان للتكامل الزراعي، قوله الصريح (أمريكا ما بتسمحش بذلك).
* إذن القصة تبدأ وتنتهي بالقمح، على الأقل هذا ما أدركه إخواننا في الخليج بعد ما أدارت واشنطن ظهرها وتواثقت مع طهران، ولحسن حظنا أن هناك بنيات حقيقية لبناء هذا الحلم، ففي إحدى الدراسات العربية الجادة، إن ما تنفقه دول الخليج العربي من مليارات دولارية لاستيراد لعب الأطفال.. يكفي إذا ما تحول إلى الاستثمار الزراعي في السودان، يكفي لصناعة الأمن العربي.
* أستدعي هذه الأشواق بمناسبة إجازة البرلمان السوداني، قرار منح المملكة العربية السعودية استزراع واستثمار مليون فدان بمشروع أعالي نهر عطبرة، وفق مشروع شراكة استراتيجية بين البلدين الشقيقين، على أن أعظم معنى ومغذى في هذه الحالة، هو الجهر بمثل هذه المشروعات النهضوية القومية العربية، التي ما كان لأحد أن يجرؤ بها قبل تقلبات الأوضاع الدولية الأخيرة، على أن لحظات نهضة هذه الأمة عبر التاريخ تمت على حين لحظة عسر وحصار، فشكراً للشدائد التي جعلت جيوشنا العربية تتحسس مقابض سيوفها.. وجعلت حكوماتنا تتحرى مكامن أرضها وزرعها وضرعها وصناعة أمنها.
* وقديما قال أهلنا “البيع الحر دا يصر ودا يجر”.. تمنيت لو أننا طورنا موروثنا المحلي لمقابلة قضايا الاستثمارات العربية، ذلك للمتخوفين، على أن نعمل بحق التزرعة الأهلي، أن نعطي الدولة العربية مساحة بعينها، دي الأرض وديك الموية فازرعوا وادونا حق أرضنا ومويتنا وشيلو حق تزرعتكم وشوفو كان تنغلبو.. وحتى لتحقيق عري الأمن السوداني الاستراتيجي، لابد من جعل مصالح لإخواننا العرب والأفارقة في هذا البلد، حتى تكون لهم في المقابل مصلحة في دعم استقراره وتماسكه.. والله ولي التوفيق.


تعليق واحد

  1. برضو انت يا ابشر ، والله كنت من المعجبين بي تفكيرك بس الله يدينا الفي مرادنا ،
    لي المرة الالف انا اقبل يحكمني اي سوداني مليار مليون سنة ولا اقبل ابيع ارض لي سنة واحدة خليك من قرن كامل ياسيدي هذا عطاء من لايملك لمن لايستحق ، نحنا افارقة قبل م نكون عرب ومسلمين عشان ماتخمنا بي امة واحدة والكلام الفارغ دا ، لو ربنا دايرنا امة واحدة كان خلقنا امة واحدة وخلاص ، وبعدين قصة مصر والتكامل والوهم الفارغ دا م بخش عقلي نهائي، داير تزرع في بلدي تجيب قروشك وبس انا اديك الارض والناس والموية لي فترة 5 سنين بس نجحتا تواصل فشلتا م برجع ليك ولا قرش وتتفكفك طوالي ، وحتى لو نجحتا التجديد بي قروش اكتر واي وظيفة عندي ليها كلية في السودان متجيب لي خبير امشي السوق فتش سوادنين وبس