تحقيقات وتقارير

ورقة الشيخ الأخيرة السنوسي.. قيادة (المؤتمر الشعبي) بـ(وصفة) الترابي


الواقع يقول إن المؤتمر الشعبي حتى هذه اللحظة لم يستطع الخروج عن جلباب أبيه ومؤسسه الشيخ د. حسن الترابي، غير أن من يراقبون تحركات الحزب يرون أن أمينه العام الجديد د. إبراهيم السنوسي، يريد أن يقود الحزب بطريقته الخاصة شريطة أن يبقي المقود قريبا من اسم د. الترابي لضمان ولاء حواريي الشيخ على الأقل حتى قيام المؤتمر العام، فقد كشف السنوسي أن آخر ورقة كتبها الراحل الدكتور حسن الترابي قبل يوم من وفاته كانت عن الحريات، وأعلن أن المنظومة الخالفة لن تطرح قبل إقرار الحريات وأن لديهم خيارات في حال لم يحقق الحوار الوطني غاياته، ودعا السنوسي خلال إفطار رمضاني بدار البروفيسور البخاري الجعلي حزب المؤتمر الوطني، إلى عدم الاستئثار بالسلطة، وطالب المعارضة بعدم التمسك بإسقاط النظام من أجل تقديم تنازلات متبادلة تخرج البلاد إلى مرحلة جديدة، وذكر أن الخلافات في مؤتمر الحوار لا تزال قائمة بشأن الحريات وسلطات جهاز الأمن وصلاحيات رئيس الوزراء والجهة التي تعينه وتحاسبه، مبيناً أنهم مع النموذج الفرنسي حول إنشاء منصب رئيس وزراء بسلطات حقيقية، مشيراً إلى أن توصيات الحوار يوجد اتفاق على 97% منها وتبقى الخلاف في نقاط جوهرية حول الحريات وتدابير الحكم، وأوضح أن الترابي أعد ورقة عن الحريات بدأ كتابتها يوم الخميس وسلمها يوم الجمعة ورحل بالسبت، وقال إن الورقة تشمل تسع نقاط حول الحريات وذلك بعد خلاف في لجنة الحريات بشأن قضايا محددة، مؤكداً أن الورقة صالحة لأن تصبح في صلب أي دستور.

سقوط النظام
الشاهد أن هناك تضاربا في مواقف وآراء قيادات الشعبي بعد وفاة دكتور الترابي حتى توقع البعض أن يتلاشى الحزب بسبب هذا التضارب، وهذا ما ذهب إليه القيادي بالحزب الاتحادي الأصل الزين العوض، الذي أشار إلى أن الشعبي فقد البوصلة بعد وفاة شيخ الترابي وفقد القوة الضاغطة للالتفاف حول الحوار الوطني وذلك بما يُسمى بالنظام الخالف، وأشار الزين في حديثه لـ(الصيحة) أن حديث السنوسي عن خلافات داخل لجان الحوار الوطني أمر لا أساس له من الصحة، مشيرا إلى أن السنوسي ظل يحاول دمغ لجان الحوار بالخلاف رغم أنه كان بعيدا عن الحوار ولكنه يريد أن يثير آراء مغايرة فقط لأنه جلس على هرم قيادة الشعبي، بيد أنه عاد ليصف السنوسي بأنه ليس رجل المرحلة، وأضاف تصريحاته تدل على ذلك، وشدد على ضرورة أن يخرج الحوار بمبادرة الميرغني وهي الحكومة الانتقالية، وتوقع أن يسقط النظام في أي لحظة إذا لم يلتزم بالمبادرة، ولفت إلى أن عودة الصادق لا تفيد النظام في شيء، وقال “على النظام أن يلغي كل أجندة الإخوان المسلمين في الداخل والخارج، وأن يلتزم بتسليم البلد كما وجدها خالية من غير (طق ولا شق)” كما قال الزعيم الأزهري سابقاً.

خلاف موجود
وفي الاتجاه الآخر يرى البعض أن حديث السنوسي لا جدوى منه وليس بجديد، لأن المتابع للحوار الوطني يعرف أن لجان الحوار لابد أن تمر بنقاط خلافية لذلك أتت الأمانة العامة للحوار بالموفقين السبعة للتوفيق بين النقاط الخلافية للجان، وهنا يقول الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة التي يقودها بخيت دبجو نهار عثمان نهار الذي مثل الحركة في الحوار الوطني بلجنة قضايا الحكم ومخرجات الحوار أن السنوسي لم يضف شيئاً جديداً، وقال “الخلاف فعلاً موجود” وأضاف نهار في حديثه لـ(الصيحة) “نحن لم نأتِ للحوار وفي بالنا الاتفاق على كل القضايا”، وأضاف هناك خلافات في لجنة قضايا الحكم تم تحويلها للموفقين وإذا لم يتفقوا عليها سوف يتم تحويلها للجمعية العمومية حتى تصوت عليها بنسبة 90% .

تضييق خناق
لم يكن التصريح عن الخلاف داخل لجنة الحريات ولجنة قضايا الحكم ومخرجات الحوار الأول للسنوسي وإنما هو التصريح الثاني في ظرف أسبوع فقط، ربما أراد السنوسي أن يوصل رسالة بتصريحاته المتكررة هذه بأن البلاد لازالت تعاني من تضييق الخناق على الصحافة وعلى القوى السياسية حيث لازالت الصحف في حالة مصادرة وبالأمس القريب تمت مصادرة صحيفة آخر لحظة بدون إبداء أي سبب.

نظام خالف
فيما يقول القيادي بحزب المؤتمر الشعبي يس محمد إن الترابي كتب ورقتين قبل رحيله الورقة الأولى تتحدث عن النظام الخالف وأشار يس في حديثه لـ(الصيحة) أن طرح ورقة النظام الخالف متعلق بانتهاء الحوار الوطني وذلك بعد إجازة الجمعية العمومية لمخرجات الحوار، وبين أن الورقة الثانية تتحدث عن الحريات، ولفت إلى أنها لم يتم طرحها بالكامل في الحوار الوطني إنما تم نشر جزء منها فقط.

الخرطوم: جاد الرب عبيد
صحيفة الصيحة