مقالات متنوعة

التجاني حاج موسى : “عز الدين أحمد المصطفى” و”معتز سيد خليفة” ما غلطانين!!


صديقي الموسيقار الملحن وأستاذ الموسيقى “محمد سراج” ممنون وشاكر لقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة المعدل عام 2013م، قال لي إنه تقاضى مبالغ محترمة مقابل إذن لمؤدين استأذنوه ليؤدوا ألحانه، وقال إن لحن تباريح الهوى والشجن الأليم، لحنان حلب منهما مالاً محترماً وطبعاً ده المطلوب من قوانين الملكية الفكرية، ليتمتع من أبدع وقدح ذهنه وأخرج للحياة عملاً إبداعياً استمتع به الناس.
الراحل الصديق “سعد الدين إبراهيم” كان سعيداً بأغنية (العزيزة وأغنية أبوي) لأنه ضاق حلاوة المال، حينما يأتي من يود غناء إحداهما وبالطبع عند منحه الإذن يستلم الظرف طبعاً في المثالين السابقين.. لا بد من أخذ إذن الشاعر والملحن.
قال صديقنا الفنان الأستاذ عضو البرلمان يعني اتآمرتوا علي أنت وصحابك “سراج” وخليتو كل من هب ودب يغني تباريح الهوى وحقي وينو وأنا الأشهرتها؟ قلت له، حقك في صوتك وأنت بتغنيها ويمكنك مساءلة أي أداة بث بثت الأغنية بي صوتك وده حقك المادي المجاور الذي شكل مع الحقين الأصيلين النص الشعري الذي ألفه الشاعر واللحن الذي لحنه الملحن.. يعني لمن طلب الفنان الشاب “محمد جعفر” ابن الجزيرة من الشركة التي أرادت التعاقد معه على إنتاج شريط كاست طلب من الشركة الحصول على إذن من أصحاب الحقوق، الشاعر والملحن وهذا ما حدث ليصبح هو أيضاً صاحب حق مجاور وله مساءلة أي جهاز بث يبث الأغنية بصوته للجمهور وإن حصل جهاز البث على إذن الشاعر والملحن.
“منتصر” ابن الفنان الراحل “سيد خليفة” وهو مغني ووكيل ورثة الفنان الراحل “سيد خليفة” عن كل الألحان التي ألفها والده لأغنياته العديدة المحببة، يعني لو سمع “منتصر” أي مغني أو مغنية يؤدي لحناً من ألحان مورثهم الراحل “سيد خليفة” يجوز لهم رفع الدعوة القضائية أمام محكمة الملكية الفكرية، لأن أداءها بواسطة ذلك المؤدي للجمهور يستوجب أخذ إذن الورثة، وقد آل هذا الحق المادي للورثة بعد والدهم الفنان “سيد خليفة” وله أحقية هذا الحق خمسين سنة بعد وفاة مورثهم.. قبل أيام تحدث معي فنان شباب من أبناء الجزيرة اسمه “ياسر” وأطلقوا عليه بـ”ياسر سيد خليفة” لأنه المؤدي الوحيد الذي يؤدي أغنيات “سيد” بصورة مذهلة ومدهشة.. طيب منو المتوسط له لدى وكيل الورثة “منتصر” ليأذن إليه بأداء ألحان للراحل في سهرة رمضانية برغم أن “منتصر” يعرف “ياسر” وطلب أن أعطيه الإذن ليغني (ذي القمر) الأغنية الوحيدة التي لحنها وأداها لي الراحل “سيد خليفة”.. قلت أذنت لك، قال لي.. شوف لي “منتصر” وأنا مستعد.. طيب يا “منتصر سيد خليفة” ويا “عز الدين أحمد المصطفى” أها أنا بقول لأي إذاعة أو تلفزيون أو مؤدي أغنيات رجالاً أو نساء أذنا لكم لكن بعد ترتيب الأوضاع القانونية الخاصة بالحق المادي للورثة أجلسوا ووفقوا الأوضاع القانونية ترتب حقوقاً مادية وأدبية طبعاً أنا موافق لـ”ياسر” ليؤدي (ذي القمر) التي لحنها وأداها الراحل “سيد خليفة” ويا “منتصر” أعطيه الإذن ليؤدي لحن (ذي القمر) وخلينا نحدد مدة لأدائها ومبلغاً مادياً معقولاً.. يعني نؤجر له (ذي القمر) إذ كلانا شريك في الأغنية المستأجرة منا وده حقنا وقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة واضح وصريح ومخالفته ترتب عقوبات وجزاءات.. ويا جماعة الخير بالبلدي ما في أي زول يبث مؤلفات غناء وموسيقى للجمهور بدون ترتيب الأوضاع القانونية وأي مؤلف من حقه التمتع بحقه المادي نظير تأليفه لمؤلفه طوال حياته، ويؤول هذا الحق المادي لورثته لمدة نصف قرن من الزمان بانقضاء هذه المدة يسقط الحق المادي للورثة ويصبح المؤلف حقاً عاماً يجوز استغلاله وتداوله. لكن يبقى الحق الأدبي مدى الحياة للمؤلف لا يسقط بأية حال من الأحوال.. يعني ممكن تطبع ديوان “المتنبئ” لأن حقه المادي سقط وتقادمت سنين حياته ونصف القرن بعد وفاته لكن عند طباعة الديوان لا بد من إبراز اسم “المتنبئ” في صدر الغلاف، وأن لا يحدث الناشر أي تشويه أو حذف أو إضافة لأصل قصائد الديوان.
استمعت لفتاة مغنية ذات صوت عذب وجميل وصوت واعد تغني أغنية (النهاية) من كلمات الشاعر الكبير “هاشم صديق” وألحان الفنان الكبير “سيد خليفة” له الرحمة.. الفنانة اسمها “مكارم” والبرنامج (أغاني وأغاني) إعداد وتقديم أستاذي الفنان الشامل “السر قدور” عشان “مكارم” تغني تلك الأغنية بصورة قانونية لا بد من الحصول على إذن من شاعرها “هاشم صديق”، وإذن من ورثة الملحن الراحل “سيد خليفة” هنا تكون إزاء ترتيب الأوضاع القانونية بالنسبة للأغنية التي غنتها الابنة المطربة “مكارم” والابنة بغنائها للأغنية تصبح هي ذاتها صاحبة حق مجاور في صوتها المنبعث بالأغنية ولا يجوز بثها للجمهور دون إذنها.
طبعاً دائماً ننسى الأوركسترا التي نفذت العمل طبعاً هم أصحاب حق مجاور بموسيقى “سيد خليفة” التي نفوذها للجمهور وهم مجتمعون أو فرادى لا بد من ترتيب أوضاعهم وفق قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة للعام 2013م.


تعليق واحد

  1. مقال ركيك وخلاني أتحسر على هذا الزمن الذي أصبحت فيه المادة والمال يتحكمان في كل شيء.

    تباريح الهوى لو ما غناها المبدع محمد ميرغني وبث فيها الكثير من روحه الفنية وسحره الغنائي لما اشتهرت ولما سمع أحد بالملحن محمد سراج الدين او قصيدتك وجميع أغنياتك التي تغنى بها العندليب الراحل زيدان لم تكن لتشتهر أو يتم الانتباه اليها لولا غناءها بواسطة زيدان والدليل على كلامي إنو إغنياتك الكثيرة دي ما بتكون جميلة الا عندما يتغنى بها مغنييها الأصليين.

    حرام عليك الاجحاف بحق فنانين الجيل الذهبي لأنه لولاهم لما خلدت تلك الأغاني والدليل على كده إنه آخر أغنية من أشعارك اشتهرت ولقت صدى ورواج كانت (في عز الليل) وما كانت اشتهرت لولا كابلي أطال الله عمره وتحضرني هنا اغنية حنين يا ليل التي تغنى بها الراحل زيدان وعز الليل للكابلي بالله قارن بين أداء زيدان وكابلي وأداء طه سليمان في الألبوم الأخير للأغنيتين وانت تتأكد تماما من صحة كلامي وذلك ليس يعني بأن طه سليمان لا يمتلك الموهبة الغنائية لكن ظلمته حين دفعته لخوض هذه التجربة من اجل حفنة من المال. قد يكون لديكم حقوق مادية في هذا الزمن المادي الذي لا يرحم ولكن ذلك يجب أن لا ينسينا فن الأداء وبصمة المطرب والتي لا تقدر بثمن.