جمال علي حسن

عطش السليت.. رسالة من مزارع خسران


رسالة مهمة على بريد جنة الشوك تشهد على حجم التباين الكبير بين القول والفعل في قطاع الزراعة بولاية الخرطوم.. وقطاع الزراعة بولاية الخرطوم ليس قطاعاً مترفاً في ولاية مستهلكة بل هو قطاع منتج من المفترض وموجود ضمن خطط واستراتيجيات الدولة لو تم استثمار كل مساحة الأرض الزراعية التابعة للولاية والمقدرة ب 1.8 مليون فدان تحوي مشاريع للري المباشر من النيل لزراعة المنتجات الخضرية والبستانية ومنتجات الأعلاف والفواكه وتصدير جزء منها للخارج.. لأن ولاية الخرطوم هي ولاية زراعية من الدرجة الأولى .
ومشروع السليت الذي يقع في محلية شرق النيل، ويروى من محطات طلمبات رئيسة، هذا المشروع من المفترض أنه مشروع استراتيجي يحرك عجلة اقتصادية كبيرة بولاية الخرطوم ويسهم في الحصول على العملات الحرة من عائد الصادرات الزراعية .
ويحكم العلاقة بين إدارة المشروع والمزارعين عقد شراكة موقع، يقضي بإمداد المشروع للمزارعين بمياه الري وتوفير الإرشاد الزراعي وعمليات الوقاية .
لكن ومنذ عدة أشهر ساءت أحوال الري في مشروع السليت في إخلال صريح من إدارة المشروع بعقدها مما جعل المزارعين يتجهون لاتخاذ إجراءات قانونية ضد إدارة هذا المشروع بعد تعرضهم لخسائر كبيرة بسبب عجز الإدارة عن الإيفاء بالاتفاق المبرم بينهم والقاضي بتوفير المياه قبل بداية الموسم الزراعي .
وفيما يلي رسالة المزارع قسم الله محمد علي أحد المزارعين الذين تكبدوا خسائر كبيرة بسبب هذا الخلل .
جمال
الأخ جمال.. سلام من الله عليك وربنا يتقبل صيامكم وصالح أعمالكم.
أنا مزارع في مشروع السليت الزراعي بولاية الخرطوم (شرق النيل) وهو مشروع يرفد المدينة بالآليات ومنتجات الدواجن والأعلاف ومنه تخرج معظم صادرات السودان من شمام القاليا والخضروات (بامية، أسود، فلفلية) وغيرها، هل تصدق أخي جمال أننا لم تصلنا مياه لري أرضنا بالترعة تسعة منذ فبراير الماضي؟! وهل تعلم أن معظم كبار رجال الدولة يعلمون ذلك لأن لهم حواشات بهذا المشروع؟ وطبعا كلهم إمكاناتهم سمحت لهم بحفر آبار جوفية لري أراضيهم.. وحين اضطررت كمزارع متضرر لذلك سعيت في مارس الماضي لحفر بئر ارتوازية بعد أن تدينت من كل معارفي كلفة حفر هذه البئر (125 مليونا بالقديم) لأنني كنت في العام الماضي قد فقدت 140 شجرة فاكهة عطشاً.
كل ما تقدمه إدارة المشروع حسب العقد هو المياه فقط ونحن ندفع مقدماً، لكنها لا تفي بالتزامها وأنا مثل غيري من المزارعين أصحاب الإمكانات المحدودة لم أتمكن من توصيل كهرباء للبئر فظللت أعمل بمولد ديرا وبتكلفة عالية جداً. هذا مشروع لديه طلمبات من النيل وترع كيف لا تكون هناك مياه ري لمدة أربعة أشهر؟ ويحدث هذا الخلل في الخرطوم وليس في ولاية بعيدة أو منطقة لها ظروفها الخاصة..
مشروع السليت على مرمى حجر من عين الحكومة المركزية والولائية وكل السياسيين والصحافة والبرلمان وبقية الذين يتحدثون عن الزراعة في المجالس، ترى هل هو عقاب لنا؟ أم أن الولاية أخرجت هذا المشروع من دائرة الإنتاج ومزقت كل ما تسميه خططاً واستراتيجيات ظلت تحدثنا بها؟ نريد أن نعرف أين نحن من قائمة اهتماماتكم يا حكومة الخرطوم.
قسم الله محمد علي
حواشة – 7 أبو عشرين – 5 ترعة – 9 .
السليت