داليا الياس

احتمال أبيت بَرّة


* تمردت بعض الفتيات على سطوة الوالد والأخ بدعوى الحرية الشخصية والتحضر!!! وأذعن أولئك لهذا التمرد لأسباب بعضها منطقي وبعض غير ذلك، ولكنها جميعاً تؤكد على ضياع الهيبة والمروءة و(حرارة القلب)!.
* حقيبة بنات تعرف بـ(احتمال أبيت برّة)! وطرحة اسمها (عدم الولي)! كلتاهما تشيران بوضوح للتغيير الجذري في العلاقات داخل الأسر, فتلك المسميات لم تأت اعتباطاً ولكنها انعكاس صادق لواقع مزر تترتب عليه الكثير من السلبيات والجرائم والظواهر الغريبة غير المستساغة!
* وشاء المترفون من بني وطني أم أبوا, فإن الوقائع والملاحظات تؤكد أن أبناءهم المدللين يسجلون أعلى النسب في الانحراف والاستهتار فقد تركوا لهم الحبل على الغارب بعد أن دفأوا جيوبهم بأوراق البنكنوت ليعوضوهم عن الغياب الدائم والتقصير عن لعب دور الوالد أو الوالدة كما يجب. وتفرغ هؤلاء الأبناء المساكين بدورهم لممارسة هواياتهم المتطرفة، فأدخلوا علينا كل تلك الظواهر السالبة في الشارع العام وكل تقاليع الموضة الغريبة بمسمياتها التافهة، ولا عزاء لأبناء الكادحين الذين لا يزال بعضهم متشبثاً بالزي المعتدل من القمصان السادة ذات الأكمام الطويلة وبناطلين القماش المحترمة، مثلما تمعن بناتهم في التمسك بالعباءات الثقيلة المحتشمة أو البلوزات الفضفاضة وحقائب اليد البسيطة التي يتلاءم حجمها مع محتوياتها ولا يحتمل أن يكون بداخلها أدوات كاملة للمكياج (لزوم المبيت برّة) الذي لا يحتاج عند أولئك لاستئذان أو تخطيط مسبق.
* غير أن المؤسف في الأمر هو انجراف بعض شباب الأسر الملتزمة وراء ذلك التيار المنفلت، ليصبحوا تبعاً لأولئك الشباب الطائشين حتى أصبح من المعتاد أن نرى بين أفراد أي شلة واحداً تبدو عليه ملامح الانكسار والخلعة، يمعن في (تكسير التلج) فقط لينال الرضا ويقبلوا أن يصحبهم في رحلة أو إلى حفلة أو يتفضلوا عليه بتعليمه رقصة أو أغنية أجنبية أو يسمحوا له بمجالسة بعض فتياتهم.
لقد خرج الحياء عند بعض الشباب ولم يعد وقد لا يفعل.. أصبح الشارع العام موبوءاً بالفوضى والضحكات العالية و(التفحيط) والمعاكسات جهراً دون تمييز.. فقدوا القدوة والهدف والطموح.. ولا يمكننا أن ننكر دورنا البارز في ما باتوا عليه, فقد تراجعت هيبة الوالد وسلطاته باختياره أو رغماً عنه.. أتحنا المجال لأبنائنا للنقاش بدعوى التحضر فتحول إلى جدال ومن ثم إلى شجار حتى لم يعودوا يكترثون كثيراً للأخذ برأينا أو طاعة أوامرنا ويقومون بما يريدون القيام به وفق رغباتهم الشخصية غير الناضجة.
لم يعد الكثير من الآباء يعلمون شيئاً عن المستوى الدراسي لأبنائهم ولا نوعية أصدقائهم ولا كيف وأين يمضى أحدهم يومه ولا متى يعود للمنزل.. وكنا حتى وقتٍ قريب نبيح كل ذلك للشباب معللين أنفسنا بأنهم سرعان ما تمضي بهم السنوات نحو النضج فيقلعون عن كل ما يقومون به من تلقاء أنفسهم ويصبحون أكثر اعتدالاً وهذا محتمل!.. ولكن ماذا عن فتياتنا اللائي أصبحن يعشن حياتهن بالطول والعرض ويخرجن من البيت ويعدن إليه متى شئن بينما تكتفي الأم ببعض الصراخ في وجوههن وتمعن في التستر عليهن، على اعتبار أن بناتها راقيات ومتحضرات! فماذا هن فاعلات حين يبلغن سن النضج المرجوة تلك ويبدأن التحسر على كل الليالي التي تحول فيها احتمال مبيتهن (برّة) إلى واقع؟؟؟!!!
* تلويح:
انتبهوا أيها اللاهثون وراء العيش الرغيد.. فالمال لا يشتري الشرف ولا النجابة ولا بر الوالدين!


تعليق واحد

  1. الولد زي البنت قاعد جوووه البيت والعجيبه البنت بره البيت
    تبيت وحدوا الله ولااا من قله