مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : شكراً (الكبير أوي)


لا أدري لماذا يتعامل الكثير من مدراء الفضائيات مع ما يكتب على أنه استهداف ، وبالأخص في قناة النيل الأزرق التي يتعامل بعض كبارها مع النقد بحساسية عالية ، وتأويل على حسب أمزجتهم ، بدا لنا ذلك من خلال اتصالات هاتفية يقوم بها أحد النافذين في القناة مع إدارة الصحيفة ، تارة باكياً وأخرى شاكياً من سطورنا والتي دائماً ما نتناول فيها أوجه القصور في بعض البرامج أو سياسة العمل في القناة ، وليت هذا (النافذ) علم بأننا لا تخيفنا شكاويه ولا تلامس فينا دموع التماسيح التي يذرفها ولا تحرك ساكنا ، لأننا لا نقول إلا ما نراه حقاً وحقيقة ولأننا نهدف إلى لفت الأنظار والإشارة إلى مواضع الخلل في البرامج أو سواها علّ المسؤولين في القناة يستفيدون من تلك الإشارات ، فالغاية عندنا هي مصلحة عامة وليس شخصية ، نكتب ما نكتب بضمير مستريح.
كان على هذا الإعلامي الذي كنا نظنه كبيراً أن يشكرنا على ما نقوم به بدلاً من الشكاوي التي لا ندري ماذا يقصد من ورائها أو ماذا يرجو منها أو يتوقع من إدارة الصحيفة ، كان أولي بالوقت الذي يهدره في الشكاوي أن يجلس مع فرق العمل في قناته لمعالجة الكثير من أوجه القصور التي تلازم العمل في (النيل الأزرق) وأن يعرف الأسباب التي تؤدي إلي إستقالة خيرة الكوادر من كل فترة لأخري ، ثم يجيبنا بعد ذلك هل هذه الإستقالات عن قناعة من تقدم بها أم نتيجة حرب خفية حتي يتم إستيعاب آخرين ، فيهم من له صلة بالعمل الإعلامي وفيهم من لا يفقه شيئا عن الشاشة ، وفيهم من نظنه جاء إلي القناة عن طريق الصدفة وآخرين عن طريق المجاملة.
كلها إشكاليات تعاني منها (النيل الأزرق) وكلها تحتاج إلى الجرأة والشفافية في علاجها ، لكن السيد المحترم الذي نعنيه ترك كل ذلك وسخر وقته وجهده لمتابعة ما نكتب ثم الإمساك بهاتفه ليتقدم بالشكوى ، ظناً منه أننا ما زلنا في مرحلة الأساس وأن شكواه يمكن أن تكسر هذا القلم أو تحجمه ، ولو درى هذا المسكين أن ما نكتبه في صالحه وصالح قناته لشكرنا طوال عمره ، ولكن للأسف مفهوم (كبار) آخر زمن.
خلاصة الشوف
شكر يا (الكبير أوي).