مزمل ابو القاسم

محمد لطيف : الباز VS بنك الخرطوم 1


كنت على يقين من أن مجرد نشر (اليوم التالي) لخبر تشكيل بنك الخرطوم لكنسورتيوم مالي واستخدام حق الشفعة لقطع الطريق على صفقة زين.. أو بالأحرى صفقة الفريق طيار الفاتح عروة ومساعده صالح محمد علي لشراء كنار.. سيقيم قيامة الجماعة ولن يقعدها.. وقد صدق حدسي وأصابت توقعاتي.. وكما توقعت كذلك فلم أتفاجأ باتساع قاعدة المدافعين عن (صفقة عروة) وإن تباينت تصنيفات المدافعين هؤلاء.. من مدافع قصير الأمد مثل الأستاذ موسى يعقوب الذي انتهى تعاقده (المعنوي) بمقال واحد.. إلى مدافع طويل الأمد مثل صديقي الأستاذ عادل الباز.. الذي أتمنى أن أراه قريبا في وطنه الثاني.. بعد أن أنهى.. أو انتهى.. تعاقده مع كفيله الأجنبي.. غير أن الذي لم أتوقعه ولا أستوعبه حتى الآن.. أن تستمر معركة الباز حتى ضد بنك الخرطوم.. بعد أن انتهت المعركة الحقيقية بين الطرفين الرئيسين بنك الخرطوم وعروة.. فصدور بيان اتصالات الإماراتية.. مالكة كنار.. وإعلانها توقيع اتفاق مع بنك الخرطوم.. كان هو الخطوة الأولى لحسم المعركة لصالح البنك.. وذلك لكل ذي عينين.. إلا من أبى.. وقد فوجئت بالفعل أن تخون صديقي الباز رجاحة عقله ودقة تقديراته.. فيكون ممن أبى..!
لقد اجتهدت وآليت على نفسي أن أقضي هذا الشهر الكريم بعيدا عن الجدل العقيم.. وإضاعة وقت القارئ في ما لا يفيد.. غير أن الباز قد جرني جرا لذلك.. حين وضعني في قائمة.. زاعما أننا لا يمكن أن نجتمع إلا على باطل.. وللباز معركة ممتدة مع المهندس الطيب مصطفى لست طرفا فيها بأي حال.. غير أنني أعتز تماما أن اقف معه اليوم في خندق واحد في مواجهة باطل الباز.. ومن يدافع عنهم.. والباز وصاحبه عروة هما من اختارا أن تتحول صفقة كنار إلى معركة بين الحق والباطل عوضا عن مجرد صفقة في سوق الاتصالات.. تنعقد أمثالها بل وأضعافها يوميا في أربعة أركان الدنيا وتنفض.. دون أن يفكر أحد.. مجرد تفكير.. في عقد مؤتمر صحفي ليشتم هذا ويسب ذاك.. ثم يجد من بعد ذلك من يدافع عنه..!
كان مدهشا بالنسبة لي أن يستمر الباز في معركته ضد بنك الخرطوم.. وهي قد أصبحت كذلك الآن.. فإن كانت معركة الباز شكلا غير مبررة ولا مفهومة.. فهي موضوعا محيرة حقا.. فالباز الذي ظل يعيب علينا تهديد الوجود الاستثماري الأجنبي في السودان لمجرد اعتراضنا على أيلولة كنار لشركة زين.. دون أن نتعرض لزين بما يمسها.. أو ندوس لها طرفا.. راح هو يشكك مباشرة في مقدرات بنك الخرطوم وفي كفاءته.. بل وفي موقفه المالي.. والتشكيك في الموقف المالي لأي بنك يساوي تماما التشكيك في نزاهة قلم الصحفي.. فكلاهما إذا فقد.. فقد مبررات وجوده.. ومشروعية استمراره.. وهنا يصلح أن نقول للباز.. لا تنه عن خلق وتأتي مثله.. والمؤسف أن الباز قد أتى بمعلومات غير صحيحة.. لا أدري عامدا أم جاهلا.. ليساير صديقه عروة في نكتة عدم مقدرة بنك الخرطوم على الوفاء بقيمة الصفقة.. وراح يردد معلومات أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها مضحكة.. ولو تأمل الباز فقط في قائمة مساهمي بنك الخرطوم لأدرك أن ما يردده (الفريق الطيار المتقاعد) عروة هو محض تجديف.. لا يشبه الباز.. ولا يليق به أن يخوض فيه..! فإلى الغد.


تعليق واحد

  1. فعلا مسلسل بيت العنكبوت والذي تناول فساد الصحفيين والذي تم إيقافه. هولاء العصابة من بعض صحفي السودان هم أكثر فسادأ من أهل الحكم