منوعات

نفسي أتجوز .. خاطبة على فيسبوك بنموذج لتقييم الذات وأسئلة شخصية ودينية


بعدما كان “توفيق رأسين في الحلال” يتم عبر خاطبة تقليدية تجمع درب الراغبين بالزواج، انتقل دور هذه الخاطبة إلى صفحة فيسبوك، لتدير الأمر بطريقة عصرية ممنهجة وأكثر دقةً في توفير طلبات الطرفين.

ورغم أن هذه الطريقة قديمة إلى حد ما، بعد انتشار زواج الارتباط والصالونات، فإن التكنولوجيا تركت بصمتها في استحداث طرق للزواج، منها مواقع الزواج أو التعارف عن طريق فيسبوك، وأخيراً عودة الخاطبة على شكل صفحة أو موقع الكتروني يتعرف على مواصفاتك ومواصفات من تريد.

“نفسي أتجوز صح”، صفحة على فيسبوك يقترب عدد مشتركيها من 46 ألف شخص، تهدف للتنسيق بين الشباب والفتيات لاختيار الشريك المناسب.

يعرّفون عن أنفسهم كالتالي: “إحنا مجموعة شباب نفسنا نسعد شباب وبنات المسلمين وزي ما ربنا قال {وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}، فكرنا إننا نوفق بين الشباب والبنات بطريقة تحفظ كرامة البنت وتصونها، وفي نفس الوقت نتحرى الدقة في اختيارنا وننسق صح بين الشباب والبنات”.

مؤسس المشروع

بدوره قال مؤسس المشروع محمود نواف، إن “لدى الشباب رسالة وحلماً يتمنون تحقيقه، ألا وهو بناء الأمة، موضحاً في فيديو نشره على الصفحة بأن (بناء الأمة يكون عن طريق بناء الأسرة نفسها، وذلك باختار شريك حياة صح)”.

وأوضح نواف أن هدفهم هو تعليم وتوجيه للشباب عن طريق التخلص من عادات وتقاليد خاطئة، إلى جانب “رواسب جاهلية” عالقة فى الأذهان عن الزواج.

أما التنسيق بين المتقدمين فيبدأ بملء استمارة وإرسال صور، على أن يتم التوفيق بينهما مع مراعاة المستوى الاجتماعي والتعليمي والديني وطلبات الطرفين.

الاستمارة الدينية!

ولعل أكثر ما يميز المشروع عن مواقع الزواج على الانترنت هو استمارة التعارف التي تحتوي على عدد من الأسئلة الدينية مثل:

أولاً: قيمي نفسك بوضع درجة تقييم لك من (0-7) على أداء العبادات أسبوعياً بشكل تقريبي مثال (أصلي الفجر 5-7 مرات أسبوعياً) قيمي نفسك بالرقم 6 مثلاً.

ثانياً: أواظب على قراءة صفحة قرآن يومياً على الأقل، حددي الدرجة من (0-7) أسبوعياً.

ثالثاً: أحافظ على أذكار الصباح والمساء يومياً، حددي الدرجة من (0-7) أسبوعياً.

رابعاً: أحافظ على صلاة الوتر يومياً، حددي الدرجة من (0-7) أسبوعياً.

استمارة العروسة

استمارة العريس

وضعت هذه الاسئلة، والتي يصل عددها لـ50 سؤالاً، عن طريق استشاري تربوي وأسري ضمن أعضاء الفريق، بناء على الطلبات التي تلقوها قبل وضع الاستمارة.

وأوضحت مديرة المشروع د. رضوى سعد، أن “الأسئلة الدينية تتعلق بطلبات بعض المتقدمين، فلا يمكن مثلاً أن تكون العروس منتقبة وتقيم الليل ويتم اختيار شاب يدخن، مع أن بعض الشباب يطلبون ذلك”.

وأضافت أن الفكرة بدأت منذ عامين من خلال مؤسسها محمود نواف، بعد أن بدأ بنشر مشاكل المخطوبين والمتزوجين مع الحل على صفحته الخاصة، كما كان يساعد في تزويج الراغبين.

وبعدما تحولت المبادرة إلى مشروع، تولت سعد إدارة المشروع في يناير/كانون الثاني 2015 فوضعت الاستمارة ووسعت أعضاء فريق التنسيق نظراً لازدياد العدد.

طلبات الشباب شكلية
وقالت مديرة المشروع إن لديها 2000 استمارة حالياً، بينما تجري نحو 20 مقابلة أسبوعياً.

ونجح المشروع فى زواج وخطبة عدد كبير حتى الآن، مشيرة إلى إقدام الفتيات بدايةً على ملئ الإستمارة من غير علم الأسرة، أما الآن فباتت بعض العائلات تتقبل الطريقة.

بعدها يختار فريق التنسيق المرشح الأقرب وفقا للمواصفات والفكر والاتجاه السياسي ودرجة الالتزام الديني والطلبات الشكلية. تتصل الإدارة بالشاب أو الفتاة ومعها مواصفات المرشح/ة، وعندها يتصل العريس بوالد الفتاة لتحديد موعد للمقابلة.

يتابع فريق التنسيق مع العريس للتأكد من سير الأمور على ما يرام أو للاطلاع على أية مشاكل وليدة لتخطيها في المحاولات القادمة.

يُعطى الشاب 3 محاولات فقط خوفاً من عدم جديته، إلا إذا كان عدم التوفيق من جانب الفتاة. ولفتت رضوى إلى تعنت بعض الشباب في المطالب الشكلية كطبيب أصر على طبيبة بعيون زرقاء، وآخر رفض عروسا لأن طولها 158,5 سم، بينما يريدها 160 سم.

وتابعت مديرة المشروع، أنهم ينظمون ندوات لتصحيح مفاهيم الزواج لدى الشباب، علما أنه تم إطلاق كتاب “نفسي أتجوز صح” يذهب ريعه لتزويج الأيتام.

العنوسة.. أرقام مرعبة

والعنوسة أزمة متربصة في أغلب بلدان الوطن العربي وعلى رأسهم مصر، التي وصلت النسبة فيها لـ 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عاماً، منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاة.

ويمثل معدل العنوسة في مصر 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج، وهذه النسبة في تزايد مستمر وتختلف من محافظة لأخرى، فالمحافظات الحدودية النسبة فيها 30%؛ نظراً لعاداتها وتقاليدها. أما مجتمع الحضر فالنسبة فيه 38%، والوجه البحري 27.8%، بيد أن نسبة العنوسة في الوجه القبلي هي الأقل، حيث تصل إلى 25%، وفقاً لدراسة نشرها موقع “التحرير”.

أما نسبة الطلاق فوصلت لحالة طلاق كل 6 دقائق، وفقا لدراسة صادرة عن مركز التعبئة والإحصاء نشرها موقع “الوطن”، بمجموع 240 حالة طلاق يومياً. ووصل عدد المطلقات لـ2.5 مليون، وفقاً لإحصائية مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. وتتزايد معدلات الطلاق في مصر بنحو 5 آلاف حالة سنوياً.

هافينغتون بوست