سياسية

الأمة خارج الهوة


** مازالت الأوضاع في حزب الأمة القومي تراوح مكانها، وتسير نحو المزيد من الشد والجذب، واتساع مساحة الخلاف بين فرقاء الحزب، الهوة تزيد يوما بعد آخر بين القيادات والتيارات المتناحرة في الحزب العريق والكل ينتظر آوان لم الشمل وإنتهاء الأزمة. مبادرات ومحاولات عديده قادتها وتقودها مجموعة من أبناء وقيادات الأنصار والحزب لرتق نسيج التشظي والانشقاقات ووضع حد للخلافات الطويلة.
* كانت الأوضاع قد انفجرت مؤخراً، إثر تصريحات متبادلة بين الإمام الصادق المهدي والقيادي بالحزب مبارك الفاضل فضلاً عن تعارك منذ فترة بين الفريق صديق من جهة وإبراهيم الأمين من جهة أُخرى، هذا غير المواقف التي يبديها آدم موسى مادبو من جهة أُخرى، ولكن في خطوة تفسر في إطار السعي للحلول أعلن الحزب الأسبوع الماضي إعادة سبعة من أعضاء تيار التغيير وتولى آدم مادبو منصب رئيس المجلس الاستشارى للحزب، وتسنم إسماعيل آدم علي مساعدا لرئيس الشباب، ود. إبراهيم الأمين عبد القادر رئيسا للجنة المؤتمر العام، بعد أن تم فصلهم من عضوية المكتب السياسي بموجب اللائحة الداخلية للحزب، هذا بجانب مناصب أخرى لأعضاء التيار.
ويبقى الارتباك
القرار رغم جدواه، لم يخرج حتى الآن تصريح علني من الجانب الآخر في ما يتعلق بقبوله أو رفضه، ليبقى الارتباك والشك حاضرين في ساحة الحزب خاصة وأن تاريخه السياسي مليئ بالخلافات، وتخرج للسطح عديد التساؤلات، فقد كانت البداية الأولى للحزب عبر تأسيس “هيئة الأنصار”، التي كان عملها قائما على الكتاب والسنة لكن سرعان ما تغيرت مبادئهم ليستغلوا النص الدينى لتحقيق أهدافهم السياسية كحال أي تنظيم ديني سياسي.
وقال مبارك
حسناً، القيادي بحزب الأمة مبارك الفاضل المهدي نفى في حديثه لـ(اليوم التالي) وجود أي صراعات داخل الحزب، وقال: الموجود الآن مجرد تبادل آراء واختلاف في وجهات النظر، لكن في السابق كانت هنالك انقسامات حادة داخل الحزب، وكان على قادة الحزب ورئيسه مواجهتها ليتسنى لهم توحيد الحزب، وكشف مبارك عن تكوين لجنة شعبية لتوحيد الحزب واعادة بنائه والآن بدأوا بالعمل واعتبر أن هذه المرحلة مرحلة رمادية، وأضاف: إن قرار المهدى بإعادة الأعضاء لا يمثل أي اضافة للحزب فقد اختلفوا في فترة سابقة وكان هدفهم محاصرة أنشطة الحزب فتم تجميد نشاطاتهم، وقرار المهدى بإعادتهم ليس له أي قيمة سياسية ولن يعالج الأزمة ولا تنظيمها أو سياستها فهى مجرد ردة فعل ليس لديها قيمة لأن المشكلة الحقيقية تكمن في شخصية الصادق المهدي، ويواصل: إذا قبل آدم مادبو بمنصبه الجديد سيكون بلا دور لأن الأجهزة الحالية ليس لها أي رآي أو أثر على الآزمة.
ومن جهتها رفضت نائب رئيس الحزب مريم الصادق المهدي التعليق على الأمر وقالت في رساله نصية عبر الهاتف إن الأمر تُسأل عنه لجنة (لم الشمل وأعضائها) .
خلافات أسرّية وليست سياسية
وفي السياق يرى المحلل السياسي د. حسن الساعوري، أن حزب الأمة ظل يعاني العديد من الصراعات داخله، لأن الخلافات التي تدور فيه أسرية وليست سياسية لذلك أصبحوا غير قادرين على الحفاظ على قومية الحزب، لذلك أتوقع أن لا يلتئم الحزب بعودة الصادق المهدي فعودته لن تمثل شيئا أو تحدث أي تغيير لأن الصراعات أخذت طابعًا حادًا ولن تعالج بسهولة، لذلك عليهم فتح أبواب المشاركة للجميع ولا يقصروه علي الأسرة فقط، وأضاف: قرار الحزب بإعادة القادة لا يمثل أي ضافة للحزب ولن يؤثر فيه لأن حالة الصراع والاستقطاب داخله بدأت تضرب عضويته ما يجعل من الصعب التكهن بنهايته أو مستقبله، لكنها بلا شك ستترك آثارًا سالبة به ربما تؤدى إلى انقسامات جديدة داخل جسم الحزب، وإذا كان مصير الحزب مرتبطا بشخصية المهدى وعودته، على أن يقرر إذا كان يريد اقامة حزب مؤسسي أم أسري، فإذا أراده الأول فعليه أن يتركه للمؤسسات، أما إذا أراده أسريا فسينتهي أمره لأن الأسرة لم تعد هي الأصل في العمل السياسي.

اليوم التالي