مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : الصادق وحليف الفرس ..من المستفيد؟


> قبل سنوات حينما صافح الصادق المهدي الزعيم الاسرائيلي شمعون بيريز في واحدة من المناسبات .. وقال إنه فاجأه ومد إليه يده ..كان هذا الحدث حراكاً علامياً لصالحه ..رغم أنه من غير المرجح أن يبادر بيريز بالمصافحة . وتقول الاخبار إن في مايو الماضي التقى الصادق المهدي مع احد حلفاء جماعة بيريز السريين ..هو زعيم حزب الله حسن نصر الله قائد الجناح العسكري للمشروع الايراني في تلك المنطقة . > وكان اللقاء سرياً للغاية ..تقول بعض التقارير إنه لم يسمح فيه حتى لسكرتير الصادق الخاص بحضوره . وطبعا لو صح هذا اللقاء المرجحة صحته ..فإن عدم السماح لحضور السكرتير الخاص للصادق ومدير مكتبه يعني أن اللقاء يتناول التطورات الاخيرة بين السودان وإيران . > فحزب الله يعتبر مليشيا إيرانية موجودة في لبنان بعد حصاد ثمار مشروع التشييع الايراني هناك واعداد عدد كبير من المتشيعين الذين صيغوا على أن يحاربوا وطنهم وشعبهم لصالح المشروع الإيراني الفارسي العنصري . و إلا ..فما الداعي إذن إلى سرية اللقاء ؟ والصادق يعلم علاقة حزب الله بايران .. ويعلم أن الحوثيين هم حزب الله الآخر في اليمن ..لكنه لا يعلم أن الانصار الذين يؤمهم تطمع إيران من خلاله لتجعل منهم حزب الله ثالثاً في إفريقيا ..ولو بعد سنين طويلة . رغم إننا ننظر إلى استحالة هذا الأمر إلا أن المساعي الايرانية لن تتوقف . .وقد بلغت مبلغاً قبل طرد السفير الايراني من الخرطوم.. وكادت تحدث فتنة كبيرة تجعل الاعلام الاقليمي والدولي يتحدث عن محاولات ايرانية لتكوين مليشيا مثل حزب الله في السودان. وللصادق مصلحة واضحة من هذا اللقاء هي مصلحة اعلامية ..فهو مستاء جداً من الكسب السياسي على المستوى الشخصي وإن كان متفائلاً به على المستوى الأسري ..لذلك يراهن على الظهور الاعلامي فقط ..بصورة مكسوة بالاهمية . والأهمية هنا في حساسية التعامل مع كل من له علاقة قوية بإيران ..مثل حزب الله ..الذي يحارب مع إيران في سوريا إلى جانب قوات حكومة الاسد ضد المدنيين السوريين . وحينما يكون اللقاء سرياً فهذا معناه مشروع تقارب بين حزب الأمة القومي وإيران أو هو خطوة في هذا الاتجاه . والصادق ينظر إلى مصلحة واحدة ..هي الكسب الاعلامي والفضول . ويستفيد الصادق طبعاً من أن إيران اصبحت تحتاج إلى بديل للحكومة السودانية يعيدها إلى المجتمع السوداني في ظل فرص الحريات المتاحة. وكأنه يوحي بأن حزبه خير بديل ..حتى لو لم يكن هذا شيئاً واقعياً فهو يستفيد منه وهو يرى نفسه أذكى من القائمين على مشروعات إيران الطائفية في المنطقة . وتراهن إيران طبعاً على مشتركات بينها وبين مجموعات معينة وإن كانت هذه المشتركات لا علاقة لها بالدين الاسلامي الحنيف ..مثل القباب والقبور والأضرحة . ولو قلنا أن إيران من خلال حزب الله وغيره تريد استئناف مشروعها الخبيث عبر الخطة ( ب )بعد مخاصمة الحكومة ..فهي في بعض الدول تؤثر بنفس هذه الخطة دون أن تكون لها علاقات مع الحكومات . والعلاقات مع الحكومات في حساباتها أمر مؤقت حتى ولو طالت سنونه ..فهي تراهن على تكوين الطائفة التي يمكن أن يخرج منها مستقبلاً أنموذج حزب الله . وبعد لبنان فقد فعلت هذا في اليمن .. وتحاول فعله الآن في بعض الدول الآسيوية والافريقية . في السعودية كادت تفعله من خلال حليفها نمر باقر النمر ..وقصته معروفة طبعاً لكن الحكومة السعودية اجهضت المؤامرة بسرعة . > خلاصة القول أن الصادق يراد منه أن يكون مطية بديلاً للحكومة التي أدركت الحقائق وقامت باللازم .. والصادق يرى أنه الأذكى وإنه المستفيد وحده ..وليس معه الطرف الثاني .. وأن الطرف الثاني واهم . > لكن الطرف الثاني يمكنه أن يطور العلاقة في مرحلة ما بعد الصادق .. فيأتي لاتباعه يذرف دموع التماسيح على فراقه .. ويصدق الاتباع ..فالخطورة ليست الآن لكنها مستقبلاً . غداً نلتقي بإذن الله.