تحقيقات وتقارير

علي مهدي .. الأمين العام للمسرح الدولي ، من ( على المنصة )


* المشهد السياسي ككل ، يعني الفصل العنصري والقهري ، مابين النشاط الانساني ،الثقافي والسياسي
* اعتقد ان الفنون والثقافة والفكر هي مفاتيح لكثير من المشكلات
* الحركة الانسانية تجمع بين ناتج الابداع وتجليات السياسة
يعدّ الأستاذ “علي مهدي” واحداً من الرموز البارزة في الحياة الثقافية عامة، والنشاط المسرحي على وجه الخصوص، وقد كرس حياته وعمره للمسرح، وحقق فيه نجاحات ملموسة وضعته في مكان مرموق، حيث شغل العديد من المواقع القيادية في المنظمات ذات الصلة عربياً ودولياً، كما حاز على العديد من الجوائز العالمية، عرفاناً بدوره في خدمة المسرح. ويشغل “علي مهدي” منصب رئيس مجلس المهن التمثيلية، الذي يعنى بتطوير النشاط المسرحي والأدائي بالبلاد، إلى جانب نشاطه المتصل في مسرح البقعة، وأنشطته الدورية، التي جعلت للمسرح حضوراً في الحياة الثقافية، رغم ما يعترض المسرح والحياة الثقافية عموماً من صعاب وعقبات. وقد دفعت المسؤوليات المتعددة التي يضطلع بها “علي مهدي”، إقليمياً وعالمياً، إلى أن يكون دائم التسفار، حاضراً دائماً في المشهد الثقافي العالمي.
الأستاذ “الهندي عز الدين” استضاف في برنامجه (على المنصة)، بفضائية “الخضراء” الأستاذ “علي مهدي”، وأجرى معه حواراً تناول العديد من الاهتمامات والمسؤوليات التي يضطلع بها، داخلياً وخارجياً، على الرغم من حالة الحصار التي يعيشها السودان.. فيما يلي الجزء الأول من هذا الحوار.

{ أستاذ “علي”.. رمضان كريم؟
ــ أهلين بيك وبالمتفرج الكريم في محطتنا الجديدة الذي نسعد بها ونتمنى أن نقضي أوقاتاً طيبة.
{ أستاذ “علي مهدي” أنت الأمين العام للمسرح الدولي ومقره بجنيف وهذا منصب رفيع بالنسبة لشخصية سودانية وبالنسبة لشخصية عربية وشخصية حتى أفريقية.. أعلم أن الأمين العام للمسرح الدولي دائماً أوروبي الآن الأمين العام سوداني من أفريقيا.. كيف وصلت هذا المقام؟
ــ أولاً، الهيئة الدولية للمسرح وهي من أكبر المنظمات للفنون الأدائية في العالم وتعتبر المنظمة الأكثر انتشاراً في كل أنحاء العالم وهي نتاج لحوار بين صناع المسرح على مستوى العالم واليونسكو كواحدة من أهم وكالات الأمم المتحدة للتربية والثقافة، وتأسست في السبعة عقود الماضية واستطاعت أن تشكل إضافة للمشهد الثقافي، والسودان عضو منذ العام 77، وأنا بدأت بعضو في لجنة معنية بالهوية والتنمية الثقافية وأصبحت منسقاً لأفريقيا، ثم انتخبت في العام 2006 بالمجلس التنفيذي وكان في مانيلا ورئيس لجنة الهوية والثقافية، ثم في العام 2008 انتخبت نائباً لرئيس ورئيس لجنة الهوية والثقافة وهي اللجنة الأم في النشاط المركزي للمجلس والاتحاد، وفي العام 2011 في الصين انتخبت نائباً أول للرئيس، وأخيراً انتخبت أميناً عاماً، وكما تلاحظ هذه ترتيبات تمت بشكل متدرج، ولكن الذي كان يسعدني أنني كنت مرشح المجموعة الأوروبية وقتها والأمريكية أمريكيا الشمالية وأمريكا اللاتينية، وكنت المرشح الوحيد للأمانة العامة تقريباً لم يترشح أحد للأمانة العامة غيري 2014.
{ لماذا كنت المرشح الوحيد يعني “علي مهدي” لصفات شخصية أم دعم للسودان وهذا غير متوقع دعم لأفريقيا؟
ــ هو الحقيقة أنا بذلت مجهود وأظنه ظاهراً في الأجندة الدولية واستطعت أن أصل بالحركة على مستوى الفنون الأدائية على مستوى من التفاهمات وأن نسعى في تعزيز الحوار مع الآخر ونراهن على موضوع التعدد الثقافي، وهذه كانت واحدة من أهداف اليونسكو كما تعلم، والمراهنة على التعدد الثقافي ودفع الحوار وتوصلت مع المجموعات الأوروبية على وجه الخصوص لأنو عندها مراكز تدريب في أن ندفع بالتدريب في دول كتيرة، الأفريقي والآسيوي على وجه الخصوص، ويمكن دا ساعد في إنو أكون وسطاً، كما تعلم، لازم يكون في شد وجذب في البرامج والتمويل وفي المواقف العامة حتى على المستوى السياسي وكنت أحاول بقدر المستطاع أن أعبر.
{ لم تواجه مشكلة بسبب أنك سوداني محاصر في الكثير من المحافل الدولية؟
ــ أعتقد كوني سودانياً لم يقف ذلك بيني وبين التدرج، خاصة إذا أنت اندمجت في المشهد الثقافي الدولي وأصبحت جزءاً مؤثراً فيه، وأنا حقيقة لم أذهب للمشهد الثقافي ذهبت بعروضي وفنوني أنت تعلم أنني عرضت من نيويورك إلى مانيلا، من إسطنبول إلى أديس أبابا، يعني قدمنا فرقتنا كمبدعين قبل أن نقدم أنفسنا كناشطين في مجال التنظيم والإدارة، ثم ما ساعدني هذا التنظيم وهذا الاجتماع في أوقات كان يحصل فيها كثير من الشد والجذب وكنت حلاً وسطاً، أعتقد أن في السنوات التي عملت فيها في العشر السنوات الماضية استطعت أن أحقق الكثير.
{ هذا يؤكد أكذوبة أن الحصار يؤثر حتى اقتصادياً الأمريكان ضدنا في كل شيء، الأوروبيون ضدنا في كل شيء، أيضاً سبقك الدكتور “كامل إدريس” الذي أصبح الأمين العام للمنظمة الفكرية في جنيف نفس مقر منظمتكم يعني الاجتهاد لا يقف أمامه أي حجر عثرة؟
ـــ شوف نحن في أثناء مسؤولياتنا الدولية السودان على وجه الخصوص استفاد كثيراً ليس من الموقع، ولكن من البرامج نحن نظمنا مع هولندا في ذات الظرف السياسي الذي تحدثت عنه أكبر ورشة في التعليم في “مركز مهدي للفنون” هنا في السودان، وكما تعلم وأنت شاهد عليه جاء الخبراء الهولنديون ومكثوا معنا أكثر من ستة أسابيع، وقبل جاء خبراء من الولايات المتحدة ونحن بعثنا بفريق كامل إلى “شتوتغارت” في ألمانيا، وكل ذلك تم في ظل الظرف السياسي الذي تتحدث عنه. أنا أعتقد إنو الفنون والثقافة والفكر هي مفاتيح لكثير من المشكلات إذا ما راهنا على هذا التبادل والطرح والتعرف على الآخر عبر الثقافة والفنون.
{ نعلم أن لك اتصالات بمكتبة الكونغرس الأمريكي وجاء وفد للسودان لـ”مركز مهدي الثقافي”؟
ــ نعم نحن احتفينا وعقدنا اتفاقية تعاون بيننا وبين مكتبة الكونغرس وهي من أكبر المؤسسات الثقافية الأمريكية، وهي ليست مكتبة لحفظ الكتب وإنما هي مركز للدراسات، وفيها أيضاً يدار حوار، وفيها تقدم محاضرات وأنا سعدت أن قدمت محاضرة داخل القاعة (102) اللي دائماً تدور داخلها محاضرات لكبار المثقفين في أنحاء العام، وقدمت محاضرة عن أثر التصوف على المسرح المعاصر من خلال تجربتي وقدمت نماذج وحضر المحاضرة عدد من أعضاء الكونغرس نفسه، وأدرنا بعدها حواراً ثم استضفنا رئيس دائرة الثقافة والمهتمة بالشرق الأدنى والشرق الأوسط والثقافة العربية، وجاء السودان والتقى ليس فقط بنا كمجتمع مدني ثقافي وإنما ذهب للإذاعة، وهنالك برامج مشتركة بين الإذاعة والدار القومية للوثائق وبين مكتبة الكونغرس، هذه العلاقات الثقافية لا أقول إنها تأتي من وراء السياسة ولا ندعي ونزعم أن نفتح الأبواب وهنالك سماسرة كثر كما تعلم في مسائل العلاقات، نحن نقول إن الفنون إذا كانت مكتبة الكونغرس تستضيف فناناً سودانياً عربياً أفريقياً ليحاضر ويقدم تجربة مغايرة هم أكثر شوقاً للتعرف عليها، وفي ذلك إنجاز تضاف إلى حركة الثقافة الوطنية الكبرى وكنا بصدد تنظيم العديد من الأنشطة ولا زلنا.
{ ألا تعتقد أن الثقافة كما يعتقد الكثيرون يمكن أن تكون مدخلاً لتسويات ثقافية وسياسية؟
ــ المشهد السياسي ككل يعني الفصل العنصري والقهري ما بين النشاط الإنساني، الثقافة والسياسة، أنا غير ميال لهذا الفصل أنا أعتقد إنو الحركة الإنسانية كلها تمشي في إطار شبكة واحدة تجمع فيها حركة الإبداع كلها وتجليات السياسة. أعتقد أن تنظر للمشهد الوطني الآن، انظر للمشهد الثقافي، ويمكن أن تراهن إنو قياسات كثيرة ممكن تحدث التطور في مسائل الحوار في مسائل السلم والأمن المجتمعي ككل.
{ يعني هذا الوفد الأمريكي الذي زار السودان وزار مركز “مهدي” ومهرجان البقعة المسرحي ألم يكن له رأي مختلف حول ما كان يتوهم عن السودان السياسي.. دارفور.. مشاكل الحرب.. إبادة.. هذه المسميات والمصطلحات التي راجت في الميديا الغربية؟
ـــ قطعاً، أن ترى وأن تسمع عن قرب أفضل ونحن الوفد الذي جاءنا وهذا حدث جاءنا ونحن عندنا علاقة مع مجموعة مسرح الاتصالات، وهي أكثر من (700) مؤسسة مسرحية أمريكية تعمل في مجال الإنتاج والإبداع ومقرها في نيويورك، جاء هذا الوفد ومعه فريق فني قدم عرضاً فنياً ثلاثياً من سان فرانسيسكو، وأعتقد إنو مشاركة العروض والاندماج هي كلها تفتح الآفاق، ونحن قدمنا عروضاً على مسارح خارجية وكان العرض فرصة ليطلعوا على صور أخرى مغايرة عن الصور التي تطلع ويروج لها الإعلام، وقطعاً لا تستطيع أن تقف بين آلة الإعلام، ولكن آلة الفكر والثقافة في ظني أكثر تأثيراً.
{ أستاذ “علي مهدي”.. المتداخل الأستاذ الشاب الفنان “وليد زاكي الدين” عكس عن تطور وأنكم حققتم إنجازاً بإجازة القانون والآن عن التطبيق والواقع الماثل كيف تعلق على حديث “وليد زاكي الدين”؟
ــ أولاً الحبيب “وليد” أعطى خلفية لا تحتاج لمراجعة، وتحدثت كثيراً عن موضوع المجلس أنا أعتقد ميلاد مجلس المهن الموسيقية والمسرحية وقتها والآن بعد تعديل القانون سنة 2014، الإرادة السياسية، بإنشاء هذا المجلس، وهو مجلس يتبع لرئاسة مجلس الوزراء في حد ذاته يشكل الإرادة السياسية والتنفيذية في أن هذه الفنون الأدائية موسيقى وغناء وتمثيل من الوظائف التي تستحق أن يتم تنظيمها وفقاً لقانون دون أن يؤثر ذلك على الإبداع لأن القانون لا يتدخل في كيفية الإبداع بقدر ما يبحث عن الترقية، وهذا مهم، الترقية والتطوير، ثم يبحث في تنظيم المهنة كالمهن الأخرى كالمجلس الطبي والمجلس الهندسي، وهذا ينظم الممارسة ثم يسأل في مراقبة المهنة، الآن لا تمارس الصحافة إلا وأنت مستعد، وأنا في ظني أن حركة الموسيقى والمسرح أكثر تأثيراً وبالتالي ميلاد المجلس هو هذه الإشارات وأفتكر إنو الدورة الأولى أمضيناها في التفاهم على الأقل بناء حركة بتاعت فهم مشترك بيناتنا نحن كمبدعين ثم الآخر.
{ الآن الفنان غير مقيد ليست لديه بطاقة هل يستطيع أن يصعد للحفلات؟
ـــ لا، ممنوع طبعاً، هنالك ملفات وكثير من المخالفات وأقول لك الآن عبركم البارحة شكلت لجنة.
{ الإجراءات أولاً أن يكون عضواً في اتحاد الفنانين؟
ــ لا الإجراءات كثيرة وشرحنا فيها كثير، أول حاجة أن يكون منضماً تحت أحد كيانات الثقافة وهي كيانات مدنية تنتخب بشكل ديمقراطي، وحر وأهم الشروط أن يوقع له الاتحاد في الاستمارة نفسها ثم والمجلس يعطيك الرخصة.

صحيفة المجهر السياسي