مقالات متنوعة

لطيفة اللوغاني : العشر الأواخر


كلنا نعرف أن شهر رمضان هو أفضل الشهور، لذلك علينا أن نستثمر هذه الأوقات الروحانية الجميلة ونتقرب أكثر من رب العالمين، وهناك إتيكيت احترام المجالس الدينية.

ومن احترام هذه الأوقات وتعظيمها، كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وهو سيد الخلق ومدرسة الإتيكيت والذوق وعلينا أن نقتدي به، يحيي صلاة القيام بالمسجد هو وأصحابه وهو في قمة أناقته وذوقه الأصيل، حيث كانوا يتجملون لهذه الأيام المباركة ويرتدون أحسن الثياب.. ومع الأسف نشاهد البعض يذهبون للمساجد ولا يهتمون حتى بنظافتهم الشخصية وملابسهم وخصوصا نظافة أحذيتهم وجواربهم، ومن الذوق أيضا عدم خلع الأحذية وتركها عند مدخل الباب لكي لا يزعج المصلين وهم مقبلون على المسجد، كما يجب المحافظ على نغمة الموبايل والأفضل أن تكون على الصامت، وعدم رفع الصوت في أثناء الكلام والابتعاد عن الأكل في المساجد.

حتى في عبادتنا دخلت المباهاة، يعجز اللسان عن الوصف، هناك أيضا إتيكيت لاحترام الأعمال الدينية، ويجب ألا يكون الرياء على حساب الجانب الديني.

هذه الشخصية تعاني من الشعور بالنقص الاجتماعي؛ لضعف مهاراته الحياتية التي تتيح له الوجود بين أصدقائه.

يجب الابتعاد عن ظاهرة فعل الخير الممزوج بالرياء، وتحديداً المنشور في قنوات التواصل الاجتماعي، حيث يقوم الشخص بفرائضه الدينية كقراءة القرآن والزكاة، ويحرص على التقاط صورة ونشرها أمام الجميع.. تعليقي الشخصي أن هذا السلوك غريب ويخفي وراءه أسبابا تختلف من شخص إلى آخر، واعتبر البعض هذه التصرفات للأسف مكملة للبرستيج ومجملة له أمام غيره لكي يمدحه الناس، ورب العالمين ﻻ يقبل إﻻ ما كان خالصاً له، وموافقاً لهدي رسوله؟

مثال 1: وصل الموضوع إلى التعبد لرب العالمين.. يكفي!

هل لي أن أعرف ما معنى أن ينشر شخص بحسابه الخاص في السناب شات “أنا الآن بدأت بقراءة القرآن؟”، “باركولي وصلت الجزء الثاني عشر”، أو ” بعد إذنكم الحين بقرأ قرآن”.. إذنك معك، لا أفهم ماذا تريد وراء ذلك؟! هل تقصد أنك تريد إرسال همسة لمتابعيك أن حضرتك شخص متدين؟! ربك فقط هو الذي يعلم بك والذي سيحاسبك وليس متابعيك.

مثال 2: بعد أن ينتهي من مساعدة الفقراء في الشارع يلتقط صورة سلفي لنفسه وخلفه المساكين الذين ساعدهم ويبين تعبه لأنه خرج في عز الحر.

مثال 3: نجد البعض يصور مكان المصلى الذي جهزه لصلاة القيام ويرسله في قنوات التواصل الاجتماعي، ويكتب عليه تعليق “اشرايكم بالمكان ؟!”.

أهمس لهؤلاء، وأوضح لهم أن حضراتكم تكذبون على أنفسكم قبل الناس، والذي يريد أن يعلّق على مقالي المتواضع ويقول إن هذه التصرفات تشجّع الناس، أقول له إن الناس تعرف طريق الخير ورب العالمين عالم بالنيات.

نصيحة: علّم أبناءك هذه الذوقيات وكن قدوة لهم وأشعرهم بجمال هذه الليالي.