حوارات ولقاءات

آدم جماع والي ولاية كسلا: إذا تخيلت أني سأقود الولاية بسلسلة من ذهب أكون “وهمان وضهبان” كسلا أكثر مدينة “تهمس” في أي شيء


** منذ تسنمه مقاليد إدارة ولاية كسلا خلفًا لمحمد يوسف دأب آدم جماع على تحسس مواضع الألم ومكامن الفشل في تلك الولاية، ومن ثم ولا يزال يجتهد في معالجتها بصبر وحكمة، يطوف على الأسواق ويزور المؤسسات بغتة، يراجع (الدفاتر القديمة)، يحاول تقويمها ووضعها في سياقها الصحيح، يقول إنه يشعر بالرضا جزئيًا، ربما لأن الحاكم (تندل مسكين) بحسب تعبيره، ولولا ذلك لسربله رضاء كامل، لكنه رجل يبدو متصالحًا مع نفسه وواقعيا ليس (ضهبان ولا وهمان).. فلنر ما إذا كان هذا أو ذاك.
* مر عام على تكليفك واليا لولاية كسلا هل تشعر بالرضي أم العكس؟
الرضا مرحلة لا يصل إليها الشخص بسهولة في أدائه لمهامه حتى في بيته، لكن بالمعطيات والإمكانيات التي توفرت في الولاية أنا شاعر بشيء من الرضا،  جئت إلى ولاية إنسانها يحتاج إلى خدمة كبيرة وتحتاج إلى تميز إيجابي، تضم 11 محلية إذا صنفت محلياتها بالمستوى الخدمي ودخل الفرد فيها تجد أن 65 في المائة من هذه المحليات فيها تدني للخدمات، هذا الأمر وجدته موروث، بتدبير البشر بدأنا نتلمس نقاط الضعف في الخدمات وأيهما نبدأ به، افتكر أنا راضي كل الرضي عن أدائي في فترة السنة في مجال التعليم، وهذا يمكن أن أقيسه بنجاح طلابي في مرحلة الأساس النسبة كانت 93 في المائة من إجمالي المحلية كلها، الميزانية التي خصصناها للتعليم كبيرة، بالتالي النتيجة في شهادة الأساس كانت ممتازة والنسبة جاءت نتاجا لأننا وفرنا البيئة للمعلم والطلاب، إكمال الإجلاس والتغذية.
* لكن شهادة الأساس بالولاية أوضحت تدنيا في بعض المحليات ونسبة تسرب عالية؟
أتفق معك في ذلك، النسب التي ذكرتها هي الإجمالي الكامل للولاية، أعطيك مثالا لدي أربع محليات بتعداد سكان محسوب على نسبة الولاية التي تبلغ 1750 مليون، عدد الذين امتحنوا منها في مرحلة الأساس بلغ 346 طالبا وطالبة، فمحلية حلفا الذين امتحنوا منها حوالي 4600، عندنا محلية القربة حوالي 4 آلاف، كذا نهر عطبرة، أنا في خلال سنة لا أستطيع أن أغير أمورا  متوارثة لسنوات طويلة، لكن بدأنا في المحليات الأربع التي فيها نسبة تسرب عالية ومشاكل في التعليم بإصحاح وتنمية خاصة المحليات الشمالية، فقد تم تعيين أكثر من 350 معلما من خريجي الشهادة الثانوية وهذه كانت غير معمول بها، المحليات التي فيها تدن في الاستيعاب، لذا أوجدنا لها الغذاء من أجل التعليم والإجلاس كي  تستمر العملية  التعليمية ونعوض المرحلة الماضية، إذا أصلحنا حال هذه المحليات فسيعطينا التعليم في الولاية المؤشر الصحيح.
* لديكم تجربة تحويل الموظفين إلى معلمين لكنها قوبلت بالرفض من بعض الجهات؟
هذه التجربة المؤسف حقا فيها أن الذين تضرروا وكانوا عاملين مراكز قوى في بعض الوزارات يعتقدون أن هذا قرار الوالي وهذا هراء، وأنا إذا أردت ان أرد على أي زول (ينبح) في هذه النقطة تكون مشكلة، هذا قرار من مجلس الوزراء، والسبب إنو كان عندنا نقص حوالي 176 معلما بمحلية ود الحليو، وإذا أردنا ان نعين هذا العدد في وقت وجيز يحدث ضغط على الفصل الأول من الميزانية، ونحن أصلا كولاية مكتوون من قصة الفصل الأول دي، وبالتالي صدر قرار من مجلس الوزراء بأن نستوعب الناس الشغالين في كل الوزارات من أصحاب تخصصات معينة، مثال أي شخص خريج تربية أو لغة عربية أو أحياء وشغال موظف في المالية أو الزارعة، ولديه ميول للتدريس يتم استيعابه ويتم تدريبه في جامعة كسلا لسد النقص، المسألة ليست فيها عيوب وأنا عندي فائض عمالة، كمثال شخص تخرج من التربية الإسلامية واشتغل في وزارة المالية إيه الإضافة التي يمكن أن يقدمها؟، بل هذا جزء من العطالة المقنعة الموجودة في الولاية، بالتالي القرار ليس قرار الوالي بل قرار مجلس الوزراء وتمت مناقشته وأُمِّن عليه، هناك ناس كانوا مراكز قوى ومستفيدين من المواقع عشان كده صوتهم عالي، ونحن نعرفهم بالاسم وماذا استفادوا، هناك ناس تفكيرهم قاصر، يفتكروا أن المسألة يمكن أن تُصعد قضائيا، لكن أنا المخدم ومن حقي نقل الموظفين كوني أعطيهم الحقوق والمرتبات. الصوت العالي قادم ممن فقدوا مصلحتهم، وأنا لن أبقي مثل الكلبة الوالدة تنبح في أي زول، أنا حاكم والمثل في دارفور “الحاكم تندل مسكين” أي زول خلي يكب وساخته فينا لكن في النهاية لا يصح الصحيح.
* هل ثمة تحديات يعتقد الوالي أنها في انتظاره؟
أصلا الحياة كلها تحديات والإنسان ولد في كبد وسيظل في كبد  إلى أن تقوم الساعة، إذا افتكرت أنني أقود الولاية بسلسلة من ذهب بكون (وهمان وضهبان) وما فاهم الحياة، أنا جئت واليا إلى منطقة ذات خصوصية حدودية فيها تداخل سكاني وقبائل مشتركة فيها تهريب بشر وسلع وفيها مهددات أمنية، لازم أتوقع كل يوم وجود عقبات وأفكر في عبورها بمجموع أجهزتنا التنفيذية والسياسية بسلاسة وفهم سياسي حسب موجهات الحزب والمرحلة المطلوبة.
* موقع تنفيذ توصيات مؤتمر تنمية المحلية الشمالية؟
الآن نحن في التنفيذ، والتوصيات بدت في ارض الواقع، مثلا توصيتنا في المياه، الآن يوجد في خزانة وزارة المالية 10 ملايين جنيه، دفعتها وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي لتنمية المحليات الشمالية في مسالة تنمية مياه الشرب، دفعنا خمسين في المائة للشركات المنفذة، الآن في مسالة الصحة أي محلية تمت تغطيتها بإسعاف وفيها مساعد طبي عينا 335 كادرا طبيا مساعدا بكل الولاية، الدواء المجاني للأطفال، نريد أن نعالج الأمراض المستوطنة في مجال التعليم أجزنا الداخليات ولأول مرة عينا 350 أستاذا، الآن موسم العام الدراسي الجديد الغذاء من اجل التعليم متوفر، وزارة التربية تكون أعدت خارطة غذائية،  لدينا صرخة تجميع المحليات الأربع بحيث تصبح مدنا تليق بالإنسان وفيها خدمات متكاملة، لدينا عمل في القاش نريد نقنن الحيازات، الطرق الداخلية في منطقة القاش، وزارة الطرق منحتنا أكثر من 58 كيلومترا ربط داخلي، الشغل الداخلي كبير بواسطة ديوان الزكاة، هناك تامين صحي أي محلية في هذه السنة أخذت أكثر من 1400 بطاقة علاج مجاني، دعم الأسر الفقيرة، لولا مؤتمر المحليات ما كان تمت هذه الأشياء والأهم من ذلك لولا مؤتمر تنمية المحليات الشمالية سقطت ميزانية ترويض القاش في الميزانية العامة.
* تجربتكم في حوسبة المرتبات، هل كشفت عن تجاوزات؟
الحوسبة الآن الإنجاز فيها في حدود 80 % حتى الآن كشفت تجاوزات غريبة جدا، مثلا علاوة الرضاعة وجدناها معممة على كل الناس رجلا وامرأة، وهذا جزء من إشكالات الخدمة المدنية، توجد إشكالات في القوى العاملة في حجم الميزانية الكلية في الفصل الأول، أنا مصر على حوسبة المرتبات والوظائف والخدمة المدنية لأنها اكبر إشكال في الولاية، النائب الأول عندما زارنا قال هناك إشكال في كادر الخدمة المدنية، بالتالي هذا الكادر يمكن أن نُطعمه بناس من خارج الولاية، بكوادر مؤهلة لديها تجربة، وكذلك أنا مصر على التدريب عشان نرفع قدرات ناسنا، وكذلك  على الانضباط الوظيفي فأنا وجدت الموظفين يطلعوا على كيفهم، وهذه المسألة عملنا ليها حاكمية، هذه أيضا وجدت مقاومة لأن هذه طبيعة البشر، أصلا العود إذا نشف لا يقوَّم لكن نحن نفتكر ان العود الآن اخضر يمكن تقويمه، وهكذا الخدمة المدنية، افتكر أن الموظف هو خادم للناس ولا بد أن يحترم المواطن.
* جزء من القضايا المحلية تتمثل في سوق الخضار بالمدينة وتحويله، هناك حديث عن مشاكل في السوق الجديد والدليل توقف عمليات التشييد؟
من ناحية هندسية لا توجد أي مشكلة، لكن المشكلة في التمويل، ناس محلية كسلا اعتقدوا أن التمويل سينساب لهم من البنوك بطريقة سهلة، لكنهم اصطدموا بقصة التمويل العقاري لأن بنك السودان أوقف تمويل العقارات والسيارات، الآن مشكلة التمويل حلت بواسطة بنك الخرطوم والآن معتمد كسلا موجود في الخرطوم ليوقع على اتفاقية التمويل وإكمال السوق الذي شيد بطريقة جيدة فيه مصارف وموقف وفيه احترام لآدمية الإنسان.
* الطرق الداخلية لمدينة كسلا متردية وصعبة المراس؟
حقيقة عندما جئت وجدت الطرق ليست متردية وبس بل لا توجد طرق أصلا تصلح للسير، والطرق التي تم تشييدها قبل سنة صارت الآن أثرا بعد عين، تقدمنا لبنك المزارع لتشييد 58 كيلومترا داخل المدينة، لكن الأمر تعثر، الآن بدأنا بالجهد الذاتي لرصف مدخل المدينة كانطلاقة أولى.
* حتى مدخل المدينة يرى البعض أن العمل يسير فيه ببطء؟
هذه لأسباب من المقاول، نحن دفعنا المبلغ، لكن الـ(في البر عوام)، وبعدين كسلا أكثر مدينة هامسة تهمس في أي شيء، هناك ناس لا يضيفون شيئا ولا يساهمون، لكنهم ينتقدون أي شيء، فالإشكال في العمالة السودانية وأنا متأكد لو كان الصينيون من ينفذون هذا الطريق لسلموه مبكرا، لكن العامل السوداني تلقاه شغال ونصف النهار “يقعد يقول ليك الدنيا حر”، الآن عندنا إشكال في الكباري، اكتشفنا أنه على طول الشارع توجد 6 كباري غير واضحة  هندسيا، الآن المشكلة في كيفية صبها ومعالجتها، لأن الطريق مدخل تأتي عبره الشاحنات الكبيرة، ولازم يعمل بمتانة ومواصفات دقيقة، الأن بدانا في الطريق الداخلية بطريق الوالي، لكن الطرق حقيقة متردية لأن الشركات التي نفذت الطرق لم تنفيذها بمواصفات جيدة، نحن نصحح أخطاء حدثت قبل سنتين، أنا الآن أعمل صيانة لطرق حديثه، نريد تأهيل كل الطرق الداخلية في مدينة كسلا.
* وكذا مياه الشرب في الولاية سيما مدينة كسلا تحتاج إلى عمل لأن فيها نقص كبير؟
هذه ليست مشكلة بشر هي مشكلة تقنية، مثل المريض بمرض خلقي وكذا كسلا ولدت لأن تشرب من القاش وهو نهر موسمي، والمعروف أن المناطق التي فيها مياه جوفية صخرية لتحفظ المياه لكن المؤسف أن القاش طبيعته طينية لا يتحمل تخزين المياه لفترة طويلة والسنة الماضية الخريف لم يكن جيد، لكن هناك حاجة مهمة يتناساها الناس أو يتجاهلونها عن قصد وهي أن مياه القاش الجوفية يشرب منها إنسان وحيوان كسلا والسواقي الموجودة على طرف النهر، كمية الامتصاص من الحوض كبيرة، أجمل ما في هذا الموسم أننا جلسنا مع هيئة مياه كسلا ووزعنا المياه بالفنجان، لكن الحمد لله الآن القاش جاء ولا توجد مشكلة.
* معروف أن الولايات الحدودية تعاني من مشكلة تهريب إلى دول الجوار وكسلا واحدة من هذه الولايات، ماذا فعلتم كحكومة لمقاومة ذلك؟
أنا معي رجال في لجنة امن الولاية تأمنهم على أي شيء حتى ذهب زوجتك، عندما جئت في أول جلسة مع اللجنة وضعنا أشياء كخطوط حمراء، الدقيق والوقود لأن الدولة تستورد هذه الأصناف بالدولار، لدينا حدود مع دولتين واحدة حوالي 234 كيلومترا وأخرى 17 كيلومترا، لكن الفترة الماضية وفقا لسجل الجمارك ومكافحة التهريب يمكن أن يطلعوا على قراءات المسألة، وعشان ما أنسب المسألة لنجاح شخصي وتبقي مسالة ذات أنا أصدقك القول إن هذه أنجح فترة تم فيها وقف التهريب حتى المهربين علموا أن هؤلاء الرجال لا الوالي ولا لجنة أمنه يمكن هزمهم بمال أو تخويف، في مرحلة من المراحل وصلت الأمور إلى التهديد الأسري للجان الأمن، لكن اللجنة عندما تكون على قلب رجل واحد ونفوسهم كبيرة  النتائج ستكون ممتازة جدا، الجيد أن لدينا تنسيقا أمنيا مع أريتريا وفعلنا تجارة الحدود للحد من هذه الظاهرة، لكن أصلا التهريب أهلنا في دارفور يسمونه “البرشوت” وهو مسألة غنى بأقصر طريقة، أنا عملت موظفا في بنك فيصل في الجنينة وأعرف أسلوب المهربين،  أشيد هنا بدور رجال الأمن في مكافحة التهريب، أنا ذهبت إلى منطقة تهريب تسمي كرييب المواطنون قالوا لي إني أول مسؤول حكومي يصل إلى هناك، لكن أصلا التهريب لن يتوقف لكن من الإجراءات التي عملناها وحدنا المعابر، ووضعنا ترتيبات أمنية مع أريتريا.

 

 

اليوم التالي


‫2 تعليقات

  1. بسم الله الرحمن الرحيم …..
    شكرا لك أيها الرجل الواضح المتسامح مع نفسك رجل أصيل الولاية كانت تحتاجك بعد التدمير الكبير الذي أصاب الولاية من الهمباتي السابق الذي دمر النفوس شكرا شكرا لك آدم جماع .

  2. بشارة طيبة وتوفيق كبير من اليوم التالى ….غريبة الهامشيون ينجحون واولاد العرب يسقطون سقوطا أيلا وهارون والان جماع الى الامام لرد السودان الافريقى من المستعربون الساقطون والموت والمهانة والذل من باعو الاعراض