تحقيقات وتقارير

حضورك موت وغيابك موتان


في يوم السبت، كانت الأعمدة الصحفية تتناول تعطل التكييف المركزي بالمجلس الوطني بشكل عارض أو أساسي، إذ فرض الخبر نفسه عليها خلال الأيام الفائتة، في وقت لاتزال فيه الأزمة جاثمة وربما تنقشع اليوم أو غدا أو بعده أو بعد العيد، من يدري؟. ولأن قرائن الأحوال لا تُنبئك بموعد قاطع لانفراجها، إذ بمجرد أن تلج المبنى الضخم المطل على قصر الشباب والأطفال توحي لك صعوبة طقسه هذه الأيام بغير ذلك، وإن كانت أجواؤه غير مستحيلة تمامًا وفي البال ما رشح عن التكلفة المليارية لإصلاح وحدات التكييف، وكأن حجمه يضاعف معاناته كما يضاعف التفكير السلبي بخصوصة.
غير أن عبد القادر عبد الله الأمين العام للمجلس توقع في حديثه لـ(اليوم التالي) أن تنفرج الأزمة خلال الأسبوع الجاري، وأشار إلى مساع حثيثة تجري في هذا الشأن، مؤكدا تعاقدهم مع إحدى الشركات لإصلاح الأعطاب، وأوضح أن الشركة أكملت (80 %) من أعمال الصيانة، ونفى ما أشيع عن تكلفة مليارية للصيانة مؤكدًا أن تكلفة الوحدة المراد تشغيلها لتدارك الأزمة ضئيلة، وكذا بالنسبة لتكلفة الوحدة الثانية، منوها إلى أنهم اشتروا وحدة تكييف ثالثة على خلفية الأزمة.

والحال كذلك، ذكرت مصادر داخل المجلس أن أعضاء حزب المؤتمر الوطني في البرلمان هم الأكثر تغيبا، واستدلت المصادر برفض البرلمان لرد وزير المالية مؤخرا على سؤال تقدم به أحد الأعضاء حول القروض والديون، وأشارت إلى أنه ما كان للرد أن يرفض لولا تغيب منسوبي الوطني، وأضافت المصادر أن وزير المالية كان سيجد من يدافع عن إفاداته لولا الغياب.
من جانبه ينفي الأمين العام للمجلس أن يكون الغياب عائقا أمام إجازة أي من القوانين، مشيرا إلى أن الغياب لا يحدث إلا وفق إجراءات استئذان محددة، ولم يستبعد أن يكون الإحساس بـ(السخانة) وحده المسؤول عن عدم اكتمال النصاب لإجازة بعض القوانين، مشيرًا إلى أنه من ضمن من يخرجون بسبب السخانة مسؤولون وأسماء كبيرة وأن الخروج ليس حصريًا على فئات محددة.

وفي السياق لا يعتبر عثمان نمر عضو البرلمان عن المؤتمر الوطني، خروج النواب أثناء الجلسات (منقصة) أو عيبا مشيرا إلى أن درجة حرارة القاعة لا تحتمل بدليل أن الصحافيين هم أول من يخرجون منها بحسب تعبيره، وأقر نمر بأن النصاب لم يكتمل بخصوص إجازة قوانين الأوراق المالية والمعاشات والتأمينات الاجتماعية بسبب سخونة الجو، وخروج النواب من القاعة، مشيرا إلى صعوبة بقاء النواب فيها خاصة مع ظروف الصيام، مشددًا على أن بيئة المجلس غير مهيأة للعمل هذه الأيام، لكنه عاد ليقول إن الدورة الحالية للبرلمان – وفق لائحته – ستنتهي في الأسبوع الأخير من يونيو الجاري، ونوه نمر بأنه لا يوجد عدا ذلك غياب ممنهج، مشيرا إلى أن اجتماعات كتلة حزبه راتبة ومستمرة، حتى في غياب رئيسها مهدي إبراهيم بسبب المرض، مؤكدًا على تماسكها ومستشهدًا بأنها كانت موجودة عندما احتاج المجلس لنصاب حقيقي فيما يلي ملاحظات الرئيس البشير حول قانون الشفافية ومكافحة الفساد، وشدد نمر على أن لائحة المجلس الوطني تطبق على أعضاء المؤتمر الوطني أسوة بالبقية فيما يلي الغياب، فإذا ما غاب أحد الاعضاء دورة كاملة يتخذ المجلس قرارا في أمره، أما إذا غاب عن ست جلسات فإن رئيس المجلس يلفت انتباهه أو يوجه له صوت لوم أو غيرها من الإجراءات، مؤكدا أن جميع (الغيابات) التي تحدث تتم بإذن مسبق، خاصة وأن نوابا كثيرين يتغيبون عن الجلسات لأنهم أعضاء في الجهاز التنفيذي.

الخرطوم – رندا عبدالله
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. القاعدين ليها شنو في المكيفات؟ عشان قاعدين تعملوا شنو؟ والمراوح ما لها ؟ عيبوها، في ناس ما لاقياها أبداً وفي ناس عندهم مراوح لكن الكهرباء وينها؟