رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى .. السودان: قادة المجتمع المحلي في شمال دارفور يضعون ترتيبات لتجنب النزاع القبلي بسبب الزراعة والرعي


اتفق المواطنون وقادة المجتمع المحلي في مناطق عدة بشمال دارفور على ترتيبات بينهم لتجنب النزاع القبلي بسبب الزراعي والرعي في منطقتهم، وذلك في ختام ورشة نظمها قسم الشؤون المدنية باليوناميد في إطارحملة للسلام في منطقة شنقل طوباية بشمال دارفور في الفترة من 7 إلى15حزيران/ يونيو2016.
ويرجع كثير من الباحثين أهم أسباب النزاع في دارفور للجفاف والتصحر الذي ضرب المنطقة في أوقات مختلفة وتسبب في قلة الموارد الطبيعية مما أدى للقتال بين القبائل التي تعمل في مجالي الزراعة والرعي .
وقالت اليوناميد إن الورشة التي نُفذّت في ست قرى في المنطقة هي: حِلة أحمد، كروى، كافانكي، كركايات، أم ضريساي وأبو حمرة هدفت إلى إزالة التوتر بين المزارعين والرعاة وتقوية الترابط الاجتماعي بين مختلف القبائل التي تعيش في تلك المجتمعات.
وطبقا لتعميم صحافي من اليوناميد فقد تبادل السكان المحليون وقادة المجتمع الأفكار حول تجنّب الرعي خلال فترة الحصاد وحلّ الصراعات القبلية من خلال الآليات التقليدية. والتزم المشاركون في الحملة بقيادة «لجان التعايش السلمي» وغيرها من لجان السلام المحلية، بالتقيد بجميع مخرجات حملة السلام الموقعة وتوجيهات وإرشادات محكمي السلام للحفاظ على التعايش السلمي بين القبائل المختلفة.
وطالب أبوبكر عبدالله، رئيس الإدارة الأهلية في شنقل طوباية، قادة المجتمع ومثقفيه بالمشاركة الفاعلة في بناء الثقة بين الرعاة والمزارعين لضمان التفاعل الإيجابي بينهم.
وأضاف «في حين يشكل السلام السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية لأفراد المجتمع، يظل الاحترام بين المزارعين والرعاة أمراً ضرورياً إذ يحتاج كل مكّون للآخر في حياتهم اليومية».
وقال أحمد يوسف، رئيس اتحاد الرعاة في شنقل طوباية، إن الرعاة سيستفيدون من مخرجات حملة السلام بشدة. وأضاف بأن حملة السلام فرصة سانحة للمزارعين والرعاة لوضع حدّ لنزاعاتهم المتكررة وفتح صفحة جديدة في حياتهم تضمن حياة آمنة ومستدامة.
واشاد باليوناميد في سعيها للجمع بين الرعاة والمزارعين لرسم خارطة طريق لتحقيق التعايش السلمي، مشيرا إلى أن مثل هذه الحملات التوعوية تساهم في الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وأوضح أحمد الدومة، ممثل قسم الشؤون المدنية باليوناميد أن البعثة ملتزمة بمسؤولياتها بحسب التفويض وهي تشمل دعم المصالحات وسط المجتمعات المتصارعة والتصدي لمسبباتها الجذرية.
وطالب الشباب في دارفور بمواصلة نشر الوعي بأهمية السلام في مجتمعاتهم، موضحا أن الجميع يحتاج إلى العمل معاً لتحقيق الاستقرار في الإقليم وقال إن التعليم هو مفتاح التنمية في جميع الأحوال، وأن بإمكان الشباب حشد أفراد المجتمع لتحقيق تعايش سلمي مستدام في دارفور.
وأشارت تقارير إلى إنخفاض أعداد الماشية بولاية شمال دارفور بسبب النزاعات والنهب المسلح وشح الموارد وأفادت حكومة الولاية في عام 2014 أن عدد المواشي 15مليون رأس من البقر والإبل والضأن وبلغ نقص الغذاء في الولاية عام 2012 حوالي 120 ألف طن.
وعلى الرغم من أن الأزمة في إقليم دارفور قديمة لكنها ظهرت للسطح من خلال نزاع مسلح نشب في الإقليم منذ شهرشباط/ فبراير 2003 على خلفيات عرقية وقبلية أساسها صراع الموارد المائية وتحول النزاع بعد ذلك إلى حروب أهلية خلفت مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين داخل السودان واللاجئين بدول الجوار من أبناء إقليم دارفور.

 

كاتب سوداني