احمد دندش

حمودة…(المابكتلك بقويك).!


التقيت بالفنان الشاب حمودة كمال للمرة الاولى قبيل اكثر من عشرة اعوام، كان وقتها يجلس في مقدمة الفنانين الشباب المطلوبين وبشدة لإحياء الحفلات الخاصة، واذكر انني حينها سألته عن طموحه فرد علي بلهجة واثقة: (والله انا نفسي اكون فنان)، هنا اصابتني الدهشة فسألته للمرة الثانية عما يقصد.؟..فاجأبني: (نفسي اكون فنان حقيقي واعمل جمهور خاص بي غناي ومااغني غناء زول تاني)، هنا ادركت جيداً ان ذلك الشاب يمتلك فهماً مختلفاً وقناعات استثنائية، وشعرت في دواخلي بأن المستقبل سيفتح له احضانه عما قريب.
بعد مدة، اختفى حمودة كمال عن الساحة الفنية، واذكر انني وقتها بحثت عنه طويلاً ولكن بلا جدوى، لتمر السنوات تباعاً، قبيل ان اتفاجأ به يحدثني عبر الهاتف، ويطلب ان يقابلني لاوافق بسرعة، فذلك الشاب اثار إهتمامي كثيراً، وبالفعل، قابلته وجلسنا جلسة امتدت لاكثر من (4) ساعات حكي لي خلالها عن المعاناة التي عاشها، وعن الحروب التى تعرض لها، وعن المكائد التى تفاجأ به والتى اسهمت وبشكل كبير في ابتعاده عن الساحة الفنية، قبيل ان يخبرني بأنه ينوي العودة من جديد، قبل ان يسألني عن مقاييس حظوظ استعادته للنجومية، لاجيبه وببساطة ان الساحة الفنية الان يسيطر عليها العديد من الفنانين الشباب اصحاب الجماهيرية العالية والذين تتطلب منافستهم الكثير من الجهد والاجتهاد، ليرسم هاهنا حمودة ابتسامة واثقة على شفتيه قبيل ان يقول لي وبسرعة: (انا ماداير انافس زول…انا داير ابقى فنان وبس)، هنا سألته عن سر ترديده المستمر لعبارة (عايز ابقى فنان)، ليكشف لي عن مشروعه الضخم الذى يسعي لتحقيقه وعن فترة غيابه التى امتدت لاكثر من عشر سنوات والتى كان خلالها يعيد ترتيب اوراقه لاقتحام الساحة الفنية من جديد برؤية مختلفة تماماً.
لن اخفيكم سراً ان اخبرتكم ان الدهشة احتوتني تماماً وحمودة يحكي لي عن الاشياء التى قام بها في فترة غيابه، تلك الاشياء-التى لااريد افساد ترتيب مفاجأتها بالحكي- ولكن يجب ان تعلموا ان ماقام به ذلك الشاب طوال العشر سنوات الماضية يستحق ان نركز معه قليلاً، وان نمنحه بعض الاهتمام، خصوصاً ان علمتم ان ابرز تلك الاشياء التى عكف عليها تمثلت في تجهيزه لاكثر من (40) اغنية خاصة جديدة يراهن بها في العودة من جديد لمقدمة الفنانين الشباب، تلك الخطوة التى اكدت لي بالفعل ان حمودة بالفعل يسعى لان يصبح (فناناً) وليس مجرد (مطرب) تتراقص حوله (الحسناوات) وتتوقف (الفواره) امام بوابة منزله.

جدعة:
اول الخطوات التى قام بها حمودة تمثلت في تكريمه لكل الشعراء الذين منحوه اعمالاً خاصة، وفي مقدمتهم السر قدور والحلنقي والتجاني حاج موسى وبشير الحاج وغيرهم، ذلك التكريم الذى شهدته (عوامة مراسي الشوق) الاسبوع الماضي، والذى اعلن ومن خلاله حمودة عن عودة استثنائية للساحة الفنية، تلك العودة التى انتظرناها طويلاً، فمرحباً بك ايها (الكروان).

شربكة أخيرة:
قصة حمودة تستحق ان تدرس، ويستحق حمودة ان يكون انموذجاً حقيقياً للفنان صاحب العزيمة والاصرار والذى لاتزيده (المصائب) الا قوة.