مقالات متنوعة

مؤمن الغالي : هدنة مع الإنقاذ 1


ولأنه رمضان.. حيث تصفد الشياطين.. وحيث تحل البركة وتنزل الرحمة.. وحيث صيانة النفس ولجم اللسان.. و(زيادة) على ذلك فقد أحكمت السيطرة التامة على قلمي وأقمت عليه الحصون حتى لا يتمرد، وحتى يكف عن إمطار الأحبة الأخوان والأحباب في المؤتمر الوطني.. والقياصرة والكياسرة في (الإنقاذ) يكف عن إمطارهم بمداد ذخيرته الهائلة وأمرته أن (يصوم) حتى(العيد)، وبعد العيد أطلق سراحه وأعبئ ذخيرته وأوجه (ماسورته) نحو هؤلاء الأحباب لأجعل ولأفعل بهم ما فعله (المعتصم) بـ (عمورية)..
نعم أنا الآن في هدنة مع الاحبة (الأخوان)، لن أقول حرفاً واحداً عنهم مهما قالوا ومهما (فعلوا) ناذراً للرحمن صوماً وقلمي لن يحدث أنسياً.. نعم هي هدنة مؤقتة وذات أجل، بدأت منذ أول يوم في رمضان مستمرة حتى نهايته، بل حتى نهاية عطلة العيد (يعني) بعد أربعة أيام من العيد.. سترون إذا جمعتنا يا (جرير) المجامع.
كان هذا هو موقفي والتزامي الذي التزمت به منذ الأول من رمضان وحتى الآن.. ولكن ولأن بعض (شياطين) الإنس وبعض (أصحابي) من الأشرار يجبرون الأخيار من الناس طوعاً وكرهاً ورجالة على الخوض فيما لا يجوز فيه في رمضان، فقد أنبرى أحدهم وهو من (أعز) أصدقائي بل هو عضو معنا في (نادي الأشرار) أنبرى لي ليكسر صمودي وصمود(هدنتي) ووقف إطلاق ناري مع الأحبة (الأخوان) وجماهيرهم في المؤتمر الوطني وقادتهم في (الإنقاذ وهو يصر ويلح على تجريح صيامي) وكان له ما أراد.. ولكن كيف.. (أصبروا شوية) وهاكم القصة؟؟ كان ذلك قبل يومين أو ثلاثة أيام من اليوم.. وكنا على مائدة إفطار أحد الأصدقاء.. تناولنا الإفطارر (كالعادة) على (البساطات) و(السجاجيد) كنا نتكئ بل يستلقي بعضنا على جنوبهم بعد يوم كادت الشمس أن تذيب فيه حتى الأسفلت.. حيث أصبح (ريقنا) مثل الدقيق.. والروح عند الخامسة مساء قد بلغت الحلقوم.. ولولا يقين ثابت الأركان ودين مغروز بين تجاويف الضلوع شاهقاً كالبنيان.. لولا ذلك لأفطرنا تحت لافتة (الله ما أمر بالهلاك) صدقوني أنه وفي تلك اللحظات فقد كنا نعتقد إننا إنما أشرفنا على الهلاك.. ولكن لرحمة الله الواسعة وفضله الذي لا يحصيه إنسان أو لسان فقد صمدنا حتى (الأذان)، ونهلنا من الماء بالقدر الذي يسقي (حواشة) عندها ذهب الظمأ وابتلت العروف وثبت الأجر بإذن الله.
وفي أثناء ذاك الفرح الخرافي.. وتلك الطمأنينة التي تغشتنا وفناجيل القهوة (بالهبهان) بين أصابعنا.. يلتفت إلى ذاك الصديق والذي هو أشد خطراً من الشياطين المصفدة.. يلتفت إلي وفي هدوء يليق بالمكان ووقار يفرضه الزمان.. يسألني في (خبث) أو (براءة) لا أدري قائلاً.. يامؤمن ليك سبعة وعشرين سنة وأنت تهاجم الإنقاذ وتخوض المعارك، كان تزيد أو تقل مع (الأخوان) بالله بتلقى المواضيع دي كل يوم كل يوم.. من وين؟.. نعم كان هذا هو السؤال.. ولكن كان هو (الشرك) الذي نصبه لي هذا الصديق.. بل كان هو الزلزال.. بكره نتلاقى..