الهندي عز الدين

الجيش .. صمام أمان البلد !


الجيش .. صمام أمان البلد !
استقبلت قيادة الجيش مساء أمس الأول عدداً كبيراً قيادات الصحافة وأجهزة الإعلام وطائفة من الصحفيين والإذاعيين والمراسلين في إفطار رمضاني حافل بحدائق وزارة الدفاع بالخرطوم .
منذ الوهلة الأولى لدخولي باحة وزارة الدفاع وجلوسي والزملاء وسط السادة قادة القوات المسلحة ؛ رئيس الأركان المشتركة الفريق أول ” عماد الدين عدوي ” ، وزير الدولة للدفاع الفريق أول ” إبراهيم محمد الحسن ” ، نائب رئيس الأركان المشتركة الفريق ” يحيى محمد خير ” بانتظار وصول وزير الدفاع الفريق أول ” عوض ابن عوف ” ، شعرت بأنني من دقة النظام والترتيب أنني بالفعل في مقر قيادة الجيش السوداني بكل إرثه الضارب في أعماق تأريخ العسكرية الراسخ في بلادنا .
بعد وصوله، أصر وزير الدفاع الفريق أول ” عوض ابن عوف “هذا الرجل الوقور المتواضع أن يصافح كل من كان جالسا بحدائق الوزارة فردا فردا بما في ذلك ضباط الصف والجنود والعمال والحراس، برفقة رئيس الأركان ، وما فعل مثله كل الذين وصلوا قبله .
الفريق أول ” إبراهيم محمد الحسن ” وزير الدولة للدفاع المعروف في الجيش بـ ( أبو تي( لأنه الوحيد الذي تبقى في القيادة بشلوخه السودانية المميزة، كان يخدم ضيوفه من رؤساء التحرير بنفسه ويوزع عليهم أطباق) الشوربة)، دون أن يشعرك أنه وزير دولة للدفاع أو)فريق أول (، فليتعلم منه الضباط برتبة ” الملازم ” و ” النقيب ” في كل القوات النظامية !
نائب رئيس الأركان الفريق ” يحيى محمد خير ” الذي ظللت أسميه لسنوات بـ(أسد الجيش الهصور (، منذ أن طارد ” مالك عقار “وجيشه الشعبي من ” الدمازين ” إلى الحدود مع ” إثيوبيا ” ، كان بالأمس يقوم من كرسيه في تواضع جمٍّ ليجلس عليه أحد رؤساء التحرير إلى أن تنحى آخر عن مكانه لصالح الضيف !
هؤلاء رجال أشاوس و(أولاد بلد) كرماء وفرسان، تشبعوا بجينات(الرجالة) من أصلاب هذا الشعب الشامخ العزيز .
في رأيي أن الطاقم الحالي من أميز طواقم القيادة التي مرت على رئاسة القوات المسلحة السودانية، ففي الماضي قد تجد واحداً أو اثنين بقوة ومسؤولية المقعد، لكنك في هذه تجد أن الوزير قوي ، ومثله وزير الدولة ، وتجد رئيس الأركان مميزاً و(أول دفعته)، وفي ذات الوقت لنائبه من الإنجازات والانتصارات في الميدان ما يشرِّف كل الجيش السوداني !
نحن مطمئنون الآن أن بلادنا بخير ومحروسة ومؤمنة تحت رعاية قواتنا المسلحة الباسلة .
لقد انهارت دول كبيرة من حولنا ، لأن المليشيات كانت تتبع للرئيس كما كان الحال في ” ليبيا ” ، أو للحزب الحاكم كما هو الحال في) سوريا البعث)، أو للقبائل مثلما هو الحال في ” اليمن” ، ولم يكن هناك جيش واحد وطني، له إرث وتقاليد وعقيدة توحد الدولة كما هو حال جيشنا الحارس مالنا ودمنا في السودان .
أتمنى أن تستمر هذه القيادة بذات الرجال لسنوات قادمة ، وألا تصيبهم عين الحسد والكيد والمؤامرات الصغيرة .
آميييين .