تحقيقات وتقارير

زنقة تجهيزات رمضان.. طريق ينتهي عند محطة العيد.. مباصرة المعيشة


رغم أن بعض المواطنين درجوا على تهويل المواقف والأحداث التي يجدون أنفسهم أمامها بين الحين والآخر، لكنهم في نهاية المطاف يتجاوزونها بصورة أو بأخرى وينتقلون إلى محطة ثانية مشابهة للأولى، إلا أن قلة منهم يستفيدون من الخطة والطريقة التي نجحوا بها في عبور (المتراس) الأول، فتتجدد ذات المعاناة في اللفة الثانية.
الشاهد على ذلك المواقف العصيبة التي هدت حيل المواطن وسببت له الكثير من المعاناة خلال الفترة الماضية كان موضوع الاستعداد لشهر رمضان في ظل غلاء طاحن وتدهور مريع في الوضع الاقتصادي.

درس قيم
مع بداية شهر رمضان كان هناك هوس بين المواطنين وخوف عير مبرر جراء غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بين المواطنين، حيث ظن الكثيرون أنهم غير قادرين على توفير مستلزماتهم المعيشية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، فاستمر هذا الخوف لبضعة أيام لكن الجميع استطاع في نهاية الأمر تدبر أمره بالانصياع للأمر الواقع.. ولمعرفة كيف خرج المواطنون من تلك (الورطة) المصطنعة، استطلعت (اليوم التالي) رأي البعض من لغرض تقديمها للبقية كدرس يستطيعوا الاستفادة منه في مقبل الأيام.

حلول واقعية
ترى سناء عوض (ربة منزل) أن المواطن أصبح أمام الأمر الواقع وصار الشخص (العندو والما عنده يشتري) لابد أن يجهز أغراض شهر رمضان لأن – بحسب توضيح سناء – بعض الأسر تتعامل مع متطلبات شهر رمضان، ولهذا تجدهم مجبرين على تدبير كل المواد الاستهلاكية وغيرها من احتياجات الشهر الكريم. وتمنت سناء لو أن الحكومة همت بالتدخل في مثل هذه الأشياء ومنعت التجار من المضاربات والجشع لتخفيف معانات المواطن البسيط وفعلت عمليات الرقابة والضبط على الأسواق. وتُبين أنها عانت كثيراً في بداية رمضان لتوفير الأساسيات والسلع المهمة، وعزت الصعوبة كلها إلى التجار الذين أصبحوا يبيعون ويشترون على هواهم.. وتساءلت كيف يتجاوز كيلو اللحمة (80) جنيهاً. وختمت بقولها “ليس أمامنا حل سوى نرفع يدينا ديل لي رب السماء بس ياهو وكيلنا”.

علاج ناجع
بدوره، يرى التوم سليم أن الطريقة التي استطاع المواطن أن يتجاوز بها محنة التجهيزات والاستعدادت لرمضان، يجب أن تعينه في تخطي معضلة التجهيز للعيد، الفكرة نفسها يمكن نسخها مجددا، وهذه أفضل طريقة أن لا يعاني المواطن نفسياً أكثر من مرة خلال العام، لأنه ما دام اجتاز امتحان توفير متطلبات رمضان بالمباصرة فإنه قطعاً سيستطيع توفير أغراض ومتطلبات العيد.. والذكي وحده من يتعامل بمنطق الموجود ولا يرهق نفسه بإدخالها في ديون واستقطاعات تؤثر عليه في مقبل الأيام خاصة بعد عودته من إجازة العيد، فيتفاجأ بأنه أنفق مدخرات العام السابق كلها وخطا خطوات كثيرة في الأشهر القادمة، فتتراكم ديونه بصورة تؤثر حتى على أدائه لعمله.. ولكي يتجنب المواطن هذه المعضلة يجب عليه عمل حساب دقيق جداً لكل شيء، وهذه الفكرة وحدها ما تجعله يخرج من العيد وقبله رمضان بدون خسائر وديون تثقل كاهله.

الخرطوم – طيبة سر الله
صحيفة اليوم التالي