تحقيقات وتقارير

الأمم المتحدة: المجاعة متفشية بين ثلث السكان في جنوب السودان “عشرات الآلاف يفرون من القتال “


جوبا ـ وكالات: يعاني اكثر من ثلث سكان جنوب السودان من المجاعة في البلد الذي مزقته الحرب والمعرض لتفشي المجاعة في كل انحائه، وفق الأمم المتحدة والحكومة.
وقالت منظمة الاغذية والزراعة (فاو) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الاغذية العالمي في بيان مشترك ان «انعدام الامن الغذائي بلغ مستويات غير مسبوقة هذه السنة». واضافت هذه المنظمات ان نحو 4.8 ملايين شخص في جنوب السودان – اي اكثر من ثلث السكان – سيواجهون نقصا حادا في الغذاء خلال الاشهر المقبلة في وقت يستمر خطر كارثة المجاعة.
ورغم الاتفاق على انهاء الحرب الاهلية، يحتاج نحو خمسة ملايين من سكان البلاد للمساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة. وقال وزير الزراعة، لام اكول، في تحذير أيدته الأمم المتحدة: «لا يمكن استبعاد خطر المجاعة».
وقد اندلعت الحرب الاهلية في جنوب السودان بنهاية 2013، لكنها انتهت بعودة رياك مشار، نائب الرئيس سيلفا كيير والمتمرد على سلطته، الى العاصمة جوبا في نيسان / ابريل وتوليه مجددا منصب نائب الرئيس.
وتمكن عمال الاغاثة من الوصول الى بعض المناطق الاكثر معاناة منذ ذلك الحين، لكن العنف مستمر بين مجموعات الميليشيا المختلفة غير المكترثة بكير او مشار نفسه.
وقال اكول ان ولايتي الوحدة وبحر الغزال تشهدان المعاناة الاكبر. واضاف ان «الظروف في بعض المناطق هناك صنفت ضمن مستوى «الكارثة» او «المرحلة الخامسة». وتعلن المجاعة عندما يواجه 20٪ من السكان مثل هذه الظروف، وفق التعبير التقني للامم المتحدة.
وكان اكول يقرأ تقريرا للامم المتحدة حول الامن الغذائي. وقال مسؤول «يونيسيف» في جنوب السودان، ماهيمبو مدوي، ان «مستويات سوء التغذية بين الاطفال لا تزال منذرة بشكل حقيقي». وقال مدوي ان اكثر من 100 الف طفل عولجوا من سوء التغذية الحاد هذه السنة، بزيادة 40٪ عن 2015، وبزيادة 150٪ عن 2014. ويكافح جنوب السودان كذلك من اجل وقف ارتفاع التضخم الناجم عن الحرب والفساد المستشري وشبه انهيار قطاع النفط. والغت الحكومة الاحتفال بالذكرى الخامسة للاستقلال في 9 تموز / يوليو.
واسفرت الحرب الاهلية عن مقتل عشرات الالاف وارغمت مليوني شخص على الهرب من قراهم ومدنهم. واتهمت كل اطراف النزاع سواء الحكومة او المتمردين او الميليشيات التي تقاتل الى جانبهما بارتكاب فظاعات ومجازر وتجنيد وقتل الاطفال واغتصاب النساء والتعذيب والترحيل القسري لتطهير مناطق بأكملها.
من جهتها ذكرت منظمة «أطباء بلا حدود» للمساعدات الطبية الإنسانية، أمس الأربعاء، أن نحو 70 ألف شخص فروا من القتال في شمال غرب دولة جنوب السودان حيث الجثث ملقاة في الشوارع. وقال نائب منسق الشؤون الطبية، ديفيد كاهيندي: « لا نعلم بعد عدد الأشخاص الذين قتلوا ولكن الجثث مازالت ملقاة في الشوارع».
وحملت الحكومة جماعة متمردة إسلامية جديدة مسؤولية القتال. وما زالت الميليشيات المستقلة تنشط في جنوب السودان بعد تشكل حكومة انتقالية انهت أكثر من عامين من الصراع العسكري بين سلفا كير ونائبه مشار في نيسان / ابريل.
وقالت المنظمة إن نحو 70 ألف شخص فروا من منازلهم في بلدة واو منذ الجمعة الماضية. وفر نحو عشرة آلاف شخص إلى قاعدة تابعة للأمم المتحدة حيث تردد أن المزيد مازالوا يتوافدون. وعالجت منظمة أطباء بلا حدود 334 شخصا من إصابات بطلقات نارية وجروح ناتجة عن الاغتصاب والإصابة بالأمراض.
وقال المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي، أول من أمس الثلاثاء، إن القتال في واو شهد قتالا بين الجيش وجماعة متمردة جديدة برئاسة السياسي المسلم المخضرم علي تميم فارتاك. ولم يعلق السياسي على مزاعم المتحدث.
ومن غير المعتاد وجود الميليشيات الإسلامية في جنوب السودان المسيحي على نحو كبير حيث الجماعات المسلحة عادة ما تقوم على أساس عرقي أو إقليمي

 

القدس العربي