محمد عبد الماجد

أبقوا عشرة على (الصومال)


(1) > النفخة (الكضابة) جعلتنا نحسب أن (الولايات المتحدة الأمريكية) خصم، وننصبها (نداً) لنا. > والمسافة بين السودان ، وأمريكا لا تحسب بالكيلومترات وإنما بالسنوات الضوئية اذا أردنا مقارنة (علمية) بعيدة عن الشد السياسي وكيده. > القياس هنا لا يتم عن طريق (فدان بصل). > دخلنا في حرب لا ناقة لنا فيها ، ولا حتى (ديك) مع (الولايات المتحدة الأمريكية) ندفع ثمنها الآن – دون ان تشعر أمريكا بصراخنا ، ومسيراتنا التي لا تتجاوز حدود القرية (صاد) تهدد أمريكا، وتمنحها الفرصة الأخيرة للتراجع عن سياستها في افغانستان. > لا أمريكا .. ولا افغانستان يشعران بنا. (ما في زول جايب لينا خبر). > صدقنا أنفسنا – اعتقدنا أننا يمكن ان نلحق بأمريكا هزيمة ساحقة بمجرد شعار يرفع في الساحة الخضراء. > أمريكا لن نلحق بها بـ (أغاني وأغاني). > تخيلنا انه يمكننا ان نحقق انتصارًا عظيماً – بتعليق سياسي يذاع عقب نشرة الأخبار – نكيل فيه الاتهمات لروسيا ، وأمريكا ، وإنجلترا ، وفرنسا. > ولا نرحم حتى الدول المجاورة. (2) > دول الخليج التي كنا نتقدمها في الفكر ، والثقافة ، والعلم ، والمال أصبحت تتقدمنا في كل الأشياء. > في كرة القدم التي بدأت عندهم قبل عقدين …تجاوزونا ونحن ما زلنا نتحدث عن أننا مؤسسون للاتحاد الإفريقي (الكاف) ، وأننا فزنا بكأس الأمم 70. > خططنا تلك الدول ، ووضعنا لوائح خدمتها المدنية ، ونظمنا حتى حركة المرور في شوارعها (شمال شمال ..يمين يمين) – ثم أصبحنا الآن ننتظر (قروضها). (3) > لو كنت أملك قراراً لوجهت الاعتناء بصورة خاصة بالصومال وصمولتها على وجه التحديد. > الصومال هي الدولة الوحيدة التي نتأخرعليها في كل أبحاث وتقارير المنظمات الدولية في الفساد والفقر والجهل والكسل. > الصومال هي الدولة الوحيدة في العالم التي تفصلنا عن المركز الأخير في تقارير الشفافية ، والتقدم ، والتطور. > لولا الصومال لتصدرنا كل قوائم السوء التي تخرجها المنظمات من فترة لأخرى ، وتضع السودان في صدر القائمة. > لا يمنعنا من مقدمة السوء غير (الصومال). > لذلك اسقطوا الولايات المتحدة الأمريكية من حساباتكم وركزوا في الصومال – لأن المنافسة والمناظرة بين السودان وأمريكا غير عادلة. > وفي الغالب نحن ندفع ثمن ذلك بالمزيد من التدهور ، والتراجع. > انظروا الى (الصومال) أولاً – واعملوا للابتعاد عنها بالدرجات ، والمقاسات في كل القوائم التي تصدر من جهات مختصة. > لا نريد ان يأتي اسم السودان بعد الصومال في اي قائمة – ونحن الذين نكابر إعلاميًا ، وننازل الولايات المتحدة الأمريكية. > غير مقبول ان نناظر أمريكا اعلامياً بينما تقارير المنظمات الدولية تضعنا مع الصومال في قائمة واحدة. (4) > في الطرفة السودانية ان رجلاً أوصى ابنه بـ (الطيش)لأن ابنه كان يأتي (تاني الطيش) في امتحانات العام الدراسي. > قال الاب لابنه : (ابقى عشرة على هذا الطيش لأنه لو غاب ، او ترك الدراسة لي اي سبب من الأسباب سوف تحجز موقعه في نتائج الامتحانات). > ونحن نخشى ان نفقد (الصومال) فنحجز موقعها بكل جدارة في التقارير التي تأتي على شاكلة أعلى معدل انتحار. (5) > بعد عشر سنوات سوف تتقدم الصومال وتخرج من (صوملتها) تلك ، بينما قد يتصومل السودان. > أخشى ما أخشى ..أن نتفوق على الصومال نفسها في (الصوملة). > لذلك يبقى الحذر.