الطيب مصطفى

عندما تعترف جوانا فرانسيس!


لم ننخدع والله في يوم من الأيام بقشور الحضارة الغربية المادية التي انسلخت عن منهاج ربها وفقدت بوصلة الفطرة السليمة التي خلق الله عليها الإنسان حتى غدت أقرب إلى سلوك الحيوان حيث أباحت زواج المثليين وتعرت كما البهائم بل أسوأ منها فالأغنام لا تتتباهى وتتفاخر بالعري كما تفعل الحضارة الغربية المتبرجة.

إنه الخروج على منهج الله تعالى وفقدان البوصلة التي طاشت حتى فقد المجتمع حصنه الحصين المتمثل في الأسرة وانتهت العلاقات الزوجية والرباط الشرعي الذي يُنشئ العلاقة بين الزوجين.

للأسف الشديد فقد بلغ الانهيار درجة أن يتنكر الغرب حتى لقيمه التي ظل يتشدَّق بها بما في ذلك الديمقراطية والتعددية الثقافية وانطمست بصيرته حتى أخذ يفرض على الشعوب خيارات حضارته المادية اللاهية الساهية عن منهج الله تعالى مستخدماً هيمنته على المنظمة الدولية ليعاقب بسيف العقوبات من يرفض التوقيع على قيمه ونمط حياته المتمرد على منهج الله ورسوله وعلى الفطرة الإنسانية السليمة وما محاولات الغرب فرض حرية العلاقات الجنسية بل وزواج المثليين على الشعوب إلا مثالاً صارخاً للتردي الذي بلغته البشرية في ظل سيادة الغرب على العالم.

من بين ركام هذه الحياة الحيوانية الشاردة عن منهج الله خرجت الكاتبة الأمريكية جوانا فرانسيس لتصرخ وتحذِّر المرأة المسلمة من الانسياق وراء ذلك الطريق المدمر ولتناصحها بأن تحافظ على نمط حياتها المتماشي مع الفطرة السليمة ومع دين ربها الكبير المتعال.

أرجو قرائي الكرام أن أترككم مع ما خطه يراع تلك المرأة الصادقة فقد كتبت مقالاً بعنوان: (رسالة من امرأة مسيحية للمرأة المسلمة) والذي اختار المترجم منه شذرات قليلة ولم يترجم المقال كاملاً للأسف الشديد.

سوف يحاولون إغراءكن بالأشرطة والموسيقى التي تدغدغ مشاعركن وأجسادكن، مع تصويرنا نحن الأمريكيين كذباً بأننا سعداء وراضون ونفتخر بلباسنا مثل لباس العاهرات وبأننا قانعون بدون أن يكون لنا عائلات .

في الواقع معظم النساء لسن سعيدات، صدقوني. فالملايين منا يتناولن أدوية ضد الاكتئاب، ونكره أعمالنا ونبكي ليلاً من الرجال الذين قالوا لنا بأنهم يحبوننا، ثم استغلونا بأنانية وتركونا .

إنهم يريدون تدمير عائلاتكم ويحاولون إقناعكن بإنجاب عدد قليل من الأطفال.. إنهم يفعلون ذلك بتصوير الزواج على أنه شكل من أشكال العبودية، وبأن قيمة الأمومة لعنة، وبأن الاحتشام والطهارة قيم قديمة عفا عليهما الزمن وأنها مجرد أفكار بالية وبالنسبة للنساء الأوروبيات فقد تعرضن لعملية غسيل دماغ كي يعتقدن أن النساء المسلمات مضطهدات. في الواقع نحن اللواتي يخضعن للاضطهاد، نحن عبيد الأزياء التي تحط من قدرنا، ويسيطر علينا هوس وزن أجسامنا، ونتوسل للرجال طلباً للحب والرجال لا يريدون أن يكبروا.. ونحن ندرك في أعماقنا أننا خُدعنا، ولذلك نحن معجبون بكن وأنتم مثار حسدنا. رغم أن البعض منا لا يقرون ذلك.. رجاء لا تنظرن باحتقار لنا.. أو تفكرن بأننا نحب الأشياء كما هي عليه.. فالخطأ أننا عندما كنا صغاراً لم يكن لنا آباء للقيام بحمايتنا لأن العائلات قد جرى تدميرها.. وأنتن تدركن من هو وراء هذه المؤامرة..

أخواتي لا تنخدعن، لا تسمحن لهم بخداعكن، ولتظل النساء عفيفات وطاهرات.. نحن المسيحيات يتعين علينا رؤية الحياة كما ينبغي أن تكون.. نحن بحاجة إليكن لتضربن مثلاً لنا نظراً لأننا ضللنا الطريق.. تمسكن بطهارتكن، ولتتذكرن أنه ليس بالوسع إعادة معجون الأسنان داخل الأنبوب.. لذلك، لتحرص النساء على هذا المعجون بكل عناية!.