تحقيقات وتقارير

إرتفاع حالات الطلاق… للظاهرة أكثر من سبب!


*مخدرات وواتساب:
الشايب يرى أن إنتشار المخدرات في المجتمع بسبب التفكك الأسري والحروب والنزاعات الدائرة في البلاد واحد من أسباب تزايد حالات الطلاق، بجانب الظروف المادية، وقال هناك مؤثرات أخرى تمثل سبباً للخلافات بصورة أو بأخرى منها مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة الواتساب التي شغلت الزوجين عن بعضهما، مما أدى إلى نشوب الخلافات والإهمال للحقوق، بجانب بعض القنوات الفضائية التي تبث بعض المفاهيم والثقافات التي لا تشبه المجتمع السوداني، ومضى بالقول إن عدم تكافؤ الطرفين سواءً على الصعيد المادي أو الفكري أو حتى الإجتماعي.

*أسباب خفية ونادرة:
محامي الأحوال الشخصية سمير شيخ إدريس اتفق مع الشايب في الأسباب آنفة الذكر وقال لـ(آخر لحظة) إن 90% من دعاوى الطلاق في المحاكم تكون أما بسبب عدم إنقاق الزوج على أسرته، أو بسبب غيابه من الأسرة لفترات طويلة، خاصة بعد اندلاع الحروب واضطرار البعض للنزوح، وأضاف أن حديثي الزواج هم الفئة الأكثر ميلاً للطلاق وحدد أعمارهم مابين منتصف العشرينيات ونهاية الثلاثين، مبيناً أن هناك أسباباً خفية تسببت في زيادة المعدلات، منها ظاهر الزواج عبر الأسافير ومواقع التواصل الإجتماعي، والتي يلجأ إليها البعض، معتبرها أساليب لا تمكن الطرفين من المعرفة التامة ببعضهما، كما أن حالات فوارق السن بين الزوجين وخاصة زواج القُصر قد تؤدي إلى آثار أبعد من الطلاق منها الإنتحار والهروب.
وأضاف أن هناك حالات تكون فيها دواعي الطلاق غريبة بعض الشيء، منها كثرة مطالبة الزوج بحقوقه الزوجية أو شكوك المرأة حول سلوك زوجها.. وفند شيخ إدريس أنواع الطلاق منها المتعارف عليه، ومنها الطلاق على فدية وهو أشبه بالصفقة، حيث تدفع فيه المرأة (مقابل) حتى تفدى به نفسها، بجانب حالات نادرة من الخلع.

*آخر العلاج الكي:
وبما أن الدين الإسلامي دين حريص على الروابط الأسرية، دعا الأمين العام لرابطة علماء المسلمين بالوطن العربي الأمين الحاج كلا الزوجين إلى أن يكونا أكثر تعقلاً وحكمة، وعدم اللجوء إلى الطلاق إلا في الحالات القصوى، مستشهداً بالأثر الذي يقول (أبغض الحلال الطلاق)، وقال لـ(آخر لحظة) لابد للأزواج أن يقتدوا بنهج النبي صلى الله عليه وسلم، وإيجاد الأعذار للزوجة في حالات غضبها أو ثورتها، وأردف أن أبو الدرداء رضي الله عنه قال لزوجته مقولة وصفها بالجميلة (إذا غضبت فإصبري وإذا غضبتي سأصبر أنا)، مؤكداً أن كثيراً من حالات الطلاق تأتي بعد عدة أشهر من تاريخ الزواج، وقال إن الزواج يحتاج إلى مراعاة كلا الطرفين للحقوق والواجبات الموكلة له، وفصل الحالات التي يشرع فيها الطلاق في الإسلام هي إذا ساءت عشرة الرجل أو تقصيره في النفقة، أو سوء أخلاق أحدهما، ولكن آخر العلاج الكي، أي أن المطالبة به تكون بعد محاولات للوفاق كالدعاء، أو الإستعانة بأولياء الأمور، أي بعد استنفاذ كل السبل في الإصلاح.

تقرير :أسماء سليمان
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. الشباب يبحث عن جمال الخلقة قبل جمال الأخلاق (اظفر بذات الدين تربت يداك) بينما تبحث الشابات عن الجيوب العامرة بالمال قبل الصدور العامرة بالإيمان (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).