مقالات متنوعة

هناء ابراهيم : هُم شينين ونحن عسل


منذ السنة الأولى قبل الميلاد، والهجرة، والشبكة العنكبوتية وعمليات التجميل وإلى هذا اليوم، ولأسباب قد تبدو معلومة لدى البعض ومجهولة لدى (ناس تانيين)، ظلت الشينة منكورة وغير معترف بها في نسب القول.
من ناحيتي: أعتقد وبعض الاعتقاد (فوق رأي) أن التعميم غالباً ما يأتي فيكون ضاراً بصحة النص، لذا أرى معظم أقوالنا المعممة تعاني من سوء تغذية ثقافية وفكرية وسياسية ونفسية واجتماعية وفنية و… و… و..
فلا أفهم بأية طريقة من طرق الفهم المتاحة لديّ، لماذا يستخدم عدد هائل منا ضمير جماعة الغائبين (اللي هم الشعب) في الجمل والتعليقات ذات (الطابع الشين والطبع الكعب) وهم يقفون خارج النص المنكور بمفردهم كمشاهدين أعزاء، بينما يدخلون كحرف أساسي في عائلة (نحن) إذا ما كان الكلام يسر البال ويدعو للزغاريد!!
وذلك مثل قول بعضنا (والله السودانيين ديل عندهم حركة غياظة)، (ياخ السودانيين ديل ما عندهم مواعيد البتة).. (الشعب السوداني دا خليني منو).
طبعاً هو في تلك اللحظة بكون تركي ولاّ أسباني ما بعرف..
ثم يتحول إلى سوداني مأصل حين يقول (حّرم نحن السودانيين ديل علمنا البحر الكرم)، و(نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا)، و(الفينا مشهودة وعارفانا المكارم نحن بنخوضا)، و(نحن الطفينا النور وشطفنا القرود ومشينا السفن في الصحراء وقرمنا تفاحة الأيفون).. و.. و… و…
نحن عاد السوينا هين؟!
المؤسف أن تجد مجريات الكلام تسير بهذه الصيغة حتى في بعض وسائل الإعلام.. مذيع سوداني يتكلم مع مستمع سوداني ليناقشوا قضايا تهم المجتمع السوداني، فيتكلمون عن السودانيين حتى تحسب أن المذيع هولندي والمستمع تونسي من أم فرنسية.
وغايتو الناس تحتسب.
فإن كنت منا في السمح، خليك معانا في الشين، لتزيل بسماحتك سيئاتنا.
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: أنتمي إليك كيفما كنت.
ودايرة أقول ليك كلمة واقفة لي هنا دا: بعض الهزائم توقظنا من النوم لنحقق النصر.
و…..
هاك قول عني
لدواعٍ في بالي


تعليق واحد