تحقيقات وتقارير

لماذا فشلت الحكومة في قضية (اليوناميد)


عندما ولج وفد يمثل الاتحاد الوطني للشباب السوداني ساحة منزل الفريق “محمد عطا المولى عباس” المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات.. بدأ السؤال هل نحن أمام صاحب الدار بصفته الرسمية في الدولة وهي منصب مدير جهاز الأمن والمخابرات؟؟ أم بصفته السياسية حيث يمثل الجيل الثاني من الحركة الإسلامية.. ومن الفاعلين في مفاصلها الإدارية.. والناشطين في ملف السلام بجنوب السودان قبل الانقسام والتفاوض وقضايا المنطقتين.. وقد كان “محمد عطا المولى” دبلوماسياً في السفارة السودانية بنيروبي ومسؤولاً عن ملف الحركة الشعبية أيام حرب الجنوب قبل أن يأتي من بعده “الدرديري محمد أحمد” ثم ما لبث أن أضحى الساعد الأيمن الذي يتكئ عليه د.”مطرف صديق النميري” في مستشارية رئيس الجمهورية الخاصة بالسلام، وغادر المبنى الواقع شرق القصر الرئاسي مع وصول د.”غازي صلاح الدين” إلى هناك وجاء من بعده اللواء “علي حامد” والي البحر الأحمر الحالي.. و”محمد عطا ” من جهة له خبرات في الإعلام والصحافة، وقد أسند إليه د.”الترابي” يوماً الإشراف على صحيفة صوت الجماهير الطلابية.. بين هذه الخلفية التي يتمازج فيها ما هو سياسي وتنظيمي وأمني وعسكري، فإن الحديث إلى الفريق “محمد عطا المولى” للشباب الذين كانوا ينتظرون الإجابات عن أسئلة عديدة تتمدد في الساحة من مستقبل الحوار الوطني وتحديات الحرب في المنطقتين ودارفور.. والمواجهة المفتوحة منذ (27) سنة بين الحكومة والمجتمع الدولي وحالة المد والجذر على صعيد العلاقات العربية.. ولكن بدأ آثار حديث “علي عثمان محمد طه” للشباب في الأسبوع الثاني من رمضان يلقي بظلاله على الشباب الذين يمثلون قطاعات عريضة وفئات تجمع شعث مكونات السودان شماله وغربه وجنوبه ووسطه.. وبدأت عضو البرلمان “ماريا” القبطية بخصلات شعرها اللائي تداعبهن نسائم النيل الأزرق.. كشامة في الوجه.. وأختار الفريق “محمد عطا” حينما أمسك بالميكروفون ليتحدث أن يضفي على المناخ شيئاً من الدعابة رغم صرامة الوجه الذي أمام الشباب ونصف الابتسامة التي يطلقها من حين لآخر حتى من قفشات فرقة الهيلاهوب التي لا تزال تنثر الفرح في الديار والقرى والمدن.. قال “محمد عطا” ضاحكاً (يا جماعة أنتم ما بتوبو من الكلام البجيب الكلام..) وفجأة بدأ الشباب قريبين جداً من الفريق “عطا” الذي اختار الحديث عن قضية عميقة جداً.. وشائكة لحد بعيد.. وكثيراً ما سكت عنها (المنظرون).. قال الفريق “عطا” بعين شاخصة تنظر لتحديات قد لا يراها الكثيرون إن الشباب هم الذين شكلوا حضوراً في مسارح الفعل السياسي والعسكري منذ (30) يونيو وحتى اليوم.. وقد عمدت الدولة إلى تعبئة الشباب من أجل القتال ودحر التمرد الذي كان يتربص بنا ويشكل تحدياً لوجود الدولة وتصدى الشباب بالمدافعة والجهاد والقتال حتى تم تأمين البلاد والقضاء على التمرد الآن في دارفور.. ولكن نحن نواجه الآن تحدياً كبيراً في كيف نوظف الطاقات التي تمت تعبئتها للقتال لتواكب التحول الجديد في الساحة من اعتراف بالآخر.. وإرساء قواعد حكم رشيد يقوم على تبادل السلطة والانتخابات العامة.. وأضاف الفريق “محمد عطا” تلك من التحديات التي ينتظر أن يقوم الأخ “شوقار بشار” وشباب الاتحاد الوطني بدور في ذلك.. فهل خطاب الفريق “عطا” بهذا الوضوح والشفافية يفتح أبواباً للجدل والحديث حول ضرورة أن تنزع من نفوس الشباب غلالة العنف والاستعداد لممارسة العنف مع الآخر.. والقبول والتراضي بالتنافس الحر.. بعد أن كانت شعارات القتال والجهاد تحجب الرؤية عن آخرين يشاركون الإسلاميين ذات الهموم والمشاغل.
ولماذا تبدو أجهزة الأمن في بلادنا متقدمة في رؤيتها على السياسيين؟؟ وقد كشفت سنوات ما بعد اتفاقية السلام 2005م، تقدماً كبيراً لجهاز الأمن في تطبيق بنود الاتفاقية من استيعاب للضباط والجنود من الجنوب وأسند لنائب مدير جهاز الأمن الفريق “مجاك” حينذاك مهاماً كبيرة في تصاريف شؤون جهاز الأمن اليومية، ولكن تقاعس السياسيون عن تطبيق بنود اتفاقية السلام.. بل ذبحوا نصوص الاتفاقية في رابعة النهار وهم لا يدرون أنهم بذلك يذبحون وحدة البلاد ويكتبون السطر الأول في تشظيها وانقسامها.
شباب الاتحاد الوطني أغلبهم من الناشطين في مفاصل أحزابهم منهم حزب أمة واتحاديين ديمقراطيين وربما هناك اتحاديون (سادة) لكن من سوءات وسلبيات الشباب الآن إن روح الوظيفة تطغى على تصرفاتهم وهم يجلسون بالقرب من الفريق “محمد عطا المولى عباس” المدير العام لجهاز الأمن يحفهم الصمت والأدب الشديد وينظرون للفريق “عطا” الذي يجلس أمامهم نظرة القائد أمام جنوده، والشيخ في نظر حيرانه.. والأستاذ بين تلاميذه.. لكن الدكتور “بشار شوقار” تغلب عليه روح المعلم والأستاذ الجامعي من الناشط السياسي، ويقول الأستاذ “بكري المدني” وهو من الشباب الذين يقرأون ويفكرون إن من أسباب نجاح “شوقار” قدرته على الحوار والحديث بصراحة مع القيادات العليا في الدولة والحزب وهو بذلك أقرب للناشط السياسي والمثقف صاحب الرؤى من الكادر (التنظيمي) الذي يعتبر جروح الأسئلة شيئاً من مفارقة الأدب التنظيمي وتنطعاً غير مطلوب منه.. وحفزت أسئلة الدكتور “شوقار” الفريق “عطا المولى” ليتحدث عن الأوضاع العسكرية الراهنة في الميدان.. ويقول إن التمرد كتحدٍ عسكري في وجه الحكومة بدارفور قد انتهى تماماً، ولا وجود الآن لتمرد في كل أراض دارفور، لكنه أقر بحقائق الواقع الأمني حيث التفلتات التي تحدث من حين لآخر في المدن، إلا إنه وعد بالقضاء على تلك التفلتات في القريب.. وعن الحرب في المنطقتين حيث ينشط قطاع الشمال ، يقول “عطا” إن الوضع الآن أفضل من قبل والتمرد تم (خنقه) في حدود ضيقة ،وتم ضرب مواقعه في الصيف الحالي وإضعافه حتى أصبح لا يشكل أي تهديد للدولة.. ومضى في قراءة ما وراء الحرب ليقول إن الدول التي كانت تدعم التمرد في السنوات السابقة أصبحت من أصدقاء السودان، ولفت النظر لأثيوبيا واريتريا وتشاد وليبيا ومصر.. ويوغندا وإن الجنوب مشغول بقضاياه الداخلية وصراعاته والحرب التي نشبت فيه، وبالتالي هذه المعطيات تقول إن التمرد لا مستقبل له في السودان.. وعليه سيعودون ويوقعون على اتفاقية السلام.
وعن الحصار الاقتصادي الذي كان محور حديث قيادات اتحاد الشباب، قال إن هناك انفتاحات كبيرة وبشريات سوف تكشف الأيام القادمات عنها، وسرعان ما أذن آذان صلاة العشاء.. وأخذنا في الانصراف بعد إفطار رمضاني دافئ.. في منزل الفريق “محمد عطا” لا تشعر بوجود فواصل بين ربة البيت ورب البيت، ولا الشاب البراء الذي يشكو من عطلة قسرية فرضتها أحداث جامعة الخرطوم ، حيث يدرس الهندسة.. ولأن الدكتورة “مها الشيخ” الناشطة في مفاصل الحركة الإسلامية والمؤتمر بعرق جبينها وكسبها وخدمة ضراعها، قريبة من الشباب وقد احتفت بالصحافيين “أسامة عبد الماجد” و”عزمي عبد الرازق” و”بكري المدني” الذي جلس بالقرب من الفريق “عطا المولى” ، وأثارت صورته جدلاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي لأن وسطية “بكري المدني”، وعلاقاته الممتدة تجعل كل من القوى الفكرية والسياسية ، تنظر لـ”بكري المدني” بأنه قريب منها.. أو هكذا خيل إليها.. حرص الجنرال على وداع اتحاد الشباب الوطني ،واحدا بعد الآخر في البوابة الخارجية للمنزل الذي تدخله دون إحساس بأنك في منزل واحد من أهم قيادات الدولة.
عام آخر لليوناميد
أخيراً اعتمد مجلس الأمن قراره بالتمديد لقوات حفظ السلام في دارفور (اليوناميد) لمدة عام آخر ، دون إدخال تعديلات في مهام تلك القوات أو زيادة عددها.. وتجاهل مجلس الأمن بالإجماع، مطالب الحكومة السودانية في الشروع في تنفيذ إستراتيجية خروج القوات ذات القبعات الخضراء من إقليم دارفور، وشن السفير “عمر دهب” مندوب السودان لدى مجلس الأمن هجوماً على القرار ، ووصفه بالمتناقض، وأكد السفير “دهب” تحسن الأوضاع الإنسانية بعد انتهاء العمليات العسكرية في جبل مرة بعودة (80) ألف نازح ، حسب تقرير مفوضية العون الإنساني في مايو الماضي فضلاً عن عودة (24) ألف نازح بعد أحداث جبل مرة، وقال السفير “عمر دهب” لا نرى مبرراً للفقرة (27) التي تحاول اختزال مهمة الفريق، في رفع توصيات قد يعمل بها أو يتم إهمالها.. وقال إن هذا الأمر ترفضه الحكومة السودانية ،وهدد بأن الحكومة سيكون لها موقف من مثل هذا التعامل، وأكد عزم الحكومة استمرار عمل الفريق المشترك لوضع وتنفيذ إستراتيجية الخروج ،بالصورة التي تم الاتفاق عليها.. وطالب بأن تأخذ إدارة عمليات حفظ السلام والأمن الممتدة ، طلب الخرطوم بشأن إستراتيجية الخروج بالجدية والاحترام واللائقين ، بلا مراوغة أو تسويف، وقد أورد التقرير الذي أثار غضب الحكومة أن الأوضاع في دارفور لم يطرأ عليها أي جديد، في ظل عدم التوصل لاتفاق مع الحركات المسلحة على تسوية سياسية، فضلاً عن استمرار القتال القبلي ، والعمليات العسكرية بين القوات الحكومية وقوات “عبد الواحد محمد نور” في جبل مرة، وإزاء هذا التطور فإن الحكومة أصبحت أمام خيارات محدودة ، إما أن تفتح قنوات اتصالات مباشرة وتسوية في العلاقات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وخاصة (كبيرتها) الولايات المتحدة وفرنسا.. وتحمل تبعات ذلك سياسياً ، لأن الشروط الأمريكية لتحسين العلاقات تبدو صعبة عسيرة جداً.. وإما أن تتجه لتسوية الخلافات مع الحركات المسلحة في دارفور ، ممثلة في حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، وأمام الحكومة الآن فرصة تاريخية وسانحة قد لا تتكرر ، ولا ينبغي إهدارها في التسوية مع هؤلاء المعارضين الذين يعيشون أوضاعاً صعبة ، وضعفت حركة العدل وحركة “مناوي” وأصبحتا غير قادرتين على تنفيذ أي عمليات عسكرية في دارفور.. تستطيع الحكومة أن توقع اتفاقيات مع هؤلاء بسقوفات منخفضة ، وبعد ذلك يصبح وجود قوات اليوناميد لا أثر له في دارفور.. وهناك من يعتقد أن الحكومة تستطيع أن ترغم قوات اليوناميد على الخروج قهراً وقسراً وبالقوة الجبرية، ولكن ذلك محفوف بالمخاطر على السودان، باعتبار أن الولايات المتحدة يمكنها أن تفرض أو تحاول فرض الوجود العسكري في دارفور.. وبالتالي (يقع) السودان في المحظور.
ورغم الجهود التي بذلها وزير الخارجية د.”إبراهيم غندور” في الفترة الماضية، وتحسن العلاقات مع دول عربية كبيرة مثل السعودية والإمارات والكويت، إلا أن الثابت قدرة العرب على تقديم الدعم المالي وهبات البترول، ولكنهم غير قادرين أو راغبين في إسناد السودان في القضايا التي ترتبط بالمواجهة المباشرة مع الدول الغربية.. وحتى الدول الأفريقية ، التي أبدت حماساً كبيراً للانسحاب من المحكمة الجنائية.. ولجنة وزراء خارجية الدول الأربع، التي كان متفقاً أن تخاطب مجلس الأمن في قضية المحكمة الجنائية لم تفعل ذلك.. ووقف الأفارقة جميعاً مع خيار تمديد قوات اليوناميد لعام آخر.. فلماذا أصبح السودان مكشوف الظهر، لا عرباً يدعمون موقفه وينافحون عنه ولا أفارقة يقدرون مواقفه الداعمة لهم؟؟
لقد أصبحت قوات اليوناميد (خازوقاً) يصعب خروجه من البلاد، وهو عين ما حذر منه سودانيون، رفضوا حينما طرحت مسألة دخول قوات دولية لإقليم دارفور.. ولكن الحكومة لم تصغ لهؤلاء واعتبرتهم معارضين مغرضين يخططون لإفساد علاقاتها بالأفارقة ، ومجلس الأمن الذي بات يجدد لقوات اليوناميد دون الالتفات لما يقوله السودان!!
النخب الجنوبية والفشل المذري
في كل يوم تثبت النخبة الجنوبية الحاكمة عجزها وفشلها في إدارة الدولة المستقلة ، بعد أن نجحت هذه النخب في تقسيم السودان القديم إلى دولتين وحملت الجنوبيين على جناح الأحلام الوردية ، بأن عهداً قد انقشع بكل سوءاته ، وفجراً قد أطل ليثبت الجنوبيون أنهم شعب جدير بإدارة دولة هي الأحدث في منظومة دول العالم المنضوية ، تحت سقف الأمم المتحدة.. وتبين عجز النخبة الجنوبية منذ إعلان الاستقلال، وتكوين الدولة الوليدة التي ولدت وفي يدها أدوات النهب والسلب والفساد.. والمحسوبية لينفض سامر الحركة الشعبية ، التنظيم الذي قاد الجنوبيين للانفصال ، وسوّق لهم الأحلام وضربت الخلافات جسد الحركة عميقاً.. وتحوصلت الانقسامات ليست على مرجعيات فكرية وثقافية كما كان يعتقد المراقبون.. ويصبح الصراع بين أهل مشروع السودان الجديد.. ومشروع الذاتية الجنوبية ، أي الرادكاليين الذين تجمعوا حول الرئيس “سلفا كير” خلال الفترة الانتقالية ، ليطردوا من حوله من عرفوا بأولاد قرنق”.. ولكن انحرفت مسارات الانقسامات إلى التكوينات القبلية بين (النيليين) من سكان دولة الجنوب ، أي النوير والدينكا.. وجلس (الحاميون) من قبائل الفرتيت والزاندي واللاتوكا والأشولي والباريا في رصيف الانتظار والمراقبة أو الاستنصار بهذا ضد ذاك.. ترقباً لمصالح ترجى أو فوائد وظيفية آتية.. وانزلقت الدولة الجنوبية لأتون حربٍ حصدت آلاف الأرواح في مجازر لم يشهدها جنوب السودان منذ أحداث توريت 1955م، حينما قُتل المعلمون والمعلمات الشماليون على أيدي الثوار كما يزعمون.. وتمددت الحرب بين قادة الحركة الشعبية سابقاً “سلفا كير ميارديت” الذي التف حول أهله وعشيرته من الدينكا.. ونائبه السابق د.”رياك مشار” الذي وجد أيضاً سنداً وعضداً من عشيرته النوير.. وما بين القبيلتين مرارات تاريخية وأحقاد قديمة وصراعات ومجازر، بدأت يوم أن دخلت قوات حركة استقلال جنوب السودان برئاسة د.”رياك مشار” عام 1992م، إلى بلدة بور ، عاصمة إقليم جونقلي، وبور هي المدينة التي يعتقد الدينكا أنها مقدسة لديهم، ولكن “رياك مشار” فض عذريتها.. واستباحتها قوات النوير في رابعة النهار.. والدينكا عنها غافلون بقتال الحكومة في مريدي ويامبيو.. وبفضل دخول قوات “مشار” مدينة بور استطاعت القوات الحكومية في عمليات صيف العبور استعادتها بكل يسر ودون قتال ، وتم تنصيب الشيخ “بيش كور” من دينكا بور حاكماً على جونقلي.. وبعد أن نال الجنوب استقلاله عادت الحرب بين الدينكا والنوير ، واستعرت وتمددت.. ونجحت الضغوط الدولية على حمل “سلفا كير” و”مشار” على التصالح والعودة إلى حديث نقطة البداية، الأول رئيساً والثاني نائباً أول للرئيس.. ولكن المفاجأة كانت في تمرد (الفراتيت) في إقليم بحر الغزال الأسبوع الماضي، ونشوب حرب المدن في واو بين القوات الحكومية والمتمردين المطالبين بنصيب أكبر في الحكومة الجنوبية، بعد أن أصبحت السلطة هناك محاصصة ومناصفة بين الذين يحملون السلاح ويمارسون القتل للمواطنين الجنوبيين والبؤساء الذين لم يسعدوا بوطن آمن ومستقر منذ عام 1956م، وحتى اليوم.. ما أن تضع الحرب أوزارها اليوم إلا وتشتعل غداً لتحصد الأرواح وتهلك الحرث والنسل.. كل ذلك بمثابة شهادة فشل للنخب الجنوبية من مختلف التوجهات والمشارب

المجهر السياسي


تعليق واحد