مقالات متنوعة

نجل الدين ادم : عتبات النجاح تبدأ من هنا


أحيانا كثيرة نجتاز عتبات التفوق المحلي في مجالات شتى إلى مصاف العالمية، لكن تتكسر عتبات هذه العبور عندما يغيب الإعلام عن تسليط الأضواء، هذا ما تأكد لي وأنا أتابع ما حققته الأكاديمية القومية للعلوم الجمركية والتكنولوجيا التي تنضوي تحت سقف وزارة التعليم العالي وهي تجد الاعتراف الدولي وإجازة منهجها وتنال شرف الانضمام إلى الشبكة العالمية للجامعات الجمركية بأستراليا.
وللأمانة لم أعلم بأن هناك مولوداً شرعياً لهيئة الجمارك غير هذه الأكاديمية التي يتم القبول لها عن طريق التقديم عبر وزارة التعليم العالي للذين يجتازون الشهادة السودانية بنجاح، لا أكون قد بالغت إذا قلت إن الطلاب مظلومون من جراء عدم إلمامهم ومعرفتهم الكافية بأن هناك كلية بهذا المقام تفتح أبوابها لهم ليصبحوا قادة جمارك محصنين بالعلوم حيث يجد الكثير منهم فرصاً للعمل في مؤسسة الجمارك ضباطاً ناجحين.
استمعت الأسبوع الماضي ومن خلال حفل الإفطار الذي أقيم على شرف عدد من قادة العمل الصحفي والكتاب إلى معلومات في غاية الأهمية عن هذه الكلية الوليدة التي تعتبر الأولى في أفريقيا بل تتقدم عدداً من الدول العربية، وكيف أنها تعمل على حراسة الاقتصاد الوطني من خلال ما يقدمه الكادر الذي تخرجه من عمل متطور يتماشى مع التطور الحادث في مجال العمل الجمركي والذي بات خطرا في ظل تنامي الجرائم المستجدة لتسريب ما هو محظور أو غيره، استمعنا لشرح تفصيلي من هيئة الكلية التي تقع مبانيها بالعمارات عن ما تقدمه الأكاديمية من علوم إنسانية متخصصة مهمة وما تقدمه من تأهيل لقادة العمل الجمركي من الضباط، أسئلة جريئة من شاكلة لماذا لم تكن الأكاديمية جزءاً من جامعة الرباط الوطني والمعروف عنها تبعيتها للشرطة؟ فكانت الإجابة صريحة بأنه بالفعل دار جدل كثيف داخل أروقة الشرطة لماذا لا تضمن هذه الكلية، ولكن كانت الإجابة الشافية أن منهج هذه الأكاديمية منهج غير عادي حيث يتم إجازته من (الكوميسا) بما يتماشى مع تطور العلم وليس من التعليم العالي كما سائر الجامعات، أي أن خصوصية ما تقدمه الأكاديمية يجعل من تضمينها في أي من الجامعات ظلما لها.
الآن طلاب هذه الأكاديمية وحسب ما نقل إلينا تجاوزوا السنة الثانية في المشوار الأكاديمي وعامان فقط يفصلاهم عن التخرج ليصبحوا أول نواة تطور في الحقل الجمركي يقدمون خدمة فريدة إذا قُدر إلى أغلبهم أن يلتحقوا بهيئة الجمارك أعضاءاً فاعلين، مطلوب من إدارة الأكاديمية المزيد من الانفتاح والتسويق لهذه الكلية الفتية، شكرا الدكتور “أحمد النور” عميد الكلية على هذه الفرصة الجيدة وأنتم تحلقون بنا في سماوات واحدة من مؤسسات بلادي الإستراتيجية شكرًا سعادة اللواء “بشير الطاهر” نائب عميد الأكاديمية وأنت تطوف بنا في مشوار نجاح كبير، شكراً سعادة العميد “على جدو” وكيل الكلية الممسك بمفاتيح النجاح منذ أن كانت فكرة، شكرًا للجندر سعادة العقيد “هالة البكري” وبقية عقد النجاح ومزيد من التوفيق مع تمنياتنا أن تصبح جامعة – جامعة والله المستعان.