الطيب مصطفى

التديّن المنقوص


لفت نظري مقال رائع متداول في الواتساب عما سماه كاتبه بالاستحمار الديني وأبرز المقال بعض النماذج للفهم المغلوط للتدين خاصة الخطأ في ترتيب الأولويات الذي اعتبره الشيخ العلامة محمد الغزالي من جملة (الشرور) التي تفتك بالأمة المسلمة من أقصاها إلى أدناها.
لا أشك البتة أن تخلف الأمة في ميادين العلم والمعرفة وفي امتلاك القوة المادية سواء في صناعة السلاح أو في مختلف ضروب الصناعة ناشئ عن قصور مريع في ترتيب الأولويات وفي فهم معنى التدين.. بل أن التبعية للغرب وإيداع أموالنا الترليونية في خزائنه ليكيد لنا بها ويصرفها في إيذائنا ناشئ عن ضعف مريع في فقه وتدين قياداتنا السياسية وفي انخداعنا لأعدائنا الذين مرغوا أنوفنا في التراب وأذاقونا من صنوف الإذلال ألواناً.
أكثر ما يؤلم بحق أنك تجد بعض النخب حتى من القيادات والنخب بل من العلماء ناهيك عن عامة أفراد المجتمع يحرصون على الحج كل عام وذات الشيء ينطبق على العمرة بالرغم من علمهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا مرة واحدة هي حجة الفريضة أو قل حجة الوداع على أن الأهم من ذلك أن كثيراً من هؤلاء يعلمون علم اليقين أن حج وعمرة التطوع أفضل منها وأكثر أجراً إنفاق ما يصرف عليها من أموال لسد جوعة الفقراء والمساكين من أهليهم وجيرانهم بل وبني وطنهم.
إنه التدين المنقوص ورب الكعبة.
الأكثر إيلاما أن عالمنا الإسلامي يمور بالجوع والمسغبة والكوارث والحروب التي طحنت الأطفال والنساء والشيوخ وشردتهم في منافي وأطراف الدنيا وهل أكثر إيلاما من حالة الشعب السوري المشرد في أوروبا والعالم بينما نحن مشغولون بتوافه الأمور وسفسافها؟!
بالله عليكم هل رأيتم الانحطاط الذي تتردى فيه بعض القنوات المدعومة من بعض الأثرياء بل والحكومات العربية مثل (الأم بي سي) والمشغولة (بتغريب) المجتمعات العربية وطمس هويتها الحضارية وتحويل الشعوب العربية إلى مسخ مشوه من التابعين والتافهين في وقت تتلقى فيه بعض الشعوب العربية اللطمات والضربات الموجعة وتئن تحت وطأة التشرد والقتل بلا رحمة من حكامها الطواغيت؟
لست محبطاً من هؤلاء الذين ينفقون أموالهم في قنوات العهر العربية ليصدوا عن سبيل الله فهؤلاء لا يرجى منهم خير، ولكن أعجب ممن يحجون ويعتمرون كل عام بينما الفقر يسحق كثيراً من بني جلدتهم في تغافل تام عن حديث الرسول الكريم (من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن حج واعتمر ).
فعلها من هم أعلم منهم وأكثر تديناً وورعاً فها هو عبدالله بن المبارك يلغي حجة حزم لها حقائبه واستعد وخرج فإذا به يحول الوجهة لينفق ما أعد من مال على أسرة تعاني من الفقر المدقع.
ليت هؤلاء الذين يحرصون على الحج أو العمرة كل عام يتذكرون الأحاديث الكثيرة الواردة في تفريج الكروب عن فقراء المسلمين ومعسريهم وليتهم تذكروا حديث الرسول الكريم وهو يقول (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وأشار بالسبابة والوسطى.
الحرب الشعواء التي شنها بعض الحكام والصرف الملياري الذي صرفوه لإجهاض ثورات الربيع العربي خوفاً من أن تهز عروشهم المدعومة من الغرب الصليبي الذي يريد لأمتنا أن تظل خانعة منكسرة ذليلة تحت ظل حكم الطواغيت والجبابرة حتى يدوم للغرب التحكم في ثرواتنا ومواردنا ..كل ذلك إلى نهاية بحول الله وقوته طال الزمن أم قصر فهذه الأمة لن تموت لأنها تحت رعاية الله تعالى فإن نكص جيل عن مدافعة الباطل فستأتي أجيال تعيد للأمة سابق مجدها وعزها ليسود الإسلام العالم وتشرق الأرض بنور ربها .


تعليق واحد

  1. يا راجل إختشى .. كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون .. لماذا تهاجم ام بى سى وتترك الماخور المسمى ساهور .. قناة تقول انها تمدح المصطفى ويمارس فيها الإختلاط والرقص واهتزاز الكتوف والردوف .. كاتب المقال فنى اتصالات لولا الإنقاذ وقرابته بالرئيس لما عرفه أحد .. ينتقد العرب الذين حولوا التريليونات الى الغرب وينسى جماعته الذين حولوا المليارات المنهوبة الى ماليزيا ودبى و تركوا الشعب جائعا يقتات الفتات .. يمارسون الأنحطاط فى أعلى مراتبه وينتقدون أنحطاط الآخر !!!