تحقيقات وتقارير

لأول مرة بعد رحيل الزعيم السنوسي في”ود الترابي”.. عرفان للشيخ أم تعبير عن أزمة (الشعبي)؟


درج الأمين العام السابق للمؤتمر الشعبي الراحل د. حسن الترابي على إمامة المصلين في صلاة عيد الفطر بمسقط رأسه في قرية ود الترابي التي تقع على الضفة الغربية للنيل الأزرق بالريف الشمالي لمحلية الكاملين بولاية الجزيرة، وتبعد 86 كيلومتراً جنوب الخرطوم، ومخاطبة جموع المصلين هناك براً بأهله، إذ يتخذ من مناسبة عيد الفطر فرصة للقياهم و”بل الشوق”.. هذا في ظاهر الأشياء ولكن الثابت ايضا أن الرجل وقيادات حزبه الذين دائما ما يتقاطرون معه وقبله لـ”برش الصلاة” يتخذون من صلاة ود الترابي مناسبة لمخاطبة القضايا السياسية الملحة والماثلة للعيان فتتحول خطبة الصلاة إلى خطبة سياسية يبدع فيها الرجل الذي له من البيان سحرا، فكانت الخطبة تمضي دوما بحسب ما يعتنقه د. الترابي وحزبه ومنسوبوه من سياسات في المرحلة التي تصادف موسم العيد.. فإن كان د. الترابي ونائبه الشيخ إبراهيم السنوسي قد صبا جام غضبهما على الحكومة في العام 2013 فقد حملت الأعوام التالية مواقفا مغايرة بعد انحياز الحزب لقضية الحوار.. يبدو أن صلاة عيد الفطر على تراب قرية ود الترابي أصبحت ذات قدسية خاصة للمؤتمر الشعبي فقد أعلن الحزب أن يؤم الأمين العام الشيخ “إبراهيم السنوسي” سيؤم المصلين لأول مرة المصلين في قرية “ود الترابي” تمسكاً بنهج فقيد البلاد الشيخ “حسن الترابي”.

وفاء وعرفان
إعلان حزب المؤتمر الشعبي أداء أمينه العام إبراهيم السنوسي للصلاة في ود. الترابي عده البعض وفاءً وعرفانا للأمين العام السابق د. الترابي الذي وافاه الأجل في مارس الماضي بينما اتخذه آخرون عنوانا يقود إلى أن الشيخ السنوسي لم يستطع حتى الآن الخروج بالحزب من عباءة الترابي أو هكذا يريد أن يقول، وهؤلاء استندوا بالطبع إلى أن الشيخ السنوسي الذي ظهر في أجهزة الإعلام كثيرا بعد أن تقلده منصب صديق عمره السابق أراد أن يقول للناس ذلك سيما وإن الحزب لا يمر بمرحلة مفصلية بعد وفاة الدكتور الترابي فضلا عن التحول الكبير الذي طرأ على الحزب في أواخر أيام الدكتور الترابي وجنوحه للسلم مبديا أشواقا لوحدة الفصائل الإسلامية من جديد وطرح مشروعها السياسي موحدا من خلال نظام جديد كان قد أطلق عليه المنظومة الخالفة والتي يريد الشيخ السنوسي أن يقول إنه يهتدي بها أيضا.

أزمة الرحيل
وربما لا ينكر القيادي الشاب في المؤتمر الشعبي ورئيس تحرير صحيفة الجريدة أشرف عبد العزيز في حديثه لـ(الصيحة) وجود أزمة بالحزب خلفها رحيل د. الترابي لكنه يؤكد أن الحزب ماض في تجاوز الأزمة مبينا أن الصلاة في ود الترابي تعد واحدة من آليات الخروج من أزمة رحيل الترابي مبينا أن هناك بعض الأشياء التي كانت في حكم الثوابت التي يقوم بها د. الترابي لابد أن يبقى الحزب عليها رغبة في إبداء التماسك المطلوب سيما وإن هذه أول مناسبة عيد فطر تمر على رحيله فضلا عن أن الصلاة يمكن أن تقرأ بأنها دعوة من نائب الأمين العام للحزب د. أحمد إبراهيم الترابي الذي شغل ذات منصب السنوسي السابق.

قرار فردي
وإن كان أشرف يؤكد أن القرار الذي صدر بالصلاة على أرض قرية ود الترابي لم يكن قرار الشيخ السنوسي وإنه قرار الحزب بأكمله وقد صدر من الأمانة العامة للحزب ويرى أن السنوسي ميال لإحياء ذكرى الترابي من واقع العلاقة التي تربط بينهما والصداقة التي استمرت لأكثر من 55 عاما إلا أن القيادي بالحزب وعضو الأمانة العامة د. أبوبكر عبد الرازق في حديثه لـ(الصيحة) يرى غير ذلك مبينا أن القرار لم يصدر من الحزب وإنما هو قرار الأمين العام لافتا إلى أن المؤتمر الشعبي ليست له صلاة خاصة وسبق أن اتخذت الجبهة الإسلامية قرارا بقيادة د. الترابي نفسه في ثمانينيات القرن الماضي بأن يؤدي القيادات صلاة الأعياد في إحيائهم وأن لا تكون هناك صلاة خاصة بالحزب أو الحركة الإسلامية مؤكدا أن الترابي كان يؤدي الصلاة في قريته وفاء لأهل بلدته وكان يتبعه عدد من قيادات الحزب لسماع خطبته التي كانت دائما تمثل محاضرة قيمة تستحق المتابعة.

توقعات الخطبة
ويتوقع أشرف عبد العزيز أن تكون الخطبة جامعة للناس وهادية للمرحلة المقبل فقط أن التزمت بما كان متوقع أن يقوله د. الترابي الذي كان شجاعا في التطرق للخلافات وليس نكرانها مبينا أن هناك خلافات تضرب الآن في أعماق الحوار الوطني وآلية (7 +7) والتي فشلت في اجتماع أمس الأول عندما غاب عنه ممثلو المؤتمر الوطني لخلافات في تحديد مهمة الجمعية العمومية المقبل، موضحا أن الخطبة أن تناولت هذا الأمر ستؤدي إلى اجماع أهل الحزب ولكن أن جاءت بغير ذلك فإنها ربما تأتي بمردود عكسي. ولكن د. أبو بكر يؤكد أنها ربما لا تأتي بذلك المردود كونها مبادرة شخصية من الشيخ السنوسي ونوع من التعاطف مع رحيل الدكتور الترابي وإحساسا عميقا بفقدانه الذي لم يتم تجاوزه حتى الآن سيما وإنه العيد الأول الذي يمر على الحزب بغير أن يحضره الدكتور الترابي، نافيا في ذات الوقت أن يكون هناك تأثير للدكتور أحمد إبراهيم الترابي على القرار.

نزع القدسية
ويشير عبد الرازق إلى نقطة في غاية الأهمية عندما يؤكد أن المؤتمر الشعبي ليس طائفة دينية مغلقة بل هو كيان مفتوح ولذا فليس من المعقول أن تكون للحزب صلاة محددة في موقع محدد لافتا إلى أن المؤتمر الشعبي لو أنه اعتقل عقول عضويته في نهج الحزب لدرجة أن يعتقدوا أن ما كان يقوم به رئيسه السابق ثوابت يجب أن تظل يكون كمن أصبح له إلاه جديد يعبد من دون الله وقال “لو المؤتمر الشعبي انغلق على نفسه ولم يفسح المجال لرؤية الآخرين يبقى ما صاح”.

الخرطوم : محجوب عثمان
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. ما فيها شي الراجل ما عندو جديد يقدمو الي الحزب خلاف ما كان يفعله شيخة لذلك خاف ان يخالف شيخة فينتقد و يهاجهم و يبعد الانظار عنه