رأي ومقالات

من هي اول امراة فكرت في قصة الحنة؟


ان كان هناك سؤال يتردد في ذهني ولم اجد له اجابة حتى الان ..هو (من هي اول من فكرت في قصة الحنة ) ..اكيد كانت أمراة عندها من الوقت والبال ما يمكنها من التصدق بالزائد منهما ..ولكن ما ذنبنا نحن؟؟ من الذي جعل الحنة كحصة الفيزياء صباح السبت أيام سطوته …بل من هو من جعلها مقياسا لاهتمام المرأة بنفسها .. لاهتمامها ببيتها ؟؟..مما يعني بالضرورة حسن تبعلها لزوجها ؟؟ من الذي قال ذلك ؟؟

بعد طول بحث وتنقيب ..بدأت التردد على هذا المركز لما تتميز بها (الحنانات) من صمت يكاد يشابه صمت الأسماك ..ولكني اكتشفت بؤس هذه النظرية ..ذلك انني ساضطر الى التحدث مع احد ما .. ذلك ان الاحاديث تقطع الوقت الطويل المخصص للحنة ..ساعتين كاملتين أمضيها وانا معتقلة اليدين والقدمين ..ايضا من قرر هذه الفترة ؟ لا أحد يدري …

اكاد اجزم لو ان الرجال كانوا هم اصحاب هذه الحنة ..لأخترعوا حنة (تشيل) في خمسة دقائق ..او لألغوا الامر برمته ..بل لوجدوا له ماخذ تقنع الجميع بأضرار الحنة ..لكننا نحن (الله يدينا العافية بس ) ..( وسيييلة ).. أسمع الحنانة تنادي …تظهر فجاة فتاة صغيرة ..دقيقة الحجم ..يبدو ان عليها عمل النشادر للأقدام ….النشادر يجعل الحنة تسرع بالسواد دون الحاجة الى (طبقة ) ..حتى هذا النشادر ..من هي اول من استخدمته في غير مهمته الاساسية؟؟ ..لا احد يعلم ..

(وسييييلة ) ..تناديها الحنانة الاخرى ..لتسارع الفتاة الصغيرة بحمل صحن النشادر وتجري ناحية الزبونة ..بدأت اتابعها بنظري ..كانت تجيد عملها ..بصمت كبقية العاملات .. لكنها تستعجل الذهاب للجلوس امام الشاشة ..كانت تتابع مسلسل هندي ..تحملق فيه بكل حواسها ..يضئ وجهها بابتسامة لمشهد مفرح …ترقرق عيناها بالدموع لحزن طارئ في المسلسل …(وسيلة) ..تنادي عليها الحنانة (تبعي) ..عندما بدأت مهمتها معي ..سألتها (اسمك وسيلة؟؟) ..نظرت الي باندهاش ..يبدو ان لا احد يتحدث معها .ربما تعتقد انها غير مرئية ..فقط تأتي عند النداء ..وتختفي بعد اداء المهمة …قالت بعد فترة تمعن لوجهي ..كأنها تبحث عن علامة تميزني (اسمي حسنية) ..ضحكت وقلت (طيب ليه بقولوا ليك وسيلة؟ ) ..هزت كتفيها (كلو زي بعض..وسيلة ولا حسنية )..اكملت عملها ..وسارعت لمتابعة المسلسل.

لم اتمالك نفسي من الابتسام ..اختصرت الامر هذه (الوسيلة) ..في النهاية الاسماء مجرد ادوات للنداء ..للالتفات ..فجأة بدأت ارى كل أشكال الحنة (زي بعض) ..وسط ..برواز ..حنة سادة ..حنة صبغة ..حنة ملونة ..حنة بدون حنة ..كلو زي بعضو ..ما الذي يجعلنا ننفق كل هذا الوقت فيها ؟؟ لماذا لا نستطيع مفارقة محطتها ؟؟..مهما اختلفت افكارنا ..اشكالنا ..ظروفنا في الحياة ..لابد من الحنة وان طال السفر ..

ختاما ..يا بنات أمي شوفن حل للحنة وتبعاتها..عني انا فقد أعجبني منطق وسيلة (كلو زي بعض) ..فقررت اعتزال الامر برمته …ووو (غلبني كتر عليا ..ما ساهل ما شوية )

د. ناهد قرناص


تعليق واحد

  1. للاسف موضوع فارغ ومافي اي مضمون وهو بداية علي ما اظن وليس كل الظن اثم اننا سنبدا بالتخلص من كل عاداتنا السودانية ومورثاتنا وتراثنا بعد شوية نقول المشاطة وبعد داك الكحل ومن ثم نقول ان الثوب السوداني غير عملي وغالي وعلينا لبس الجنيز وتي شيرت كان الله في عون السودان