مقالات متنوعة

هنادي الصديق : عيد سعيد ولكن..!


كل عام وأنتم بخير ولكن …!!
. صدق ما تنبأنا به في هذه المساحة قبل شهر من الآن حول فوضى تذاكر البصات السفرية، فقد أشارت تقارير إعلامية عن زيادة في أسعار التذاكر للولايات وصلت إلى 30% مما يؤكد أن الحرب التي تدور بين المواطن وغول الأسعار ستنتهي بالضربة القاضية للمواطن بعد أن التهمت نيران الأسعار كل ما يتعلق بحياته ابتداءً من زيادة السلع الاستهلاكية مروراً بمستلتزمات العيد من مخبوزات ومبلابس الأطفال والمفروشات وغيرها من السلع الضروية مروراً وليس نهاية بتذاكر سفريات البصات إلى الولايات.
وحسبما نقلت صحف فإن هذه الزيادة ستكون دائمة على أسعار التذاكر وليست موسمية كما يحدث دائماً، وتعزو غرفة البصات السفرية هذه الزياة إلى ارتفاع قيمة رسوم التشغيل مع زيادة الدية التي رفعت بدورها قيمة تأمين على المركبات بشكل عام والبصات السفرية على وجه الخصوص.
تأتي هذه الزيادات في ظل مداخيل محدودة ومرتبات حكومية ضعيفة وثابتة لا تزيد على الإطلاق رغم الاستفزاز في الزيادات بالأسواق، ورغم تصريحات منسوبو الحزب الحاكم عن زيادات متوقعة في المرتبات الا أن ذلك يندرج تحت سياسات التخدير التي ظل ينتهجها المؤتمر الوطني مع قضايا معيشية ملحة.
واقع الأمر أن السودانيين اليوم تحت وطأة غول الأسعار وشبح الجبايات الذي يطارد المواطنين في تفاصيل حياتهم اليومية، والزيادات المنظورة نلتمسها في الأسواق ويجتهد الكثير من المواطنين في تجنبها، لكن الزيادة الأكثر إيلاماً هي التي تمدد يوماً بعد يوماً في قطاع الصحة من أدوية ورسوم علاج شفانا الله وإياكم.
في المدى القريب ليس هناك ما يشير إلى علاج جذري للمسألة الاقتصادية التي تضيق حلقاتها بالمواطنين، فالدولار يواصل صعوده الجنوني أمام الجنية الذي يتوارى واهناً وأثقله المرض، والحومة تفع يوماً بعد آخر بإقرار عجز عن معالجة مكامن الداء الاقتصادي وترتجل الحلول التي تعمق من الأزمة الاقتصادية ما يصعب مع عملية الإصلاح التي تعلق الحكومة شماعتها على العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.