مقالات متنوعة

د. جاسم المطوع : كيف تكون حقيبة سفرك مميزة؟


هل سمعت عن مشروع (اجعل من القهوة دعوة)؟ أو مشروع (ممكن أقول كلمة)؟ أو مشروع (صورني واسمع منى) أو مشروع (عمل خيرى عائلي)، فهذه مشاريع صيفية من أجل نشر الخير والمنفعة ونشر الإسلام المعتدل بطريقة ذكية وجميلة.

فمشروع (اجعل من القهوة دعوة) عبارة عن ذهاب مجموعة من الشباب إلى القهوة والجلوس فيها للحديث والتعرف على الآخرين، ومن خلال الحوار والحديث يوصل لهم المتحدث رسالة طيبة عن الإسلام أو يذكرهم بفريضة أو سنة نبوية بطريقة حوارية وجميلة، وأعرف الشاب الذي طبق هذه الفكرة بالصيف وكانت لهذه التجربة نتائج طيبة وايجابية.

أما مشروع (ممكن أقول كلمة) فقد ابتكره مجموعة من الشباب ليعالج مشكلة التشويه الحاصل للإسلام والمسلمين من خلال وسائل الإعلام أو الأعمال التفجيرية لقتل الأبرياء باسم الإسلام والمسلمين، وتقديم المسلم للعالم كأنه (مصاص للدماء) وليس على أنه (رحمة الله من السماء)، ففكرة المشروع تقوم على أن يقف مجموعة من الشباب في الدول الأجنبية ويحملون لافتة أو يطبعون على ملابسهم عبارة مكتوب فيها (ممكن أقول كلمة)، فكل من يقرأ العبارة يسألهم: ما هي كلمتكم التي ترغبون أن تقولوها حتى نسمعكم، فتكون الإجابة عبارة عن معلومة عن الإسلام بما يتناسب مع ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده، وأعرف من طبق هذه الفكرة أن نتائجه كانت ايجابية.

أما مشروع (صورني واسمع مني) ففكرة هذا المشروع هي استثمار حب السائح للمعلومات عن البلد التي هو فيها، فلو رأيت سائحا يصور (سلفي) أو يبحث عمن يصوره فبادر بتصويره، وافتح معه حوارا حول المعلومات التي تعرفها عن تاريخ المكان، أو نظرة الإسلام للسياحة أو أي معلومة تفيده ليتعرف على اللغة العربية أو العادات والتقاليد العربية أو على الإسلام، وقد جربت أنا شخصياً هذه الفكرة وكانت نتائجها مؤثرة جدا، لأن السائح يحب الاستماع للمعلومات عن المكان الذي يذهب إليه أو البلد الذي يزوره، وهذه فرصة كي نقول له معلومة من خلالها ننشر سماحة الإسلام وعدله فنكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد.

أما مشروع (عمل خيري عائلي) ففكرته أن تجتمع الأسرة في الصيف على مشروع خيري يعملونه في أي دولة يسافرون لها، فلو كانت دولة عربية فيشاركون في عمل كسوة للفقير أو مساعدة يتيم أو زيارة مركز خيري مميز للتعرف على أنشطته، ولو كانت الدولة أجنبية فيشاركون في احتفال للمسلمين الجدد، أو يعملون مشروعا خيريا مع أحد المراكز الإسلامية، وأنا أعرف عائلة إذا قررت ان تسافر لبلد أجنبي يأخذون معهم نسخا من ترجمة القرآن بلغة البلد التي يسافرون إليها بالصيف ويهدونها لكل من يتعرفون عليه.

فلا تجعل صيفك يمضي بالنوم والطعام وعدم الإنجاز، بل اجعل صيفك إضافة لك في حياتك وعمرك، وكما قيل إذا لم تزد على الدنيا شيئا كنت أنت زائدا عليها، فضع خطتك الصيفية سواء أكنت في بلدك أو مسافرا للخارج، فالمهم هو أن تحدد هدفك وتعرف ماذا تريد أن تنجز حتى تكون سعيدا، وحدد المجال الذي تود أن تنجزه سواء أكان تعليميا أو صحيا أو دينيا أو ترفيهيا، وهذه المشاريع الأربعة التي طرحتها كنموذج ومثال يفتح لك آفاق التفكير لمشاريع مشابهة لها أو مختلفة عنها تتناسب مع اهتمامك وميولك

فحتى تكون حقيبة سفرك مميزة احرص أن تضع فيها مشروعا كما تضع فيها أغراض السفر، وإني أعرف رجلا يطبع بطاقات بلغة البلد التي يسافر إليها فيها تعريف مختصر عن الإسلام وروابط لمواقع الكترونية تتحدث عن الإسلام بلغة أهل البلد التى يسافر إليها، وكلما ركب سيارة للأجرة أو تعرف على موظف بالفندق أو بمحل، عرفه بنفسه ومن أي بلد هو وأخبره بمعلومة عن بلده ودينه ثم يهديه هذه البطاقة الصغيرة والتي فيها ايميله ومعلومات مختصرة عن الإسلام، يقول لي هذا الرجل لقد دخل بالإسلام أكثر من شخص من هذه الفكرة التي أعملها كلما أردت السفر.