منوعات

“أهلا بكم في كوكب المشتري”


بعد رحلة قطعت خلالها مليارين و700 مليون كيلومتر، وصلت المركبة الأميركية غير المأهولة “جونو” يوم 05 تموز/يوليو 2016 الى مدار كوكب المشتري أكبر كواكب المجموعة الشمسية، في مهمة ترمي إلى كشف أسرار هذا الكوكب العملاق.
ولدى الاقتراب من الكوكب أشعلت المركبة البالغ وزنها ثلاثة أطنان و600 كيلوغرام محركها الأساسي لمدة 35 دقيقة لكبح سرعتها، ثم دخلت في جاذبية المشتري، ووضعت في مدار حوله.

أطلقت المركبة “جونو” من الأرض في الخامس من آب/أغسطس 2011، في مهمة تبلغ تكاليفها مليار و100 مليون دولار.
ويعول العلماء على هذه المهمة، ليس فقط لفهم كوكب المشتري، بل أيضا لفهم بدايات تشكل المجموعة الشمسية.

أهلا بكم في كوكب المشتري

“اهلا بكم في كوكب المشتري”، هكذا أعلن معلق تلفزيون وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وصول المركبة الى مدار الكوكب الغازي العملاق، وذلك عند الساعة 3,53 بتوقيت غرينتش من فجر الثلاثاء الخامس من تموز 2016، مثيرا عاصفة من التصفيق في قاعة مركز التحكم الفضائي في باسادينا في كاليفورنيا. وقال سكوت بولتون المسؤول العلمي عن المهمة في معهد “ساوثويست ريسيرتش” في سان انطونيو في تكساس “نحن الآن حول كوكب المشتري”.

بعد ذلك بقليل، قال تشارلز بولدن المدير العام لوكالة ناسا في بيان “عيد الاستقلال الاميركي (في الرابع من تموز/يوليو) مناسبة للاحتفال دوما، لكن بإمكاننا اليوم أن نضيف سببا آخر لهذا الاحتفال، وهو وصول المسبار جونو إلى كوكب المشتري”.

وكان على العلماء في ناسا انتظار 48 دقيقة قبل التثبت من نجاح المهمة، إذ أن المشتري يبعد عن الأرض 869 مليون كيلومتر، ولذا فإن الإشارات اللاسلكية التي ترسلها المركبة تستغرق 48 دقيقة لتصل إلى مركز التحكم الأرضي.

ستحلق المركبة 37 مرة حول المشتري، على ارتفاعات تراوح بين عشرة آلاف وأربعة آلاف و667 كيلومتر فوق سحب هذا الكوكب العملاق، في مهمة تستمر عشرين شهرا..

ومن أهداف المهمة التعمق في فهم تكوين الكوكب تحت طبقات السحب الغازية التي تغطيه، وهو أمر ما زال محجوبا عن عدسات التلسكوبات حتى الآن.

وستقترب “جونو” من الكوكب أكثر بكثير من المسبار الاميركي “بايونير 11” الذي حلق في مدار الكوكب على ارتفاع 43 ألف كيلومتر، وذلك في العام 1974.

يشير المسؤولون عن المهمة إلى جملة من الأخطار تحدق بالمركبة لدى اقترابها من المشتري. وللحماية من الإشعاعات القوية، زود المسبار “جونو” بدرع من مادة التيتان تحيط بكل أجهزته الالكترونية، وتؤمن هذه الدرع الحماية للمسبار بحوالي 800 ضعفا.

مونت كارلو