منوعات

العيد في السودان..إحياء صلة الرحم وتبادل “الحلويات”


يستقبل السودانيون عيد الفطر بالفرح وإحياء صلة الرحم مع الأهل والأقارب والجيران، وفي صباح العيد يحرص الرجال والنساء وحتى الأطفال على الصلاة في الميادين العامة، وهم يرتدون الزي التقليدي “الجلابية والثوب السوداني”، فيما يتباهى الأطفال بملابسهم الجديدة.

ويتمسك معظم السودانيين بإحياء صلة الرحم، وتبادل الزيارات عقب صلاة العيد مباشرة، حيث تفتح البيوت أبوابها، وتحمل النساء “صواني” الحلويات وهن يباركن العيد، وفي العادة تكون الأولوية لمن فقدوا عزيزاً قبل العيد كنوع من المواساة والدعم.

وفي هذا اليوم، يحرص الجيران على عادة تناول وجبة الإفطار سوياً في الشارع، بذات الطقس الرمضاني، وتأتي كل أسرة ومعها صينية الطعام، التي تضم “العصيدة” كعنصر أساسي فضلاً عن السمك المقلي وغيره من المأكولات، فيما تفضل بعض العائلات تناول إفطار العيد في بيت الأسرة الكبير أو بمنزل أحد الأقرباء محملين بأنواع الحلويات التي حضرتها النسوة.

ولأن العيد محطة فرح وبهجة، فإن تحضيراته عند بعض السودانيين تبدأ منذ الأسبوع الثاني لرمضان، حيث يحرص معظمهم على إحداث تغيرات أو تجديد في المنزل عبر الدهان أو الأثاث وشراء الملابس الجديدة خاصة للأطفال، فضلاً عن إعداد الحلويات (الخبائز) في المنزل.

وتمثل صناعة الحلويات (الخبائز) طقساً اجتماعياً متوارثاً عبر الأجيال، حيث تحافظ الأسر على خبزها سويّا، من خلال اجتماعها في المنزل الكبير، (غالبا للجد أو الجدة) وتبدأ مجموعات في إعداد كميات كبيرة من البسكويت والكعك، وطهوها وتزيينها، ثم تقسيمها في المرحلة الأخيرة ليأخذ كل طرف نصيبه إلى منزله.

وتحرص النساء خاصة في الأحياء الشعبية على تحضير الحلويات (الخبائز) بشكل جماعي بمشاركة الجارات وكل أفراد المنزل، في إطار المساعدة والاحتفال بقدوم العيد، وتقوي هذه الخطوة الروابط الاجتماعية وتتم في أجواء من السمر، وإن بدأت تعرف أخيراً، نوعاً من التراجع مع انشغال معظم السودانيين بظروف الحياة وخروج الأسر بكاملها إلى العمل، ما جعل بعضهم يكتفي بشراء خبائز العيد من المحلات التجارية أو بائعات الحلويات.

تقول فاطمة لـ”العربي الجديد”، “على الرغم من الإرهاق والتعب وقدرتي على شراء “الخبائز” من المحلات المعدة لهذا الغرض، إلا أنني أحرص على تحضيرها في المنزل باعتبارها طقساً أساسياً في العيد، يمنحنا الإحساس بفرحة العيد وعبره نجتمع كأسر وجيران ونتحلق حول العجين وتقسيمه وتزيينه”.

ويسهر السودانيون ليلة العيد حتى الصباح، وهم المعروفون بالنوم باكراً في العادة، ويشتهر معظمهم بإكمال ترتيبات المنزل من تنظيف وتغيير أثاث في اليوم الأخير من رمضان، وتعمد نساء الأحياء خاصة الشعبية على كنس الشوارع ورشها، وتحاول كل منهن التباري ليكون أمام منزلها الأفضل، علاوة على التباري في فراش المنزل ومفاجأة الجيران بما هو جديد.

وفي الوقت الذي يختار فيه السودانيون قضاء العيد بين أحبابهم وجيرانهم، يتوجه غيرهم ممن وفدوا للعاصمة الخرطوم لظروف العمل إلى مسقط رأسهم، لأن فرحة العيد لا تكتمل دون عائلة.

وتكثر الحوادث المرورية خلال العيد، إذ يندر أن يمر دون أن تدون الشرطة السودانية حوادث سير يقتل فيها العشرات بشكل جماعي، على الرغم من الاحتياطات التي تضعها شرطة المرور، والتي تعمد إلى تنفيذ حملة مراقبة مرورية للتخفيف من حوادث السير.

وأعلنت شرطة المرور، الثلاثاء الماضي، استمرار عمليات المراقبة دون تسجيل حوادث مرورية، حيث نشرت ألفي شرطي لتلك العملية، وأشارت إلى ارتفاع السيارات التي تمت مراقبتها بنسبة تجاوزت الـ 50 في المائة عن العام الماضي، حيث بلغ عدد الأفواج 264 نحو الولايات بينما غادر الخرطوم، حتى الثلاثاء، نحو 365 ألف راكب.

لكن على الرغم من كل هذا، فقد توفي نحو “21” مسافراً على الأقل في حادث سير، الثلاثاء، على الطريق القومي، حيث اصطدمت حافلة على طريق “كسلا ـ القضارف” بشاحنة غاز شرق السودان.

العربي الجديد