يوسف عبد المنان

نقاط في سطور


{الفضيحة التي تورطت فيها المحكمة الجنائية الدولية بتلقي رشاوى من جهات لم يكشف عنها بعد، تضع هذه المحكمة المتحيزة ضد الأفارقة بصفة خاصة في امتحان ضمير أخلاقي، لتقبل على إدانة نفسها وتنسحب من ساحة العدالة نهائياً وتكشف للرأي العام التفاصيل الكاملة لفضيحة الرشاوى من دفع المال ومن قبض وأين ذهب ومن هو الوسيط الأول في عملية السمسرة التي هزت عرش راكوبة المحكمة الجنائية وعرشها الآيل للسقوط، وهي سانحة أخرى تأتي للحكومة من حيث لم تجتهد لتقود حملة واسعة داخلياً وخارجياً من أجل فضح عورات النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
نعم قد لا يصغي المتغطرسون في العالم لصيحات الحق ولكن في هذا العالم الموحش هناك أيضاً أضواء في آخر النفق المظلم قد تقود يوماً لفجر جديد مثلما حاق بهذه المحكمة من فضيحة هذه الدنيا.
{اليوم في العاشرة مساءً ترفع كأس بطولة أوروبا بعد شهر من المتعة الكروية لمتابعي الجلد المدور، وكل الأنظار اليوم تنتظر من منتخب ديوك فرنسا أن يصيح ويخطف اللقب من أمام برازيل أوروبا أي منتخب البرتقال الذي فاجأ العالم بصعوده إلى النهائي بفضل نجمه “كرستيانو رونالدو”. والمنتخب الفرنسي الذي يلعب اليوم هو مزيج من الأفارقة السود المهاجرين لأوروبا وقليل من العرب حتى تبدو صورة فرنسا أقرب للمثال الذي يبحث عنه العالم في وحدة سكان الكرة الأرضية وانقشاع حقب سوداء في تاريخ الأمم والشعوب، عانت كثيراً من التمييز والاختلافات الاثنية والعرقية، والتجربة الفرنسية هي مثال لقوة الدولة المتنوعة ثقافياً والمتعددة عرقياً وحتى البرتقال أيضاً تمثل ثمرة أخرى لتلاقح الاثنيات والعرقيات، وبالتالي مباراة النهائي الأوروبي اليوم تتجاوز مسألة بطولة وكأس إلى ما هو أعمق وأبعد من ذلك.
{تقرع أجراس المدارس اليوم بولاية الخرطوم إيذاناً ببداية العام الدراسي الجديد بالمدارس في كل المراحل الدراسية، ابتدائي وثانوي ورياض أطفال. ورغم الشظف الذي يعانيه المواطنون والظروف الحياتية الصعبة فإن افتتاح المدارس يمثل فرحة عارمة للطلاب بنهاية العطلة الصيفية لهذا العام، وهي تمتد لشهر إضافي بسبب حلول شهر رمضان المبارك، وعودة الحياة للمدارس تضفي بعداً حيوياً على الحياة العامة في ولاية الخرطوم وكل السودان، ومع افتتاح العام الدراسي فإن الآباء والأمهات تتبدل حياتهم رغم ظروف الحياة الصعبة إلى فرح غامر برؤية فلذات الأكباد يحملون الحقائب المدرسية على ظهورهم ويشخبطون على الكراريس ويرسمون طريق المستقبل لوطن يتوق للتقدم والرقي.
{أثارت شهادة دكتور “الترابي” عن عصره وزمانه في السلطة عاصفة من الجدل السياسي، خاصة ما قاله عن محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق “حسني مبارك” ومسؤولية بعض التنفيذيين عن تلك المحاولة التي دفع السودان ثمنها غالياً، ولكن توجيه الراحل “الترابي” أصابع الاتهام لأقطاب الإسلاميين “علي عثمان” ود. “نافع” أصبحت مسألة لا قيمة لها إلا من ناحية تاريخية ولن تترتب عليها آثار مباشرة الآن، لأن كلاً من “علي عثمان” ود. “نافع” هما الآن خارج دائرة الفعل، كما أن الرئيس المصري السابق “حسني مبارك” قد أصبح لا وجيع له وتخلى عنه سدنة حكمة وبات مجرد شيء من الماضي البغيض. وشهادة “الترابي” لا يملك حد الجرح فيها حتى المقربين سابقاً والمقربون حتى رحيله وباستثناء د. “أمين حسن عمر” الذي اشتهر بالشجاعة في قول ما يعتقد أنه الصواب، لم يجرؤ أحد على الكلام واختار الكل الصمت ريثما تأتي اللحظة التاريخية التي يقول فيها بعض الناس شهادتهم، ويختار أغلب القادة الانصراف عن الحياة العامة دون البوح بما في الصدور. “الترابي” رحمة الله عليه كان لا يكتم شيئاً إذا سأل عنه ولا يكذب مهما كان ثمن الحقيقة، فهو يدفعها ويذهب مطمئن البال هادئ الضمير.