مقالات متنوعة

عبد الله الشيخ :العَضّة


تقولون):مافي زول يتكلم عن الفساد بدون دليل.. (
وطيِّبْ..!
فلان بن فرتكان ده، كان زول دفعة من أولى ابتدائي، ومن أسرة رقيقة، تأكل طعام سترة الحال، من كد وعرق وبركة أبوين بمتهنان الحقل.. في الجامعة التي كانت تأويه بالمجّان، مثله مثل بقية الأفراد، انضم لذلك التنظيم اللئيم، وبدأت (الكَعْوَجة. (
وبعد التخرج وظّفوه ضد الناس، وبعد قليل استلموا البلد كلها قسطاًعلى إحدى مؤسسات الدولة ..وما هي إلا أشهُر قليلة، ﻻ تكفي لفطم رضيع، حتى رأينا فلانا بن فرتكان هذا، يمتلك عدداً من الشاهقات، واسطبلاً من الفارهات، واسطولاً من الشاحنات، وينكح ما طاب له من النساء ، مثنى وثلاث ورباع..! لم يغترِب، ولم يستطعم العذاب ومُرّ الفراق، ولم يكن من الوارثين، ولا امتهن التجارة في سوق الله أكبر..!
من أين له هذا..؟ )جاب القروش دي كلها من وين(..؟
من الوظيفة، التي ﻻ يكفي راتبها ببدلاته، مواجهة قسوة الحياة..؟
هل يحتاج ضوء النهار الى دليل..؟
تقولون: لا تتحدثوا عن الفساد إلا بالمستندات.. هل هناك مستند أكثر وضوحاً من خندقة الكراكات على الطريق بعد انتصاف الخريف، وتخريبها للشارع، ثم استلامها نصيبها من العضّة..؟ أين كانت شركاتهم من التحضيرات المُبكرة للخريف، التي يتحدثون عنها..؟ في هذا العام (خريف زاتو مافي)،، فهل إرتاح الجمل والجمالي، أم أن ولاية الخرطوم، قد صرفت لتلك الشركات (حقوقها) من بند استعدادات الخريف..؟ ومن يمتلك الشركات غيرهم ..؟
تقولون، لا تتحدثوا عن الفساد بغير علم.. وهل هناك دليل على الفساد أكبر من اعترافكم بحدوث(العضّة(، ووقوع (الكدّة) منذ عهد التمكين الأول وحتى الآن..؟
المفسدون معروفون، والفساد يُرى رأي العين، فقط تنقصنا المحاسبة.. (العضّة)، أو (الكدّة) ــــ يا سيدي ـــ ماهي إلا (مشروع) لجماعة معروفة، ماهي إلا نظام متكامل وتوجّه لا تخطئه العين.. والفرد من حيث هو فرد، مهما علا شأنه، فإنه لن يستطيع بالتصريحات، كبج جماح هذه العضّة أو الكدّة التنظيمية، وإن ارتفع صوته، صارخاً أو محذراً أو مهدداً..!
المخالفات والتجاوزات، أياً كان مصدرها أو شكلها أو نوعها، من الممكن مواجهتها بقوانين عادلة وقضاء نزيه واجراءات صارمة.. هذا ما يمكن الرضا عن نتائجه أمام قضاء مستقل عن السلطة.. لنفترض ــ يا سيدي ــ انك بدأت الآن بعملية جهنمية، لتوقيف هذه العضْعَضة السارية فينا لأكثر من ربع قرن، فكم تحتاج من السنوات، حتى ترفع عنا أنياب العضعاضين، من طالبي الثواب و الأجر..؟
عندنا واحد بلدياتنا، قَفَلتْ معاهو ..شال كرسيهو وقعد قِدّام البيت يكاجِر في النّاس.. سمع أحدهم في الشارع يسُب الدِّينْ..هاج وماجَ، وقفز في حلق الرجل، وبدأ يكيل له من نفس العِيار.. تدخّل الأجاويد، وبذلوا مجهوداً مضنياً في فض المشاجرة، وطبعاً، ثمَّنوا غيرة بلدياتنا على الدِّينْ، لكنهم استغربوا أنه يهذيء بنفس السّباب، ويكيل بنفس المِكيال..!وبعد أن هدأوا أعصابه سألوه : يا ود إبراهيم، مالك، الحاصل عليك شنو..؟
قال ود إبراهيم: ــ اللّي واجعنی، مُشْ إنو الزول دا سبَّ الدِّينْ، اللّي واجعنی إنو سب الدِّينْ، فى غير (مَهلَّو/ (مَحَلّو..!
الآن ..كم من الأعوام تمحو آثار العدوان..؟
هل يشبع (عضعاض)..؟ وما مصير المكدودين المعضوضين، إذا رضينا باخلاء سبيل الفاعل..؟
كيف تذكرتنا يا سيدي بعد كل هذه السنوات، وأساساً أساساً، عاوز تنقذنا ليه..؟
ياأخ خلينا، كِدا أحسن..!
حكمة اليوم:(العضّاهو الدّبيب، يخاف مِن مَجرّ الجبِلْ)..!