تحقيقات وتقارير

البشير (يغرّد).. ترقب وتوتر في (تويتر)


الداخل على مواقع التواصل الاجتماعي، لا محالة قد وقف حماره يوماً أمام عقبة (ما الذي ستقوله للرئيس لو قابلته الآن). بعضهم يعبر سديم الافتراض ويبث ما في صدره، يمتدح، ينتقد، ومنهم من يقرر إنهاء اللعبة وإنزال أصحابها إلى الأرض من دون مظلة بالقول إنه ما لم يكن لصاحب السؤال قدرة على وصله بالرئيس فذلك لا يعدو كونه طقس كتابة في الماء.

لكن بداية من مطلع سبتمبر المقبل في مقدور السودانيين الكتابة على حائط الرئيس السوداني عمر البشير الذي قرر اقتحام موقع التواصل الاجتماعي الأشهر (تويتر).

ظاهرة عالمية
وجود الرؤساء على (تويتر) ليس بدِعاً، فرئيس الإدارة الأمريكية باراك أوباما يملك حساباً شهيراً رواده ألوف مؤلفة، أما من العرب فكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز هو آخر المحلقين في الفضاء الإسفيري على جناح الطائر الأزرق.

وفي المعتاد أن يُظهر حساب الرؤساء على (تويتر) رأي الدولة في مختلف القضايا، وتعلن فيه آخر القرارات، وتصدر البشريات، وتجري محاولة امتصاص الصدمات، ذلك فضلاً عن كون أصحاب الحساب يعمدون إلى مشورة الناس في القضايا المهمة، ويعتبرون التداخل وسيلة قياس لاستبانة رأي الناس في شعبية الحكومة من خلال شعبية القيادة.

زيادة الشعبية
على ذمة الزميلة (المجهر السياسي) وضع المكتب الإعلامي للرئيس البشير خطة إعلامية تشمل النشاط في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر – فيسبوك) وذلك بهدف زيادة شعبية الرئيس الذي اكتسح منافسيه بفارق 95.5% في آخر انتخابات جرت العام 2015م. لكن تلك الانتخابات شهدت إحجاماً شعبياً لا يزال يقلق حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بقيادة البشير.

ويعترف الرئيس السوداني بالدور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل مسارات الدولة، وفي الصدد نوه إلى لجوء عدد كبير من السودانيين للتنفيس عن أنفسهم في “فيسبوك” على وجه الدقة وقال مرة (لولا فيسبوك لانفجر الشعب السوداني).

لا غنى عنه
يؤكد الباحث في المجال الإعلامي، ناجي أنور، على أهمية امتلاك قادة الدولة لحسابات معلومة لدى الكافة في مواقع التواصل الاجتماعي، ويشير في حديثه مع “الصيحة” إلى أن “تويتر وفيسبوك” يعتبران من أهم أدوات تقصير الظل الإداري التي يعمد من خلالها أصحاب السلطة لمعرفة اتجاهات الأهالي في مختلف القضايا، علاوة على كشف أوجه القصور ومعالجتها، هذا وإن توقع أن تتحول صفحة الرئيس البشير إلى (عرضحال) لشكاوى البسطاء ممن جرى حجبهم عن حقوقهم والبشير.

ضيوف المعارضة
يتوقع أن تحتشد صفحة الرئيس السوداني بمؤازريه وبذات القدر معارضيه. ومن غير المستبعد أن تتحول الصفحة إلى حائط لكتابة الشعارات المعارضة، ومشاركة الأخبار المصنفة حكومياً على أنها سالبة، وليس غريباً أن تدور سجالات كبيرة بين المشاركين لا تخلو من عنف لفظي وتهكم وسخرية.

وتنتوي وزارة الإعلام السودانية، إنشاء مرصد للإعلام الإلكتروني، إذْ شكى الوزير أحمد بلال من تهديدات تطال الأمن القومي ومصدرها الأسفير. بيد أن نشطاء أبدوا قلقهم من الخطوة ورأوا فيها سعياً لفرض مزيد من الرقابة وتكميم الأفواه مع سد الباب أمام تداول الأخبار التي لا تجد حظها في النشر بصحف الخرطوم.

حرية عالية
هل سيتعرض المتداخلون في صحفة الرئيس البشير ممن يحملون رؤى مغايرة للملاحقة؟ سؤال طرحناه على ناجي أنور الذي استبعد الخطوة بلفت الأنظار إلى أن الانفتاح على مواقع التواصل يعني فتح الباب أمام الغث والسمين، وقال : (لا أعتقد أن الرئيس بكل هذه الروح المخاطرة مستعد لأن يتخذ خطى منغلقة بملاحقة مخالفيه الرأي) وأضاف: (ما سيجري أنه ستتم تصفية للمنشورات بواسطة الرئيس ومديري الصفحة، وحجب كل مشاركة تحوي وتحمل ألفاظاً خارجة ومحمولات تتسم بالبذاءة) وزاد: (أما الآراء الناقدة فمن المصلحة أن تبقى كدليل على تقبل الرأي الآخر).

وفي السياق ذاته، توقع أنور أن تجري محاولات عديدة للسطو على الحساب (تهكيره) وبث تغريدات مخالفة لما يتبناه الحزب الحاكم، كما لم يستبعد أن تتم محاولات لإغراق الصفحة بالمنشورات من قبل متخفين بأسماء مستعارة، مشدداً على أنه لا يجب أن يحجب ذلك كله الفكرة الرئيسة من الصفحة في إدارة حوار بين السودانيين وقيادتهم.

إطلالة على فيسبوك
كما هو متوقع، انشغل مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بنبأ ظهور البشير بين ظهرانيهم بداية من سبتمبر.

ورحب عدد من المتداخلين في هاشتاج البشير بوصول الرئيس إلى تويتر وفيسبوك، وجهز بعضهم عدته الهجومية لنشر ما يعدونه سوءات حكومية، وتساءل آخرون ما إذا كانت هناك رمزية للتدشين في شهر سبتمبر وذلك في إشارة لما جرى العام 2013م انطلاقاً من صفحات “فيسبوك”.

في الأثناء اشتغل جزء مقدر من المشاركين في الهاشتاج بتوقع ما ستكون عليه التغريدة الرئاسية الأولى. أطرف المشاركات توقعتها (تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي) واستدل صاحب هذا الرأي بكثرة ترديد البشير في خطبه للمقطع المنتزع من رائعة الشاعر الفذ إسماعيل حسن (بلادي أنا).

الخرطوم: مقداد خالد
صحيفة الصيحة


‫5 تعليقات

  1. عكس تماماً للحقائق 95% من نسبة الشعب لم تصوت للبشير وليس العكس ، دا لو كان افترضنا انو الشعب اساساً صوت بطريقة نزيهة ، ياسادة البشير منذو عام 89% لم تكن بالسودان انتخابات نزيهة كان الكيذان يذهبون بالصنادق التي تم التصويت عليها وبغيرونها بصناديق اخرى . كما يفعل بالجامعات في الانتخابات تماماً .
    نحن لا نرغب بالبشير .