تحقيقات وتقارير

المواطنون يتفاجأون أيام العيد بزيادة أسعار الرغيف وتعديل وزنه


فوجئ مواطنو العاصمة أيام عيد الفطر المبارك بالزيادة المباغتة في أسعار الخبز بجانب تعديل أوزانها، وأبدى عدد من المواطنين دهشتهم من الزيادة التي جاءت غير مبررة في رأيهم.
وتأتي هذه الزيادة رغم تطمينات سابقة من الدولة بعدم زيادة أسعار الخبز، عقب تعديل سعر دولار القمح من (2,9 ) ثم (4) جنيهات وأخيراً (6) جنيهات، وبعد الزيادات الأخيرة، ارتفع سعر الرغيفتين إلى جنيه بدلاً عن ثلاث قطع بجنيه واحد، في وقت سابق، تعديل أسعار أوزان الخبز جاء سريعاً ومتزامناً، مع ارتفاع سعر جوال دقيق القمح، زنة (50) كيلو، من (140) جنيهاً إلى (157) جنيهاً، وفي غمرة انشغال المواطنين بتجهيزات عيد الفطر، نفذ أصحاب المخابز الزيادة التي مرت بسلام دون احتجاجات من المواطنين، ويبدو أن اختيار هذا التوقيت كان مقصوداً لامتصاص أي ردود فعل عنيفة جراء هذه الزيادة.
ضد الزيادات
‫ رئيس الاتحاد “الطيّب عمرابي” قال في تصريحات سابقة لـ(المجهر) إن زيادة أسعار الدقيق، تمت بصورة مفاجئة بالنسبة لهم، ولم يتم إخطارهم بها مسبقاً، لذلك انعكست سريعاً على أسعار الخبز. واعتبر أن الزيادة، تمت عبر تعديل للأوزان وليس الأسعار، وأضاف: أن التعديل قضى ببيع ثلاث رغيفات زنة (55) جراماً بجنيه بدلاً من ثلاث زنة (65) جراماً بجنيه.‬
‫وأكد رئيس اتحاد المخابز أنهم أقرب للمواطن وضد الزيادة، لكنها جاءت لامتصاص الزيادة في أسعار الدقيق ولضمان توفير الخبز للمواطنين، لجهة كونه سلعة رئيسية وضرورية.‬
‫وأضاف: نحن ندعم بيع ثلاث رغيفات بجنيه تحسباً من اتجاه السريحة وأصحاب البقالات بشراء ثلاث رغيفات بجنيه من المخابز، وبيعها للمواطن بجنيهين.‬
‫وطمأن بأن المخابز مستمرة في الأداء وفي إنتاجها للخبز، كما أن الدقيق متوفر لدى المطاحن، وزاد (لا توجد أي مشكلة في توفر الدقيق).‬
‫وطالب رئيس اتحاد المخابز المواطنين في حال رغبتهم شراء رغيفتين زنة (80) جراماً بجنيه، أن يشتروا مباشرة من المخابز وليست البقالات أو الباعة المارة تحسباً للغش في السعر والوزن.‬
ندرة في خواتيم رمضان
وشهدت أسعار القمح عالمياً ارتفاعاً في الأسعار، وذلك على خلفية انخفاض إنتاج القمح الصلب في كندا، وزيادة الاستهلاك العالمي وفقاً لمؤشرات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
كما شهدت خواتيم شهر رمضان ندرة في الخبز وزحاماً في مخابز ولاية الخرطوم، والتي يبلغ عددها في الولاية (2300) مخبز، تستهلك ما بين (30) إلى (35) ألف جوال دقيق في اليوم.
وكان الرئيس المشير “البشير” قد أعلن في بداية هذا العام أن قضايا المعيشة تعد من أولويات اهتمامه، وأشار إلى أن العام الثاني من عمر الخطة الخمسية يجئ تحت شعار دعم الإنتاج من أجل الصادر وتحسين مستوى المعيشة.
تغيير ثقافة الغذاء
إلى ذلك تحدث عدد من المواطنين لـ(المجهر) عبروا عن سخطهم جراء الزيادات التي طالت الخبز، منوهين إلى أنه أمر لا ينبغي السكوت عليه من قبل الدولة، مطالبين بإجراء معالجات وإدخال حلول عاجلة، لأن مسألة الخبز مهمة للمواطن.
وقال المواطن “عبد الكريم حسين” (موظف) ويقيم بحي بري، إن الزيادات المباغتة في خضم أيام العيد كانت مقصودة وتساءل قائلاً: “ليه يعني الزيادات في العيد. ليه بس؟ دا السؤال”.
ومن جانبها قالت الحاجة “مريم الطاهر” المقيمة بحي ناصر لـ(المجهر)، إن المواطن ما عاد يقوى على تحمل الزيادات، خاصة في الضروريات الحساسة مثل الخبز، وأضافت ساخرة: “يعني هسي عيشتين بجنيه يعملو شنو؟ وطيب الأسرة، لو فيها أكتر من 5 يعملوا شنو؟ يشتروا بـ 20 جنيه للوجبة؟! يا جماعة، ما معقول! وين المسؤولين من الحاصل دا ؟!”
الزيادات بحسب الخبير الاقتصادي د.”محمد الناير” غير مبررة، حيث قال لـ(المجهر) إنه منذ زيادة أسعار دولار القمح وإجراء عطاءات استيراد، أكدت الدولة أن الأمر سيغطي.
ويواصل د.”الناير” قائلاً: تفاجأت المخابز أيام العيد بزيادة على جوال الدقيق الواحد لما يقارب الـ(20) جنيهاً وهي زيادة ليست بسيطة، وكان الأحرى بالدولة أن تمتص أي زيادات، بدلاً من مطالبة أصحاب المخابز بالثبات على الأسعار.
واعتبر “الناير” سلعة الخبز من السلع التي لا يمكن للدولة أن تخرج منها، خاصة وأنها تمثل قيمة كبرى، ويرى “الناير” أن الحلول تكمن في كيفية تشجيع المواطنين على الزراعة، بالإضافة إلى تغيير ثقافة الغذاء باتخاذ سلع أخرى بديلة للقمح مثل الذرة وغيرها، وتأمين أسعار هذه السلع حتى لا تحدث فيها زيادات مستقبلاً.
في وقت يرى فيه الخبير الاقتصادي د.”عز الدين إبراهيم” وزير الدولة بالمالية الأسبق، أن الزيادات يبدو أنها تمضي في طريق أن الدولة تريد أن تخرج من دعم القمح نهائياً، أو خيار ثاني هو أنها تريد تقليل تكلفة الدعم لهذه السلعة، ويضيف أنها كانت تكلف الخزينة في الماضي ملياراً، الآن بعد زيادة سعر دولار القمح، بأتت تكلف الدولة قرابة الـ(6) إلى (7) مليارات دولار.
ويواصل د.”عز الدين” حديثه ويقول إن الزيادات التي تمت طبيعية للدولة خاصة في ظل العجز في الميزانية.

المجهر السياسي


تعليق واحد

  1. الذيادة كانت في شندى ايضا اسالوا الاقالبم الاخرى لو كانت تهمكم زى الخرطوم