هيثم كابو

وضلت الرسائل طريقها


* حزمة من الرسائل القابعة في خلفية الذهن (تضل) اليوم الجمعة طريقها للنشر (عمداً)، وتنسكب من المداد لتتمدد على الورق راسمة بعض الكلمات وواضعة حروف مناصحة في زمن لا يطيق فيه المرء الحديث مع نفسه ولا يقبل الملاحظات منها فما بالك عندما تأتيه مع قهوة الصباح على ورق الصحف..!
* عزيزي وزير المالية بدر الدين محمود:
(الدولار في ارتفاع.. الأسعار بلغت عنان السماء والخدمات في القاع!).. تلك هي حقيقة الأوضاع بالبلاد طيلة الفترة الماضية، ولكن السؤال الأهم: (هل لديكم استراتيجية في التنمية وخطة محكمة لإحداث إصلاح اقتصادي شامل، وهل هناك إلمام بحجم الأزمة وقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وإيقاف العبث المتمدد في كل الاتجاهات ومواجهة القيادة بأن المكابرة السياسية تفضي أحياناً إلى مزيد من الإشكالات والضغوط الاقتصادية.. لا يكفي أن تكون أهم ميزاتك أنك جئت بعد علي محمود الذي يرى الناس أن أداء أي قادم جديد سيكون أفضل منه بكل تأكيد.. الناس ينتظرون من وزير المالية أن يكون لاعباً أساسياً في المشهد الاقتصادي ويبحثون عن خطط تخرج البلاد من هذا النفق المظلم وتغيير جذري في السياسات، أما إذا كان القادم يرغب فقط في تعزيز الـ(C.V) الخاص به بحمله لقب (وزير) فمن الأفضل له وللمغلوبين على وزرائهم البحث عن (لقب نادر) ففي السنوات الأخيرة شاع المنصب وحمل الصفة بعض الذين يخصم وجود المرء معهم في قائمة واحدة من الرصيد إذ لا جديد.. (ودونكم أهل المواقف المتقلبة ومكر العقول المتثعلبة)..!
* عزيزي بابكر صديق:
من يصنع (الفعل) ويقدم الوجوه والحناجر للناس عليه أن يجلس (خالفاً رجلاً على رجل) ليستمتع بردود الفعل، فمئات الأسماء قدمها برنامجك الناجح (نجوم الغد) ورفد بها الساحة، وعدد وافر من تلك الأسماء استفاد من الإطلالة الذهبية في برنامجك (عالي المشاهدة) وأصبح (نجماً لليوم) ولم ينتظر شروق (الغد)، ودائما ما تختلف وجهات النظر في التقييم وتتباين الآراء بيد أن كل متابع حصيف يعرف حجم الجهد الذي تبذله، كما أن مهمتك والقناة تتلخص في تقديم الموهوبين وتهيئة أجواء التنافس والاستعانة بلجان توجيه وإرشاد وتحكيم مع ترك الفرصة للمشاهدين للتفاعل مع البرنامج وأصواته عبر التصويت، أما الحديث عن تتبع مسار الأسماء الكثيرة التى قدمها البرنامج في كل دورة و(وضع خارطة طريق لها) فهذا ليس من صميم عمل البرنامج المطالب بالاستمرارية في كل دورة وينبغي أن تتصدى مؤسسات متخصصة لهذا الشأن فدورك لا يتجاوز التفريخ والرعاية في فترة المخاض الأولى، ولعمري إن مشوارك الإعلامي الطويل من (المحراب) إلى (الأصوات والأنامل) وصولاً إلى (نجوم الغد) يجعلك تستحق لقب (راعي المواهب الأول بالسودان) يا رجلاً أفنى زهرة شبابه عملاً من أجل الآخرين دون تثاؤب أو كسل أو استسلام، فأنت بحق مبدع جدير بالاحتفاء والاحترام .!
* عزيزي صلاح مصطفى:
(الانزواء) ﻻ يليق بفنان بقامتك المديدة؛ و(الغياب) لا يشبه رجلاً مبدعاً ينتظر الناس إطلالته الوسيمة، و(ارتداء الكبار لطواقي الإخفاء) يفتح الأبواب لأشباح المغنين فينحسر مد الرصانة ويتسيد الساحة (الغثاء)..!
* أعزائي عضوية حزب فناني البحث عن الأضواء:
تتزايد أعداد حزبكم الكبير يوماً تلو الآخر.. عضويتكم في ازدهار مستمر.. وأشكال عديدة ابتدعها قادتكم بحثاً عن مساحات للوجود في وسائل الإعلام والاحتفالات المختلفة فما بين (أخباركم الغرائبية) وأغنياتكم التي تشبه أخباركم ترقد أكثر من (وسيلة شو) و(طريقة لفت نظر) مع أن المقياس الحقيقي للفنان ما يقدمه للناس من جميل أغنيات وبديع أعمال.
أعزائي: الرجاء التمهل قليلاً وعدم الاستعجال وتذكروا أن للإنجليز مثلاً يقول 🙁 الذى يمشي ببطء يصل بسرعة! ).. وصدق القطامي يوم قال : قد يدرك المتأني بعض حاجته.. وقد يكون مع المستعجل الزلل.!
نفس أخير
* ولنردد خلف نزار:
كتبت (أحبك) فوق جدار القمر..
(أحبك جدا) كما لا أحبك يوماً بشر..
ألم تقرأيها بخط يدي فوق سور القمر..
وفوق كراسي الحديقة..
فوق جذوع الشجر وفوق السنابل..
فوق الجداول.. فوق الثمر..
وفوق الكواكب تمسح عنها غبار السفر..!