هيثم صديق

ألف دكان ودكان


* خيل لي وأنا أبحث في رفوف مكتبتي أني لمحت كتاباً اسمه (ألف دكان ودكان) فهرشت شعر رأسي وفركت عيني لابد أنه كتاب ألف ليلة وليلة، ولكن اندهاش الناس من تملك (واحد نفر) لألف دكان بسوق في وسط الخرطوم حكومي حول الأشياء.. فتحت صفحات الكتاب فإذا بي أقرأ عشواء (الدكان الخامس والأربعون بعد المائة) وقالت شهرزاد: المهم أيها الملك السعيد أن رجلاً كان يملك ألف ناقة وكان لكل مائة ناقة راع فإذا بالرعاة العشرة قد أضاع أحدهم ناقة فاجتمعوا إلى بعضهم يتلاومون كل واحد منهم قد أنكر أن الناقة الضائعة تتبع له فاعتمدوا أن يتشاركوا الخسارة ويشتروا واحدة على أن (يوسموا) الإبل، كل راعٍ يجعل علامة على نوقه، أحدهم قطع كل إذن شمال لنياقه والآخر قطع اليمنى وفقأ أحدهم عيون قطيعه اليسرى وعور آخر العين اليمنى وقطع آخر أذنابا وهكذا حتى إن أحدهم قد قطع اعناقها.
* حينما جاء صاحب النوق ليتفقدها أسقط في يده فقد وجدها كلها عيوبا وتنقص مائة وواحد و..
* تحولت إلى صفحة أخرى.
* (الدكان الخامس بعد المائة الخامسة) واعلم أيها الملك السعيد أن عرقوص حينما بنى قصره وأخذ يقلب في دفاتره ليعرف كم كلفه، وجد أن الطوب والحجر قد جاء بها التاجر حمروش وأن السجاد هدية من الوزير كنفوش.. دفع عرقوص ديناراً واحداً لعامل سقط من سقالة.. أخذ عرقوص يعض في أصبعه ندامة على خسارة هذه الدينار.. لولاه لأخرج قصره (بالعادم).
* دهشتي لا تزال عروس وأنا أقلب في هذا الكتاب: ترى من الذي ألفه ومن الذي به أتى إلى مكتبتي؟.. فتحت آخر صفحة فإذا بها (الدكان الواحد بعد الألف).
* يحكى أيها الملك السعيد أن كل دكان للتاجر (حبعوش) كان يمده بطبالي تقفل الطريق ويؤجرها خارج (الحسبة) حتى بلغ من يستأجرون منه (500) عامل وكان يأخذ منهم إيجاراً شهرياً ورسوما وعوائد.
* صاح شهريار ضجراً: لقد تماديت يا شهرزاد إن لم تأت بدليل على ما تقولين لأقطعن رأسك.. وصاح: يا مسرور.. جاء مسرور شاهراً سيفه و… طار رأس شهرزاد في الفضاء، قال الملك شهريار: “علشان تاني تتكلم ساي.. فاكرة نفسها بتكتب في الفيس بوك”.