الهندي عز الدين

الجنوب .. مصالح السودان (لا) أجندة أمريكا


{عندما اقتحمت القوات المسلحة اليوغندية أراضي دولة جنوب السودان من الحدود إلى الأعماق قبل عامين، وبقيت هناك مناصرة للفريق “سلفاكير” ضد نائبه “مشار”، لم يكن ذلك بموجب قرار صادر من الاتحاد الأفريقي أو تفويض من منظمة (إيقاد)، بل من تلقاء سطوة وقوة ونفوذ الرئيس “يوري موسيفيني” في الجنوب وداخل (إيقاد) وبالتأكيد في الاتحاد الأفريقي .
{دخلت القوات اليوغندية دولة الجنوب وعسكر بعضها في غرب الاستوائية بحجة مطاردة (جيش الرب)، وحكومة “كمبالا” واستخباراتها تعلم علم اليقين أنه لا وجود لجيش الرب في جنوب السودان، لكنها تريد مبرراً لتبسط به سيطرتها على الدولة الوليدة المنقسمة من دولة اسمها (جمهورية السودان) !!
{ضعيفو البصر والبصيرة بيننا يظلون يرددون في مجالس الخرطوم عبارات ومقولات من شاكلة: (مالنا ومالهم .. خليهم يتماوتوا .. خليهم يحرقوا .. مش هم عايزين كدا ومشوا مننا) !!
{لا .. ليس هذا تفكير إستراتيجي .. ولا رؤى مستبصرة، بل هي آراء خائبة تشبه تلك التي دعت من قبل وبدعم إعلام الدولة من وراء ستار، إلى (فصل) جنوب السودان عن شماله !!
{وهاهو (الشمال) يجني (الفلس) والضيق وجفاف خزائنه من الدولار والدرهم والريال، وهاهو (الجنوب) يحصد الريح .. حرباً عرقية لا هوادة فيها، وقتلى بالآلاف ونازحين ولاجئين بالملايين، وآباراً معطلة، ودولة منهارة تمام الانهيار، بل الحقيقة الماثلة أنه ليست هناك دولة – الآن – في جنوب السودان !!
{من المسؤول عن هذا الفشل الذريع ؟!
{بالطبع أمريكا وخلفها لوبيات (الصهيونية) و(الكنيسة) و(الأمريكان السود) في الكونغرس الأمريكي والمنظمات المساعدة والمنفذة لمشروع الانفصال القبيح، ثم دول أفريقية مجاورة لجنوب السودان .
{أمريكا التي صنعت هذه الفجيعة، تتحدث اليوم على لسان القائم بأعمالها في الخرطوم عن (دور سوداني) مهم في صنع الأمن والاستقرار في جنوب السودان (ضمن منظومة إيقاد) !!
{لماذا ضمن منظومة (إيقاد) وقد كان الجنوب جزءاً من هذه الدولة قبل (5) سنوات قليلة، وما يزال جزءاً عزيزاً منا على الصعيد الوجداني ؟!
{لأن أمريكا تعرف تأثير السودان هناك، لكنها لا تريده أن ينفرد بالحل، ولا أن تمنحه هذا الشرف، خشية على ما تبقى من مخططاتها الغبية في المنطقة .
{فليبحث السودان عن مصالحه بعيداً عن مسلسلات (الخديعة الأمريكية)، مثلما تبحث “يوغندا”، “إثيوبيا” و”كينيا” عن مصالحها مع “إسرائيل” عبر مقعد (المراقب) في الاتحاد الأفريقي، واتركوا (دبلوماسية البوسطجية ) هذي .. فكروا وتحرروا.