منوعات

الأمطار والسيول تحبس أنفاس العاصمة


اندفعت سيول جارفة جنوبي ام درمان في منطقة الصالحة وشرق النيل في منطقة الوادي الأخضر بولاية الخرطوم صحبتها امطار غزيرة في انحاء متفرقة بولاية الخرطوم دون أن تحدث خسائر في الارواح، وكشفت ادارة عمليات الدفاع المدني بولاية الخرطوم في بيان صحفي ان سيولاً مرت بمجراها الطبيعي في وقت هطلت فيه امطار غزيرة مساء الاربعاء واستمرت حتى الساعات الاولى من فجر أمس الخميس، مما نتج عنها تراكم كميات كبيرة من المياه. منازل متأثرة العميد شرطة عثمان عطا مدير عمليات الدفاع المدني بالولاية ورئيس غرفة العمليات أوضح أن هناك بعض المنازل المتأثرة، وتمكنت شرطة الدفاع المدني من انقاذ عدد من المواطنين تعرضت حياتهم للخطر بينهم طفل بعد انهيار حائط بمنطقة امبدة الحارة (39)، فيما افلح الدفاع المدني في انقاذ امرأة انهارت عليها غرفة ومواطن آخر بود البخيت سقط داخل بئر، كما تأثرت بعض المنازل تأثيراً جزئياً في منطقتي الصالحة والكلاكلة، واشار العميد عطا الى أن قوات الدفاع المدني بذلت جهوداً كبيرة بولاية الخرطوم وغرفة العمليات في تصريف المياه المتراكمة واستخدام طلمبات الشفط والتناكر الكبيرة خاصة في المناطق المتأثرة. رفع الاستعداد الى ذلك أوضح الفريق هاشم حسين مدير الادارة العامة للدفاع المدني انه تم رفع الاستعداد التام للدفاع المدني، وقال لـ(الإنتباهة) ان الوضع الآن بمعظم الولايات مطمئن، وقد شهدت خلال الايام الماضية امطاراً متفرقة بين الغزيرة والمتوسطة والخفيفة، وبعض الولايات لم تنزل فيها امطار أو بلاغات تذكرعن أمطار، واشار الى ان هناك بعض الزيادات في منسوب النيل وشمال مروري، وقال انها لم تشكل خطورة شريطة الا تكون معدلات الزيادة بهذا المستوى، وقطع بتمام الاستعدادات. خطة الخريف وفي ما يتعلق باستعداد الولايات قال هاشم انه تم تشكيل لجان الدفاع المدني وغرف عمليات على مستوى الولايات والمحليات والمدن والقرى، وهناك تواصل في كل كبيرة وصغيرة، وتنسيق بين مكونات المجلس الأعلى للدفاع المدني والإرصاد بعد إجازة خطة الخريف التي جاءت اهم ملامحها بالاستعداد للتدخل السريع والتحسب لأية طوارئ، ودعم شراكات المجتمع والاستفادة من الأجهزة الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة، وفي ما يتعلق بالتنسيق مع الإرصاد قال: (تنسيقنا مع كل مكونات المجلس الاعلى للدفاع المدني مثل الري والصحة والإعلام وكل الوزارات المعنية، بالاضافة الى دعم الشراكة المجتمعية التي تلعب دوراً كبيراً، وتنسيق الجهود الرسمية لتوفير الدعم اللازم لاية طوارئ تفوق المعدلات، وان تتولى الولايات ادارة شؤونها بنفسها ما لم تك هناك دواع للتدخل الاتحادي). التغير المناخي وعزا الفريق هاشم هطول الامطار في مواقيت واماكن لم تشهد امطارا من قبل الى عمليات التغير المناخي التي تأثر بها العالم كله بما في ذلك السودان، وقال ان هناك ولايات مثل البحر الأحمر تأثرت فيها مناطق لم تألف الخريف، وهي المناطق الساحلية المتأثرة بمناخ البحر الابيض المتوسط وبعض المناطق الغربية والجنوبية لولاية البحر الاحمر مثل قرورة وسنكات التي اصبحت عرضة للخريف بصورة متكررة، واضاف قائلاً: (هناك مناطق في الشمالية ونهر النيل لم تشهد حريفاً منذ عشرات السنين، وبعض المجاري والخيران المجهولة والهجورة منذ سنين صارت تتعرض لامطار وسيول جارفة بسبب هذه التغيرات المناخية، مما يتطلب مزيداً من التدابير والاحتياطات، فهناك منازل صغيرة ومشيدة من المواد المحلية واهلنا في الريف والبوادي يحتاجون لتغير نمط المباني التقليدية الى المباني الثابتة، بالاضافة الى رفعها عن مستوى سطح الارض حتى لا تتأثر، كما عليهم الاستفادة من الجزر بالزراعة وليس السكن، وما لم يحدث ذلك فهم في تهديدات على ارواحهم وممتلكاتهم واموالهم ومواشيهم، كما عليهم الابتعاد عن السكن على حرم الانهار وفي المنخفضات ومجاري السيول، وقد صدرت بهذا الشأن العديد من التوجيهات واستجاب لها البعض، الا ان آخرين ظلوا متمسكين بها لمعتقدات وارتباطات ازلية. الاستفادة من التكنولوجيا يقول الفريق هاشم: (هناك تواصل بيننا وبين الولايات، وهناك تضافر مجتمعي كبير عملنا على تعزيزه من خلال شراكات مع الشباب ومنظمات المجتمع المدني خاصة، حيث تم تدريب عدد كبير من الشباب بالتعاون مع اتحاد الشباب وشباب النجدة بالاضافة للشركاء الآخرين من الهلال الاحمر ومفوضية العون الانساني، وبهذا تكتمل الحلقة حتى لا تكون هناك خطورة، ولنا اتجاه للاستفادة من التكنولوجيا وتطبيقات التواصل التي جعلت التدخل سريعاً في اللحظة المناسبة، وهو ما يساعد على تخفيف الآثار والضرر). الإنذار المبكر التغيرات المناخية جعلت المياه تأتي من السماء امطاراً ومن اعالى المرتفعات سيولاً ومن الانهار فيضاناً، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لقوات الدفاع المدني، وفي ذلك يقول الفريق هاشم ان القراءات الاولية تعطي فرصة ليكون الجميع في حالة استعداد، وقال: (إن هناك مواطنين يعرفون الخريف ويشكلون انذاراً مبكراً تقليدياً, وندعم ذلك بالقراءات العلمية للإرصاد، وسبق ان اطلقنا تحذيرات للمواطنين في شمال مروي ليكونوا مستعدين بحسب قراءات معدلات ارتفاع منسوب النيل، ليتم رفع وابورات الري والابتعاد عن المناطق الخطرة، ونطمع في ان يقف الاعلام مع توعية المواطن وحثه على مشاركة الدفاع المدني، والاستفادة من مجموعات الواتساب التي اعتقد انها وسيلة طيبة وفعالة لنقل الأفكار والمبادرات والرؤية لتحقق أكبر قدر من السلامة المدنية). تنبيهات مهمة نوه مدير الدفاع المدني بضرورة اخذ الحيطة والحذر خلال هذه الفترة، ودعا المواطنين لمراجعة توصيلات المنازل الكهربائية ومراجعة آبار المراحيض التقليدية، وعدم السكن في البيوت المتهالكة حتى لا تحدث خسائر في الأرواح والممتلكات، وقال: (نأمل ألا نحزن على مواطن واحد خلال في هذا الخريف).

الانتباهة