الطيب مصطفى

أمريكا وبريطانيا إلى زوال!


لست أدري هل اكتب عن تقرير لجنة جون تشيلكوت المكلف بإعداد تقرير عن مدى قانونية تدخل بريطانيا في عهد رئيس وزرائها توني بلير في الحرب على العراق أم أكتب عن هزيمة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عندما اختار شعبه الخروج من الاتحاد الأوروبي بكل ما يترتب على ذلك من (تدحرج) بريطانيا نحو التفكك والتراجع والاضمحلال ؟! اللهم لا شماتة ! فوالله لن يهدأ لي بال ويشفى صدري من غل قبل أن أرى كلا من بريطانيا وأمريكا وقد انهارتا وأذلتا بعد أن طغتا وبغتا وارتكبتا في حق الإسلام والمسلمين بل وفي حق البشرية جمعاء ما لم يشهده التاريخ منذ بدء الخليقة.
بعد سبع سنوات يصدر القاضي تشيلكوت تقريره حول الجريمة النكراء التي جعلت كلا من أمريكا وبريطانيا تخوضان الحرب ضد العراق وتشردان أهله وتقتلان الملايين من شعبه فقد حكم الرجل بعد فوات الأوان بأن بلير يتحمل المسؤولية عن قرار المشاركة في الحرب على العراق عام 2003 مفسراً الماء بعد الجهد بالماء!.
هل كان الأمر يحتاج إلى إثبات وقد اعترف وزير خارجية أمريكا كولن باول بأن فرية أسلحة الدمار الشامل التي تذرع بها الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن لغزو العراق كانت كذبة بلغاء ؟! بوش الابن أعلنها صراحة وعلى رؤوس الأشهاد بعد تدمير برجي مركز التجارة في نيويورك أنه سيخوضها حرباً صليبية وبدلا من توجيه حربه نحو تنظيم القاعدة في أفغانستان والذي شن تلك الهجمات على أمريكا جيّش بوش بدعم من بلير جيوش الحلفاء وفيهم المخدوعون من الحكام العرب الذين لم يكونوا يعلمون انهم يمولون ويخوضون الحرب ضد انفسهم .. جيّش الجيوش ليغزو العراق بتهم كان يعلم أنها مجرد خدعة كما اعترفت إدارته بذلك فيما بعد ولم يدمر الرجل وحلفاؤه العراق ويسلمه إلى الفرس في إيران فحسب إنما واصلت الإدارة الأمريكية المخطط الأثيم إجهاضاً للربيع العربي حيث أتت بالطاغية الذي يحكم مصر الآن بعد أن أزاحوا الرئيس مرسي رغم أنه جاء عبر الديمقراطية التي بها يتشدقون وها هم يدمرون الثورة السورية ويفتكون بالثورة الليبية من خلال عميلهم الامريكي حفتر ونحمد الله انهم فشلوا في إزاحة اردوغان في تركيا.
بربكم ماذا يفيد تجريم توني بلير قانونياً أو حتى قضائياً وهل يعوض ذلك العراق وشعبه أو يعيدهما إلى ما كانا عليه؟.
أعجب من محكمة الجنايات الدولية (الامريكية) التي تطارد طواحين الهواء وتظلم وترتشي وتنتهك القانون والأخلاق ولا تكترث لكل ما جرى في العراق وسوريا وغيرهما حتى بعد أن صدرت التقارير التي تدين من ارتكبوا تلك الجرائم في حق الدول والشعوب؟! أعجب من العدالة العرجاء التي تصدر الأحكام ولا تجرم الدول المجرمة ولا تعيد شيئاً من الحقوق المغتصبة إلى أصحابها! إنها العدالة العرجاء التي تنصب دول مجلس الأمن الخمس حاكمة على العالم رغم طغيان أمريكا وبريطانيا وروسيا وبغيها وعدوانها! رغم ذلك فان الله لا يغفل عما يعمل الظالمون .. بريطانيا ستتفكك طال الزمن أم قصر إن شاء الله وكذلك أمريكا وما خفي أعظم وأجل من العقاب الرباني الآتي لا محالة ..إنها دورات التاريخ تكرر نفسها بصور مختلفة ..أمريكا اكتشفت عام 1492 وهو ذات العام الذي سقطت فيه الأندلس والذي يؤرخ لانهيار حضارة سادت أوروبا وكان الأوربيون يعلمون أولادهم في مدارسها فأي خير بربكم قد رفع في ذلك العام واي باطل قد وضع بقيام امريكا التي اذلت الإسلام والمسلمين وألحقت الأاذى بهما ولا تزال؟ لقد انكشف الغطاء عن المخطط الخطير الذي تقوده كل من أمريكا وحليفتها بريطانيا ..مخطط الحرب على الإسلام السني من خلال إحلال إسلام (أمريكاني) متحالف مع المذهب الرافضي الشيعي بعد أن أعلن أوباما ، ربما من خلال زلة لسان كتلك التي ارتكبها بوش حين أعلن عن بداية حربه الصليبية على الإسلام قبل غزو العراق ، أعلن عن مواجهة الإرهاب من خلال تقوية الشيعة! هذه هي الاستراتيجية التي تعمل أمريكا على إنفاذها بعد أن صنفت الإسلام السني عدواً استراتيجياً حين اعتبرته ، والجهاد الذي يرهبها ، صنوا للارهاب وذلك ما يفسر تسليمها العراق لايران لقمة سائغة لم تبذل دولة الفرس شيئا في سبيل احتلاله. لا يزال العرب المخدوعين على الدوام يجهلون المخطط الذي يستهدفهم ولم يرعووا للأسف الشديد أو يتعظوا من تجربة خدعة غزو العراق وإزاحة صدام. أمربكا يعينها في حربها على الإسلام بعض الحكام العرب الذين لا يهمهم غير الحفاظ على عروشهم التي يتهافتون على امريكا استرضاء لها في سبيل اعانتهم على تحقيق تلك الغاية الرخيصة.
أمريكا يعينها كذلك في مهمتها بنو علمان من بعض النخب العربية وبالطبع السودانية من بقايا الشيوعيين والدائرين في فلكهم من القوى اليسارية والليبرالية التي لا تبغض سوى الإسلام كنظام توحيدي شامل.
هل يعي المسلمون ذلك أم يواصلون انهزامهم وسياسة جلد الذات التي ألجأهم إليها بنو علمان؟ هذا الليل ، ورب الكعبة ، سيعقبه الفجر لأن الله متم نوره ولو كره الكافرون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


‫2 تعليقات

  1. عندما يتحدث بقايا فتات النظام عن السياسة الدولية فتلك هي النتيجة , امريكا و بريطانيا الى زوال !!
    و انت الذي ينضح قلمك بشتى انواع العنصرية و الكره تجاه مواطني بلدك و تشبه كل من يخالف الرأي بالعميل و المرتزق و كل ما جادت به قريحتك هو هراء و شعوذة و دجل , بالله عليك لولا الانقاذ من كان ليسمح لك بالكتابة و تملك صحيفة بعد ان كنت من النكرات و لا زلت ايها الحاقد .

  2. لو كنت موضوعىا ومتحريا للصدق وللأمانة , لكفاك ان تنظر تحت رجليك لترى
    كم ارتكب المسلمون في بعضعم البعض من قتل وسحل وتشريد وهم اهل قبلة واحدة
    وكم باسم الإسلام اساؤا الى الإسلام………اهاك الله وايانا