محمد عبد الماجد

الخريف دخل (العضم)!!


(1) لاستخراج جا (الوجعة) أو (جيبها) بلغة الرياضيات ،أحسب المسافة بين تصريحين لمعتمد محلية الخرطوم الفريق أحمد أبوشنب, الأول قال فيه إن هناك شخصاً يمتلك في سوق محلية الخرطوم لوحده (2000) دكان. والتصريح الثاني قال فيه إن محليته ستشرع عملياً في منع ستات الشاي من الجلوس في شوارع المحلية بما في ذلك شارع النيل. ما قدروا على (اليسع) اتشطروا على (ستات الشاي). انظروا إلى حرقة المفارقة هنا بين شخص يمتلك (2000) دكان ولا يملك معتمد الخرطوم غير أن يقول عنه (هناك شخص) يمتلك كل هذا العدد من الدكاكين في قلب محليته ،وبين استعداد محلية الخرطوم بمعتمدها وقوتها الشرطية من منع (ست شاي) لا تملك في هذه البسيطة غير (مقعد وتربيزة وكفتيرة و11 كباية شاي). السيد معتمد محلية الخرطوم نستحلفكم قبل أن تزيلوا (ستات الشاي) إن كنتم تبحثون عن جماليات العاصمة ،وعن وجهها الحضاري ،أزيلوا (النفايات) التي ندفع (رسومها) وتبقى على شوارع الخرطوم مرتعاً للقطط والكلاب والذباب. من أولى بالإزالة؟. لو أن عربات النفايات تأتي بمثل الهمة والنشاط والسرعة التي تأتي بها عربات (الكشة) لما بقي في العاصمة القومية شيء من الدرن. إن كنتم تبحثون عن (جمال) الخرطوم ابحثوا أولاً عن (نظافتها وصحتها) ،وأول هطول للأمطار في موسم الخريف يحول العاصمة كلها إلى بركة من المياه الآسنة. (2) المفارقة الأخرى وشر البلية ما يضحك ، أن اليسع عثمان صاحب الـ (2000) دكان حسب إشارة معتمد محلية الخرطوم والعهدة على المعتمد قال في أحد حواراته الصحفية، إنه لا يملك (2000) دكان ..وإنما يمتلك فقط (500) طبلية. كأنه بذلك (قطع السمكة من ديلها) ونفى عن نفسه التهمة. مؤسف أن تكون (الطبالي) التى توزع لأصحاب الحاجات الخاصة ولأكثر الناس فقراً وعوزاً وحاجة، في يد (رأس مالي واحد) ورئيس مجلس إدارة إحدى الشركات الخاصة. الطبالي للفقراء والبسطاء من الناس لا للشركات ومجالس الإدارات. المفارقة الأسوأ (والمفارقة بالمفارقة تذكر)، أن مدير مستشفى إبراهيم مالك د.حسن بحاري أكد صحة ما انتشر من صور بوسائط التواصل الاجتماعي تظهر فيها العنابر مغمورة بالمياه والمرضى على أسرتهم يحيط بهم الماء من كل جانب… د.حسن بحاري علق على هذا الوضع وقال إن ذلك حدث في عنبر العظام فقط ، وليس غيره. وكأن (عنبر العظام) هذا تحت رعاية هيئة الموانئ البحرية، أو كأن مرضاه من نادي زوارق النيل الأزرق. أو كأن عنبر العظام مباحاً للأمطار بغير سد. نحمد الله أن مدير مستشفى إبراهيم مالك اسمه (حسن بحاري) ، وهذا ما يؤكد بعد نظر وزير الصحة الولائي مأمون حميدة عندما جعل (بحاري) على قمة إدارة مستشفى إبراهيم مالك – لولا ذلك لغرق عنبر (الباطنية) أيضاً. واحمدوا الله أنها بقت على (العظام). دعونا نقول إذن إن الخريف دخل (العضم) من أول مطر… أي دخل (العظام) بمستشفى إبراهيم مالك. السيد مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم علموا مرضاكم (السباحة). (3) اليسع عثمان رئيس شركة منيليوم ، الشخص الذي قصده معتمد الخرطوم الفريق أحمد أبوشنب بـ (2000) دكان كانت الزميلة روضة الحلاوي قد حاورته أمس الأول في (الإنتباهة) حواراً وافيّاً قال فيه : (على معتمد الخرطوم تقديم ما يثبت ملكيتي لـ (2000) دكان أو الاعتذار). من يعتذر لمن؟ – اليسع عثمان يمتلك حسب قوله لـ (500) طبلية ويريد بعد ذلك من معتمد الخرطوم الفريق أحمد أبوشنب أن يعتذر له. أبوشنب ما بعتذر!!. اليسع عثمان تحدث عن مواقعه التجارية في قلب محلية الخرطوم ودافع عنها بقوله :(أصلاً هذه المنطقة أو المساحة التي قام عليها هذا السوق كانت مهجورة ومكب نفايات ووكر مخدرات وشماسة ،ولا يستطيع المواطن عبورها بسلام دون أن يتعرض للنهب بعد المغرب). اليسع يحدثنا عن منطقة تقع في قلب الخرطوم كأنه يحدثنا عن فيلم مقاولات عربي قديم عن النهب والضرب والمخدرات. هل يعقل أن تكون هذه المنطقة التي تقع في قلب محلية الخرطوم بكل هذا السوء قبل 4 سنوات (مهجورة ومكب نفايات ووكر مخدرات وشماسة). ذلك يعني أن معتمد محلية الخرطوم (أبوشنب) بعد الاعتذار، عليه أن يشكر اليسع ويثني عليه على تلك الخدمات الجليلة والأمنية التي يقدمها لمحليته. ويقول اليسع عثمان في حواره مع (الإنتباهة) وفي دفاعه عن موقفه : (إذا كانت الحجة قفل الشارع ألم يكن الشارع مقفولاً للسفارة الأمريكية لمدة (15) عامًا ؟ وإذا كانت الحجة إعاقة الحركة، فالواقع مستمر لأكثر من أربعة أعوام ولم يتأثر المارة بذلك). شارع علي عبداللطيف قفلته (السفارة الأمريكية) – أيملك اليسع قوة السفارة الأمريكية ليغلق له شارع ..بل يملك اليسع أن يقفل حتى مجرد (زقاق) صغير ناهيك عن شارع؟ شارع علي عبداللطيف أغلقته سياسات خارجية تلزم الحكومة السودانية بذلك لتأمين السفارة الأمريكية – هل يمكن إغلاق شارع من أجل (طبالي) أو لأجل شركة منيليوم؟ أما قوله إن المارة لم يتأثروا بذلك في السنوات الماضية، فهو ينم عن جهله عن التوسع الذي حدث في الحركة وفي السكان ، يبقى من الطبيعي البحث عن حلول لفك الضائقة المرورية. الضائقة المرورية أطاحت بمحطة السكة الحديد بالخرطوم وببوابتها التاريخية العتيقة ألّا تتطيح بمجموعة من (الطبالي)؟. إن لم تمتلك العاصمة بعد كل حين حلولاً للتعامل مع التكدس السكاني وصعوبة الحركة المرورية سوف نموت كمداً. (4) يبدو أننا في كل يوم نكتشف شيئاً جديداً. فقد قسموا (المحلية) طبلية – طبلية. اتقاسموها – ضلفة – ضلفة. ونحن ما جايبين خبر!!. ليس بهذه الطريقة تدار (المحليات). الخرطوم أعرض من ذلك.


تعليق واحد

  1. ارجو ان يكون الموقع جادا في تعامله الراغبين في الزواج