الطيب مصطفى

د.معز .. ونهضة مستشفى النو


ما كنت لأكتب عن مستشفى النو والنقلة الحضارية التي أحدثها مديره العام د.معز حسن بخيت سيما وأن شهادتي مجروحة ، لولا صدور ثلاث إشادات باهرة رفعته مكاناً علياً خلال اليومين الماضيين من ثلاث شخصيات عبرت عن إعجابها بالنهضة التي انتظمت المستشفى.
كنت قبل نحو عام قد قرأت بعض المقالات التي تتحدث عن الأجهزة والمعدات التي جاء بها د. معز من خلال علاقاته الممتدة بدون أن يكلف وزارة الصحة قرشاً واحداً أذكر من بينها مقال الأخ جمال عنقرة الذي تغزل في النهضة التي انتظمت المستشفى ولكن الثناء جاء هذه المرة من كل من الرئيس البشير ووزير صحة الخرطوم البروف مأمون حميدة ومن السياسي المعارض محمد ضياء الدين الذي اعتبر شهادته مما شهد به الأعداء فما أعظمها من شهادة.
جاءت شهادة الرئيس البشير من خلال زيارة لم يقصد بها في الأساس زيارة المستشفى فقد كان في زيارة قريبه الاستاذ حاتم حسن بخيت الذي كان قد قضى ثلاثة أيام في العناية المكثفة بالمستشفى قبل أن يتعافى تماماً وفي إطار تلك الزيارة مر المشير البشير على إدارات المستشفى ورأى بعينيه الطفرة التي تحققت، ووفقا لدكتور معز فإن الرئيس أشاد كذلك بالجهد الكبير الذي بذله ، ولا يزال ، البلدوزر بروف مأمون حميدة في تطوير الخدمات الصحية والطبية بولاية الخرطوم.
ربما كانت مصادفة وبدون ترتيب مسبق أن يزور بروف مأمون مستشفى النو صباح نفس اليوم حيث تفقد جميع الأقسام بما في ذلك قسم الكلى الذي شهد نهضة كبرى، وقد عضد بروف مأمون ما قاله الرئيس البشير عن التطور الكبير الذي شهده المستشفى في ظل إدارته الحالية.
على أن ما أدهشني بحق تلك الإشادة التي أرسلت عبر الواتساب من السياسي المعارض محمد ضياء الدين الذي اضطر (مجبراً) إلى تجاوز خصومته السياسية لمعز وحزبه السياسي ليشهد بما قال إنه والوفد الذي رافقه ، وفيهم القيادي بحزب البعث العربي الإشتراكي عثمان أبو راس ، قد انبهروا بما رأوه من مشاهد وانجازات حيث قالوا عن النظافة مثلا إنهم لم يروا ذبابة واحدة مع عدم وجود أية رائحة كريهة بل أنهم لاحظوا أن المستشفى معقم بل ومعطر كما أن العلاج يتم مجاناً وكذلك الدواء والتنويم مع فرض رسوم رمزية على الجناح الخاص بل أن العناية المكثفة مجانية للفقراء، كما تحدث ضياء عن الأجهزة الطبية التي قال إنها قد لا تتوافر حتى في أحدث المستوصفات الطبية مع إسعاف جاهز لنقل المريض إلى حيث يشاء، كذلك لاحظ ضياء تفانياً وتعاوناً من الكوادر الطبية وغيرها كأسرة واحدة خاصة مع مديرهم د. معز .
لا زلت أذكر كيف أدار د.معز المستشفى لفترة من الزمن خلال قيادته ثورته التنموية من تحت شجرة في حوش المستشفى وقد اضطر إلى ذلك حينها لأسباب إدارية ضاغطة.
ظللنا ننتقد ونذم التقصير ونهيل التراب على كل من نرى منه تقصيراً من العاملين في الدولة، أفلا نكون منصفين لنقلد د. معز والعاملين في مستشفى النو شهادة تقدير وعرفان؟.