صلاح حبيب

التعليم في حاجة للمساعدة والمساهمة!!


تحدثنا في نفس هذه الزاوية أمس عن دعم التعليم الحكومي، لأن المنفعة في نهاية الأمر للتلاميذ وأسرهم، فعملية التباكي على التعليم المجاني لن تجدي، لأن التعليم في السودان بصورة كبيرة أصبح هم كل الأسر أن يتعلم أبناؤها بدلاً عن اصطحاب الآباء أبناءهم إلى أماكن العمل، فالتعليم في حاجة إلى مساعدة ومساندة رغم أن معظم الأسر لا تقوى على دفع تلك المصاريف لاثنين أو ثلاثة تلاميذ في فصول مختلفة، ولكن ببساطة أنظروا الآن إلى التعليم الخاص والذي هرب إليه معظم الآباء، كم المصاريف التي تفرضها تلك المدارس على التلاميذ سنوياً، هل توجد مدرسة خاصة تقل مصاريفها عن أربعة أو خمسة آلاف جنيه في السنة، هل رفضت تلك الأسر دفع المبالغ المفروضة عليها من تلك المدارس، وهل نظرتم إلى المدارس الأجنبية التي تطالب أولياء الأمور الدفع بالدولار أو ما يعادله وهو مبلغ تجاوز العشرين أو الثلاثين ألف جنيه في السنة، إذن لماذا ترفض تلك الأسر عندما تطلب منها إدارة مدرسة حكومية تقديم مساهمة لا تتجاوز الثلاثمائة جنيه، أو مائتي جنيه، لماذا يغلي الدم في عروق تلك الأسر، لماذا يهيجون لهذا المبلغ الزهيد علماً بأن الأسر تدفع شهرياً وليس سنوياً، أكثر من مائتي جنيه على ترحيل تلاميذها، وإذا كان الأب لديه طالبان أو ثلاثة، مجبر أن يدفع هذا المبلغ.
إن العملية التعليمية لا يعرف مشقتها إلا من كان قريباً من تلك المدارس والأساتذة، في الماضي كان التعليم فعلاً مجانياً، فالكتب تصرف مجاناً والكراسات وأقلام الرصاص و”الأساتيك” حتى الحبر كان يصرف على التلاميذ مجاناً، ولكن كم كان عدد المدارس وقتها وكم كان عدد التلاميذ الذين يدرسون، الآن في كل حي توجد أكثر من مدرسة، وفي كل محلية توجد آلاف المدارس الثانوية والأساس، فهل يستطيع المعلم مع الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد ويعيشها هذا المعلم، هل يستطيع أن يوصل الدرس لتلاميذه أم يدخل الفصل ويبدأ الحصة، فالفهم فهم والما فهم يذهب إلى مدرس خصوصي ليفهمه.
إن واقع التعليم مرير فلا وزارة التربية ولا وزير التربية ولا الدولة كلها تستطيع أن تفي بمتطلبات العملية التعليمية، لذلك لا بد أن يقف الآباء مع تلك المدارس والعمل على استقطاب الدعم المالي لها حتى ينصلح حال التعليم، وما نراه من مدارس نموذجية وتفوقها عاماً بعد عام لو لا جهود الخيرين وآباء التلاميذ ومجالس الآباء لما تفوقت أبداً، فالمعلمون الآن التعليم عندهم محطات للانتقال إلى مناطق أخرى، وبعض مدراء المدارس يخشون من أولياء الأمور المقتدرين أو الجهات الداعمة ومطالبتهم بدعم تلك المدرسة، لأن الوزارة لن تستطيع تقديم الدعم اللازم لكل المدارس، فحتى يتفوق أبناؤنا علينا الوقوف إلى جانب المدارس كل في منطقته حتى ينصلح حال التعليم عندنا.