مقالات متنوعة

حسن فاروق : كاريكا ..ميسي وداني الفيس


هاهو مدرب جديد من بلد بعيد يعمل في السودان ويدرب الهلال، يخرج الي الناس متغزلا في اللاعب الافضل في السودان حاليا مدثر كاريكا، الروماني بلاتشي دخل قائمة المدربين الاجانب والمحليين الذي اكدوا علي وجود لاعب كبير اسمه مدثر كاريكا، يستحق ان يعجب به المدرب ويصفق له المشجع ويكتب عنه الصحفي، فقد اشاد بلاتشي بالمستوي العالي الذي ظهر به مدثر كاريكا في مباراة الفريق اول امس امام فريق هلال كادوقلي، ذاكر من الصعوبة بمكان وقوف اي مدافع في مواجهته حتي لو كان كان مدافع برشلونة الاسباني السابق، ويوفنتوس الايطالي الحالي الحالي داني الفيس.
داني الفيس شخصيا كما يقال، المؤكد ان البعض سيسخر من حديث الروماني بلاتشي، وقد يرون كالعادة ان الرجل بالغ في وضع لاعب سوداني محلي غارق في المحلية في مصاف العالمية مع لاعبين بقامة داني الفيس، ومع ذلك تبقي رؤية الرجل الفنية في تقييم اداء اللاعبين، مع العلم انه ليس سودانيا تربطه علاقة بكاريكا او له مصلحة من اي نوع مع اللاعب، مثلما يحدث عندنا في عملية تقييم اللاعبين، كاريكا عند بلاتشي لاعب كبير ومهم ومفيد للفريق، ويمكن ان يحدث الفارق.
وهنا الفارق بين الرؤية الفنية المتخصصة، ورؤية المشجع والاداري والاعلامي، واذا اخذنا مدثر كاريكا كنموذج سنجد ان بعض المشجعين والاداريين والاعلاميين حكموا منذ وقت ليس بالقليل بأن كاريكا لم يعد هو كاريكا، وانه مستواه يتراجع من موسم لآخر، بل ان البعض طالب بالاستغناء عن خدماته، فلم يعد لديه مايقدمه، وذهب الامر الي ماهو ابعد من ذلك من بعض الاعلاميين باتفاق معلن مع مجلس الادارة بتبني سياسة التخلص من اللاعبين الكبار تحت شعار (هلال 2017) بالاعتماد علي شباب اللاعبين في المرحلة المقبلة، بجانب التخلص من اللاعبين الاجانب تحت شعار (فريق الهلال للسودانيين)، وبدأوا بالفعل في التنفيذ، ولكن تراجع مستوي الفريق والانهيار الفني الذي عاشه ايام المدرب المصري طارق العشري، وهروبه بعد ذلك وفضحه لمخطط تصفية كبار النجوم من الفريق، جعلهم يؤجلوه لانقاذ مايمكن انقاذه بعد ان فقد الرئيس كثير من اراضيه في عدد من القضايا علي راسها النتائج الصادمة التي انتهي اليها الانسجاب من الدوري الممتاز للهلال علي وجه الخصوص، وكان التعاقد مع مدرب له اسمه في عالم التدريب بلاتشي الروماني لامتصاص الغضب الجماهيري والاعلامي بعد التجربة الفاشلة للمصري طارق العشري، وسبق ان كتبت في هذه المساحة ان التعاقد مع بلاتشي يعني عودة القرار الفني للمدرب، وبالتالي قطع كل محاولات تصفية اللاعبين الكبار، التي لم ولن تتوقف، وستظل تترقب تراجع الفريق علي مستوي النتائج لتعيد انتاج الازمة من جديد بالعمل علي الاطاحة بالمدرب المسيطر علي تفاصيل فريق الكرة، ومانعا اي محاولة للاقتراب منه، لتتاجل ايضا عملية التخلص من كبار نجوم الفريق وعلي راسهم مدثر كاريكا.
بلاتشي العضو الجديد في قائمة منصفي اللاعب الكبير مدثر كاريكا، سبقه مدربون من جنسيات مختلفة تعاقبوا علي تدريب الهلال لا تجمعهم اي صلة ببعضهم البعض، اكدوا جميعا علي ان اللاعب هو الافضل، ولعلها من الحالات النادرة ان نجد هذا الاجماع علي لاعب بعيدا عن الآراء السطحية في مواقع التواصل المختلفة وعلي صفحات الصحف، بداية من باتريك الذي عمل فترة قصيرة كانت كافية ليطلق علي كاريكا (ميسي .. الكرة السودانية)، ثم جاءت فترة نصر الدين النابي الذي اكد اكثر من مرة ان علي اهل الهلال تقديم الشكر للاعب مدثر كاريكا علي التضحيات والتنازلات التي يظل يقدمها من اجل الفريق باللعب في وظائف وتنفيذه لمهام داخل الملعب تخصم من نجوميته.
ويكفي كاريكا انه اللاعب الوحيد من دوريات القارة الافريقية الذي تم اختياره ضمن القائمة المرشحة لاختيار افضل لاعب في افريقيا (الوحيد) الموسم السابق، اكرر (الوحيد) في الوقت الذي كانت تري فيه بعض الآراء السطحية ان اللاعب لم يعد صالحا للعب.